ذكرت صحيفة "التايمز" في تقرير أعده كل من سارة إليزابيث ويليامز وتوم كوغلين وكريغ كارلستورم، أن العمليات التي يقوم بها الجهاديون المنضوون تحت لواء
تنظيم الدولة، الذين يقاتلون من أجل السيطرة على الشريط الحدودي المحاذي لمرتفعات
الجولان، تثير المخاوف بأن تشكل قاعدة للهجمات عبر الحدود.
وتقول الصحيفة إن كتيبة شهداء اليرموك، التي أقسمت الولاء لتنظيم الدولة، والتي تقاتل جماعات مسلحة، تلقى الدعم من الغرب منذ عدة أسابيع، في منطقة قريبة من الحدود مع كل من الأردن وإسرائيل.
وتضيف الصحيفة أن قوات المجموعة، التي يبلغ عددها حوالي 900 مقاتل، سيطرت على عدد من القرى، منها الشجرة والجملة البالغ عدد سكانهما حوالي 10 آلاف نسمة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى تزايد مخاوف المسؤولين الأردنيين والإسرائيليين من التطورات الأخيرة، حيث يقول مصدر غربي إن "هذا موضوع يهم الجميع"، ويضيف أن الأردنيين قاموا بسلسلة من عمليات الاعتقال، ويقول محلل
إسرائيلي: "إنهم يزحفون نحو الغرب، ولا نحب هذا الأمر، الذي يدفعنا للقلق".
ويذكر معدو التقرير أن القوات الإسرائيلية قامت بمناورة عسكرية حول كيفية مواجهة تنظيم الدولة بداية هذا العام في مرتفعات الجولان، التي سيطرت عليها في حرب الأيام الستة عام 1967.
وتلفت الصحيفة إلى أن القوات الإسرائيلية شنت سلسلة من الهجمات لمنع حزب الله اللبناني من بناء قواعد له في الجنوب السوري، مستدركة بأن حضور التنظيم يعني وجود خطر آخر.
ويفيد التقرير بأن تنظيم الدولة تعهد في المواد الدعائية التي نشرها، بالوصول إلى القدس وتحريرها، فيما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعمل كل ما لديه لمنع ظهور جماعة إرهابية جديدة على الحدود مع الجولان.
وينوه الكتّاب إلى أن إسرائيل قامت بعقد سلسلة من التفاهمات مع الجماعات السورية المقاتلة من أجل إنشاء منطقة عازلة، حيث دعمت الحكومة الإسرائيلية برنامجا مضى عليه ثلاثة أعوام من أجل تقديم العلاج الطبي لجرحى الحرب السورية، وتم نقل وعلاج ما يقرب من 2200 جريح، بينهم مقاتلون تابعون لتنظيم الدولة، مشيرين إلى أن إسرائيل وزعت الطعام والشراب والدواء وحليب الأطفال في المناطق التابعة للمعارضة.
وتنقل الصحيفة عن المتحدث باسم الجيش السوري الحر عصام الريس، قوله: "لقد شاهدنا ثماني عمليات انتحارية نفذها انتحاريون، تتراوح أعمارهم ما بين 17 – 20 عاما"، وأضاف: "كانوا من السكان المحليين، فكيف يمكنك التنافس معهم؟".
ويورد التقرير نقلا عن محللين قولهم إن استمرار الاقتتال بين الفصائل السورية يعني عدم تعرض إسرائيل لهجمات، مشيرا إلى أن أيمن التميمي الذي درس عن كتيبة شهداء اليرموك، قال: "عندما تخوض حربا وجودية ضد الجماعات المقاتلة الأخرى، فما هو الوقت الكافي لديك للهجوم على إسرائيل؟".
وينقل الكتّاب عن العسكريين الإسرائيليين قولهم إنهم يتعاونون مع الأردنيين، حيث قال نائب رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي الجنرال يائير غولان إن "الإردنيين خائفون من وجود تنظيم الدولة في المدن والبلدات"، مستدركين بأنه مع ذلك فإن إسرائيل قلقة من نشاطات
إيران أكثر من قلقها تنظيم الدولة.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول غولان: "لدينا 20 حادثا إرهابيا لم ينفذ أي منها تنظيم الدولة أو جبهة النصرة ولا الجماعات السورية السنية"، وأضاف: "من وجهة نظرنا، فإن المشكلة في
سوريا هي إيران والجماعات الوكيلة لها".