رفع مؤيدي السيسي لأعلام السعودية يغضب مصريين وسعوديين

شهدت التظاهرات المؤيدة للنظام المصري ولقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي ظاهرة جديدة، وهي رفع مؤيدي السلطة لأعلام السعودية بجانب صور السيسي.

وكانت قوى سياسية معارضة ونشطاء سياسيون قد دعوا إلى الخروج في تظاهرات احتجاجية ضد تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، تزامنا مع عيد تحرير سيناء، قابلتها دعوات من أنصار السيسي بالتظاهرات؛ تأييدا له واحتفالا بذكرى تحرير سيناء.
 
"نظام واطي"

وقال الإعلامي المصري، باسم يوسف: "النهارده يوم مشهود في مصر، النظام اللي بيتشدق بالعسكرية والوطنية وحماية الأرض خان حرفيا كل المبادئ دي، قبض على شباب بينادي بمصرية الأرض، وحمى مظاهرات كيادة مأجورة رافعين فيها علم بلد تانية، نظام مرعوب نظام بيوجه أسلحته وإمكانياته ضد شعبه لمصلحة بلد تانية، نظام واطي وإعلام أوطى."

وأضاف باسم يوسف: "طول عمري ماليش في نظرية المؤامرة، أصل لو فيه مؤامرة فعلا على مصر، حتعمل إيه أكتر من إنها تخرب الاقتصاد وتعمل مشروعات وهمية، وتصدر أوسخ ما فيكي يا بلد في الإعلام وتقبض على الشباب في بيوتهم، وتخلي منظرنا زبالة في العالم كله، وتعتقل اللي بيطالب بوحدة الأراضي المصرية، وتحمي مظاهرات رافعة أعلام دولة تانية بتحتفل بالتنازل، مش بس عن الجزيرتين، لكن بتخلي مصر عن مجرى ملاحي هو الأهم في المنطقة وتحويله لمجرى دولي وفقدان السيطرة عليه.. صحيح، المؤامرة ممكن تعمل إيه اكتر من كده؟ أنتم المؤامرة."؟!."

أما عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، فقال إن رفع العلم السعودي فوق صورة السيسي بدلا من العلم المصري بهدف إغاظة عموم المصريين الذين يزيدون على تسعة وتسعين في المئة يعد إهانة لقائد الانقلاب.

وتابع الأشعل عبر "فيس بوك"، هل يريد هؤلاء برفع العلم السعودي القول بأن العلم المصري توارى وراء نفوذ السعودية، أنا لا أقبل هذه الإهانة للسعودية ولا للعلم المصري".
 
الهطل الوطني

ولم يتوقف التعبير عن الغضب من رفع أعلام السعودية خلال احتفالات تحرير سيناء على معارضي النظام، بل امتد إلى عدد كبير من مؤيديه أيضا، الذي استفزهم هذا المشهد ووصفوه بالهطل الوطني.

وكان من بين هؤلاء، الفنان محمد هنيدي، الذي سخر عبر "تويتر" بقوله: "وأنا كمان هنزل أرفع علم رواندا تشيك".

من جانبه، قال الإعلامي المؤيد للنظام سيد علي: "الناس العبيطة اللي نازلين وهما رافعين علم السعودية باقولهم إيه الهطل ده؟ مفيش دولة بتحتفل بيوم قومي عندها وبترفع أعلام دولة تانية.. هذا المشهد يحرج السعودية ويحرج القيادة المصرية، إيه شغل كيد النسا ده؟ ما هذا التدني والغباء الوطني؟".

وسخر وائل الإبراشي، خلال برنامج "العاشرة مساء"، المذاع على فضائية "دريم"، من رفع العلم السعودي في احتفالات تحرير سيناء، قائلا: "هترفع العلم السعودي فأنت آمن، هتمشي من غير علم فأنت غير آمن".

كما استنكرت المذيعة "سارة حازم" رفع أعلام السعودية في الاحتفال بذكرى دماء جنود الجيش المصري في سيناء.

وتابعت "حازم"، في برنامج "الصحافة اليوم" على قناة "النهار": "ازاي اللي رافع علم السعودية الشرطة تحميه واللي رافع علم مصر يتحبس؟".
 
السعوديون أيضا غاضبون

وامتد الغضب إلى السعوديين أيضا، حيث قالت الكاتبة "منال القصيم"، عبر "فيس بوك": "العلم السعودي ليس موضوعا للمتاجرة أو لكيد النسا؟! منظر إحدى حمقاوات السيسي وهي تحمل علم بلادي وتتفاخر بموضوع الجزر مستفز! وعلى طريقة كايدة العذال أنا من يومي تقول وبكيد للمعارضين: الجزر مصرية واحنا أديناها للسعودية، ولو طلب الملك سلمان أبو الهول أو الأهرامات حنديله؟!!!! شكرا على الكرم الحاتمي يا بنتي؛ لأن بلادي بغنى عنه!".

وتابعت: "هذا الكرم الذي كان يفترض أن يمنحه رئيسكم لأهل غزة الأقرب لكم والمحاصر على حدودكم، أو على الأقل، ومن باب أولى، أن تحل بركاته على أبناء شعبه المنكوب به! ألم تجد غير العلم السعودي، وهذا الأسلوب الغريب كموضوع للمكايدة والمتاجرة والشحاتة، وكأنك بالعلم السعودي مأجرة ولد صغير وتشحتين فيه بالسيدة زينب؟

واختمت تعليقها بالقول: "ماله لزوم ولا معنى في مناسبة يفترض أنها مناسبة وطنية لا يرفع فيها غير علم الوطن! منظرك بصراحة مهين ومضحك ومستفز لنفسك ولبلدك، لكن إذا كان أراجوزهم هو مثال الهطل فلا تسل عن حال عبيده".
 
كوكاكولا وكفتة للمؤيدين

ولم تكن هذه هي المفارقة الوحيدة التي رصدها المتابعون لتظاهرات مؤيدي السيسي، حيث تداول نشطاء مقاطع فيديو تظهر توزيع المياه والمشروبات المثلجة على مؤيدي النظام في عدد من الميادين بالقاهرة والجيزة.

كما وزعت سيارات تابعة للقوات المسلحة وجبات من الكفتة والحلوى، بالإضافة إلى الورود والأعلام على المواطنين المؤيدين للسيسي في عدة مناطق.

من جانبه، قال جمال عيد، رئيس الشبكة العربية لحقوق الإنسان، عبر "فيس بوك"،  إنه شعر بالقهر من تظاهرات يوم 25 أبريل بعدما رأى استغلال جهل وفقر المواطنين؛ لاستخدامهم في دعم الأوضاع التي تسببت في فقرهم وجهلهم.