شن رجل الأعمال القبطي نجيب
ساويرس، الخميس، أعنف هجوم على نظام عبد الفتاح السيسي، ووجه انتقادات لاذعة للأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في البلاد.
وجاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها ساويرس في المؤتمر العام السنوي لحزب المصريين الأحرار الذي أسسه عام 2011 في أعقاب ثورة يناير.
البرلمان ولد ميتا
وتعليقا على أداء مجلس النواب الجديد، أكد ساويرس أنه "غير راض عن أداء
البرلمان حتى الآن، موضحا أن هناك شعورا بأن هذا البرلمان ولد ميتا، وأن الدولة سعيدة بحملة التشويه التي يشنها الإعلام ضد مجلس النواب".
وهاجم ساويرس ائتلاف "دعم مصر"، المدعوم من الأجهزة الأمنية، قائلا إن هذا
الائتلاف يؤكد الانطباع بأن الدولة لا تثق في الأحزاب الحرة التي لا تخضع لسيطرتها، مضيفا أن "دعم مصر" كيان غير واضح المعالم، فلا هو بالحزب ولا بالائتلاف، كما أنه لا يحكمه برنامج أو إطار فكري، ما يجعل التعامل معه شبه مستحيل.
وأضاف "ساويرس": "الدولة ترى أن ترك الأحزاب دون تدخل منها سيكون خطرا على مصر، مشددا على أن حزب المصريين الأحرار يسعى لمصلحة مصر وسيكون صوت الضمير الحي في البرلمان".
الوضع صعب
وأكد ساويرس أن الوضع الاقتصادي في مصر صعب، فالسياحة متوقفة والبيروقراطية تعرقل الاستثمارات، مطالبا بضرورة التوصل لحلول جذرية وسريعة للأزمات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.
واستنكر الدعوة التي أطلقها قائد
الإنقلاب قبل عدة أسابيع بالتبرع لمصر بجنيه كل يوم، قائلا إنهم يطالبوننا بأن نصبح على مصر بجنيه بينما هناك ملايين تهدرها أجهزة الدولة بدون داع.
وطالب ساويرس الحكومة بالتخلص من البيروقراطية التي تنتهجها مؤسسات الدولة، مؤكدا أن تلك الأساليب تعرقل التنمية والتقدم الاقتصادي.
ووصف التوجهات الاقتصادية للحكومة بأنها عشوائية، مطالبا بأن يتولى مسؤولية تنمية قناة السويس رجل اقتصادي لزيادة الاستثمار، في إشارة إلى الفريق مهاب مميش الذي يتولى رئاسة هيئة قناة السويس.
وانتقد فشل الحكومة في إدارة المصانع العملاقة في حين ينجح القطاع الخاص في هذا المجال وضرب مثلا بأحمد أبو هشيمة وأحمد عز، قائلا للحكومة "اصحوا بقى".
وكان ساويرس قد اشتبك مع طارق عامر محافظ البنك المركزي، منذ عدة أيام واتهمه بشكل واضح بالفساد واستغلال نفوذه لتحقيق مصالح شخصية، على خلفية تعطيله صفقة شراء شركة سي أي كابيتال من البنك التجاري الدولي.
وأعلن ساويرس عزمه مقاضاة محافظ البنك المركزي بسبب قراراه الأخيرة تغيير رؤساء البنوك والتدخل في صفقة سي آي كابيتال.
مضايقات أمنية
وخلال الكلمة اشتكى ساويرس من تعرض أعضاء ونواب حزب المصريين الأحرار لمضايقات أمنية.
ولمح ساويرس إلى تجسس الأجهزة الأمنية عليه وعلى قيادات المصريين الأحرار، حينما قال إن "وجودهم في المقر الجديد للحزب الذي يبعد أمتارا قليلة عن مبنى وزارة الداخلية يجعلهم يسمعون كل أحاديثهم بوضوح دون الحاجة للتنصت عليهم".
من جانبه، قال عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، إن الحزب حقق إنجازا كبيرا بحصوله على المركز الأول بين الأحزاب السياسية فى انتخابات مجلس النواب الأخيرة، لافتا إلى الصعوبات البالغة التي واجهته للفوز بالمركز الأول.
وحذر خليل من أن البرلمان إذا استمر على وضعه الحالي فلن يستمر طويلا، موضحا أن المصريين الأحرار يعارض استحواذ أي فصيل على البرلمان حتى لا تتكرر تجربة برلماني 2010 و2012 على حد قوله.
وأكد خليل واختتم كلمته بالتأكيد على أن الأوضاع في مصر الآن أصبحت أكثر سوءا مما كانت عليه في 30 يونيو 2013، مطالبا الدولة بإنجاز انتخابات المحليات في موعدها والقضاء على البيروقراطية للنهوض بمصر.
وفي نهاية المؤتمر عقد شهاب وجيه المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار مؤتمرا صحفيا عرض فيه رؤية الحزب وخططه المستقبلية للنمو، معلنا أن الحزب قام بتأسيس جمعية تنموية تحت مسمى "مصر اللي بنحلم بيها" للتواصل مع المواطنين وتقديم المساعدات المالية والخدمية لهم.
كما أعلن استعداد الحزب لخوض انتخابات المجالس المحلية المقبلة لتأكيد تواجده في المشهد السياسي، ومواصلة الانتشار بشكل أكبر في كافة المحافظات باعتباره الحزب صاحب أعلى الأصوات في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.