في خطوة رآها مراقبون تصعيدية، بادر علي أكبر هاشمي
رفسنجاني، رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام
الإيراني، إلى الرد على هجوم المرشد الإيراني الأخير عليه.
وكان
خامنئي وصف رفسنجاني بالجاهل والخائن؛ بسبب تصريحاته المثيرة، التي اعتبر من خلالها أن مستقبل الدول وتطورها وازدهارها يكون بالمفاوضات والحوار وليس بالصواريخ، على حد تعبيره.
وقال رفسنجاني -بحسب موقع "سحام نيوز" المقرب من الزعيم الإصلاحي الإيراني مهدي كروبي- إن "الشعب الإيراني أثبت خلال العامين ماذا يريد"، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية التي أدت إلى انتخاب روحاني، والانتخابات البرلمانية التي انتهت بفوز
الإصلاحيين في البلاد، وكذلك انتخابات مجلس الخبراء.
اقرأ أيضا: تصعيد غير مسبوق من خامنئي ضد رفسنجاني واتهام لروحاني
وعلق موقع "سحام نيوز" على تصريحات رفسنجاني قائلا: "رغم الهجوم الشرس الذي يتعرض له رفسنجاني من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية خامنئي ورموز المحافظين والحرس ووسائل الإعلام المقربة منهم، فهو لم يتوقف عن تصريحاته حول الأوضاع السياسية في البلاد. وخلال أحدث تصريح له بعد تعرضه لهجوم المرشد قال "إن على جميع المسؤولين في النظام الإيراني وفي جميع المراتب أن يعرفوا قدر الشعب الإيراني، وأنه وحده المسؤول عن انتخاب من يحكمه".
وتابع رفسنجاني الرد على خامنئي بالقول إنه "لا يمكن للنظام أن يتجاهل وعي الإيرانيين"، مضيفا أنه "في السنوات الماضية أكد الشعب الإيراني مرتين على أقل تقدير ماذا يريد، وهذا الوعي الذي يتمتع به يرجع للانتشار الواسع لوسائل الإعلام الحديثة، ووسائل التواصل الاجتماعي، وهذا الوعي سوف يتوسع وينتشر بين كافة الشرائح في المستقبل".
واعتبر رفسنجاني أن نجاح الإصلاحيين في إيران أجهض مشروع المحافظين الذي أراد تسميم الأجواء الإيرانية. وقال: "في انتخابات مجلس خبراء القيادة والبرلمان، أثبت الشعب الإيراني بحضوره إلى صناديق الاقتراح ماذا يريد؛ باختياره للإصلاحيين، ووقوفه ضد توجهات المتطرفين الذين أرادوا الوقوف ضد إرادته".
اقرأ أيضا: روحاني يلوح بالاستقالة ومصادر تكشف لـ"عربي21" رد المرشد
وتأتي تصريحات رفسنجاني في ظل صراع محتدم بين المرشد والحرس من جانب، ورفسنجاني والإصلاحيين الذي أصبحوا حليفا لروحاني من جانب آخر، وهو ما اعتبره البعض تحديا آخر من رفسنجاني للمرشد وهيمنته على مؤسسات النظام في إيران.
ولاحظ مراقبون أن خطاب رفسنجاني السياسي بعد نجاح الإصلاحيين قد تغير، حيث أصبح ينتقد الحرس الثوري والمرشد الإيراني خامنئي بصورة حادة، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة منه للتهيئة لمرحلة سياسية جديدة تتماشى مع طموحات الشارع الإيراني الغاضب؛ بسبب العقوبات الاقتصادية التي فُرضت على إيران؛ بسبب برنامجها النووي.
وفي هذا السياق، كشفت بعض وسائل الإعلام الإيرانية أنها تنوي بعد تصريحات رفسنجاني الأخيرة إنتاج فيلم وثائقي عنه، لكشف مواقفه المعادية للمرشد والثورة الإيرانية.
ويرى معارضون إيرانيون تتواصل معهم "
عربي21" أن هجوم المرشد على رفسنجاني كان بمثابة ضوء أخضر لوسائل الإعلام المقربة من المرشد والحرس كي ترد الهجوم، وهو ما حصل عمليا، حيث لوحظ أن الصحف والمواقع الإيرانية لم تعد تخلو من هجوم يومي عليه، ومن اتهامات له بالتماشي مع مواقف الولايات المتحدة الأمريكية حول عدة قضايا وملفات هامة في إيران.