قال عدد من كبار الخبراء
الإسرائيليين في الشؤون
الإيرانية، إن هناك "أسسا منطقية تدفع للاعتقاد بأن المصالح المشتركة بين إيران وإسرائيل أكبر مما تبدو في الظاهر".
وفي تحقيق نشرته صحيفة "ميكور ريشون" اليمينية في عددها الصادر الأحد، اقتبس الصحفي اليميني
أمنون لورد تصريحات لعدد من الباحثين والدبلوماسيين الإسرائيليين والأجانب، ممن قالوا إن القيادة الإيرانية توظف العداء تجاه إسرائيل، من "أجل تحسين قدرة طهران على مواجهة العرب السنّة، وليس لأنها تبطن العداء بشكل حقيقي لإسرائيل".
ونقل لورد عن رجل الاستخبارات والسفير الإسرائيلي الأسبق في طهران خلال عهد الشاه، أوري لبراني، قوله إن الإيرانيين يبدون حساسية تجاه مطالبة العرب باستعادة إقليم "خوزستان"، الذي يقع متخاما لمنطقة جنوب العراق (عاصمته مدينة
الأحواز- "عربي21") الذي تقطنه أغلبية عربية.
وأضاف لورد أن "الإقليم العربي داخل إيران ليس سببا لعدم الاستقرار الداخلي فحسب، بل إن خسارته تشكل ضربة اقتصادية هائلة، لأنه يعدّ الأكثر غنى بالموارد النفطية في إيران؛ ما جعل نشوب أي ثورة عربية فيه تهديدا بالغ الخطورة، يؤثر على قدرة إيران على التوسع".
ونوّه لورد إلى أن هناك انطباعا بأن العداء الإيراني لإسرائيل يأتي في إطار "المزايدة" على العرب للتغطية على مخططات طهران ضدهم.
وبحسب لورد، فإن الكثير من المختصين يرون أنه لا يوجد ما يبرر القلق الإسرائيلي من التوسع الإيراني في المنطقة، على اعتبار أنه "توسع لأغراض دفاعية".
ووفقا للورد، فإن نسبة كبيرة من اليهود الإيرانيين تدافع عن البرنامج النووي الإيراني.
ونقل كذلك عن دبلوماسي غربي شارك مؤخرا في مؤتمر نظمه "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي قوله، إنه فوجئ عندما تحدث قبل أربع سنوات أمام جمع من اليهود الإيرانيين في أمريكا حول جهود بلاده لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.
وقال: "توقعت من الجمهور اليهودي أن يرد على كلامي بالتصفيق، لكنهم تعاملوا بمنتهى البرود، وعندما استفسرت من قادتهم عن سبب عدم الشعور بالحماس لكلامي، قالوا لي: نحن مع حصول إيران على السلاح النووي لمواجهة الدولة السنيّة الكبرى من الشرق (باكستان) التي لديها سلاح نووي"، على حد تعبيره.
وأشار لورد إلى أن هناك تاريخا من التعاون بين إيران وإسرائيل يمتد طوال فترة حكم الشاه.
وأوضح أن الجنرال تسوري ساغي، أحد قادة شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي، أشرف على التعاون مع الإيرانيين في تدريب أكراد العراق، الذين كانوا يحاربون العراق.
وأضاف أن "الإسرائيليين دربوا الأكراد على الأراضي الإيرانية، في حين انخرط الإيرانيون في توفير الدعم اللوجستي لهم".
يذكر أن البروفيسور إفرايم كام، نائب رئيس "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، كان قد أصدر كتابا قبل ثلاثة أعوام، ضمّنه ما اعتبره دلائل على أن البرنامج النووي الإيراني لا يشكل تهديدا لإسرائيل.
وبحسب كتاب "كام" الذي يعدّ أهم خبير في الشأن الإيراني في إسرائيل، فإن إيران ترى أن حصولها على السلاح النووي يحسّن من قدرتها على الهيمنة على منطقة الخليج العربي.