وزراء جدد بمصر.. من رحم ساويرس وهيكل ومبارك وضد الإخوان

استقبل الشارع المصري، بفتور، نبأ إعلان التعديل الحكومي الجديد، الذي شمل تغيير عشرة وزراء، فيما رأى ناشطون أنه لا جديد فيه سوى تغيير الأسماء، وصمموا وسما (هاشتاغا) بعنوان  "#مصر #الوزراء_الجدد".

وتبين أن وزيرة الاستثمار الجديدة، داليا خورشيد، ظلت تعمل بمنصب المدير التنفيذي لشركة "أوراسكوم" القابضة للإنشاءات، المملوكة لنجيب ساويرس، فيما ظل وزير المالية الجديد، عمرو الجارحي، يعمل بشركة "القلعة" لأحمد نجل الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، حتى ما قبل تكليفهما بالوزارتين بساعات.

أما وزير القوى العاملة الجديد فرشحته عداوته للإخوان لتولي الوزارة، كما جيء بوزير النقل في حكومة كمال الجنزوري الأولى في عام 2011، جلال السعيد إلى الوزارة نفسها الآن.

وبالنسبة للتعديل الوزاري عموما فقد استقبله النشطاء بسخرية لاذعة فيما قال خبراء إنه دليل على الفشل الاقتصادي الراهن للحكومة.

داليا خورشيد.. من "أوراسكوم" للاستثمار  

حصلت وزيرة الاستثمار داليا خورشيد - التي خلفت أشرف سالمان في الوزارة - على بكالوريوس إدارة أعمال من الجامعة الأمريكية في القاهرة. وبدأت عملها مع البنك التجارى الدولي، كما تولت منصب نائب رئيس سيتي بنك لمدة ثماني سنوات.

وانضمت في عام 2005، إلى شركة أوراسكوم للإنشاء، ثم تولت منصب أمين الصندوق في الشركة نفسها، علاوة على العديد من المسؤوليات بالشركة، ومنها ملفات السيولة النقدية، وإدارة المرافق الطارئة، ومراقبة الخزانة للمجموعة، وكان آخر منصب تولته هو "المدير التنفيذي لأوراسكوم القابضة".

عمرو الجارحي.. من "القلعة" للمالية

وزير المالية الجديد، عمرو الجارحي، الذي خلف هاني دميان، كان يشغل - حتى لحظة توليه الوزارة - منصب العضو المنتدب لشركة "القلعة" للاستشارات المالية، لمالكها أحمد هيكل.

وتخرج الجارحي في كلية التجارة قسم المحاسبة عام 1981، وتقلد مناصب عدة حتى وصل لمنصب نائب رئيس بنك الاستثمار القومي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2004، واستمر به حتى 2012.

ومنذ عام 2013 شغل منصب العضو المنتدب لشركة "القلعة" للاستشارات المالية، وحتى قبل توليه الوزارة بساعات.

ويعتبر الجارحي من المؤيدين لخفض الجنيه أمام الدولار، إذ قال في حوار سابق مع الإعلامي إبراهيم عيسى، إن لجوء البنك المركزي لتخفيض سعر الجنيه في بداية 2015، جاء ليتوازن مع أسعار العملات الأخرى، وإن الاستثمار الأجنبي لن يأتي مصر في حال وجود سعرين للدولار، "فلا بد أن يطمئن المستثمر أنه لن يخسر أمواله فيما بعد".

كما أن له تصريحات مثيرة للجدل، منها: "حسني مبارك لم يكن طاغية، لكن السياسات الموضوعة لتداول السلطة سمحت باستمراره 30 سنة.. مصر تعاني من سوء الإدارة بنسبة 90%، والفساد لا يتعدى من 5 إلى 10%.. القطاع الخاص تعرض لضغط شديد بعد الثورة، وعلى الدولة أن تحفز المستثمرين".

وزير القوى العاملة ضد الإخوان

أما محمد سعفان وزير القوى العاملة، الذي خلف جمال سرور، في المنصب، بعد أن استمر في منصبه سبعة شهور فقط، فقد تقلد منصب أمين عام مساعد للنقابة العامة للبترول عام 2000 ثم أصبح أمين عام النقابة عام 2006، حتى أصبح رئيسا للنقابة العامة للعاملين للبترول عام 2013.

وقاوم سعفان مجلس إدارة النقابة في الفترة من عام 2012 حتى 30 يونيو 2013، لمجرد أن أغلبية المجلس المنتخبة يحسبون على الإخوان المسلمين، حتى نجح في استبعادهم، ثم تقلد رئاسة النقابة.

كما أنه كان نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر. وعرف عنه معاداته للتعددية النقابية داخل المنشأة الواحدة؛ وكان يؤكد في أغلب تصريحاته أن التعددية تضر بالشركات.

جلال السعيد.. من الجنزوري للنقل

"جلال السعيد" الذي اختير وزيرا للنقل، يعود مرة أخرى للمنصب ذاته الذي تولاه في حكومة الدكتور كمال الجنزوري عام 2011، ولم تكن له فيها نجاحات تذكر.

وشغل السعيد منصب محافظ الفيوم من عام 2008 إلى 2011، ثم تولى منصب محافظ القاهرة في حكومة حازم الببلاوي في 13 آب/ أغسطس 2013 ليعود مجددا وزيرا للنقل في التعديل الوزاري الجديد في حكومة شريف إسماعيل.

هاشتاغ: "#مصر #الوزراء_الجدد"

وضع رواد موقع التدوين المصغر تويتر، بالتزامن مع إعلان أسماء الوزراء الجدد، هاشتاغ "#مصر #الوزراء_الجدد"، وتصدر قائمة الأكثر تداولا بين رواد الموقع، الأربعاء.

وأعرب غالبية المغردين في الوسم الجديد عن عدم التفاؤل بهذا التغيير، ولجؤوا إلى السخرية اللاذعة منه.

ومما جاء على ألسنتهم: "هو إحنا عرفنا اللي قبلهم عشان نقول وزراء جدد.. أحمد زي الحاج أحمد.. ما فيش جديد لأن مفيش خطة.. نعيش ونأخذ غيرها.. التغيير الوحيد في الأسماء.. الوزراء الجدد الفاشلون الجدد.. خلف كل قيصر يأتي قيصر جديد".

واستدعى بعضهم مقولة السيسي: "أنا بأقعد مع الحكومة كل يوم.. هتعرفوا أكتر مني أنها حكومة كويسة؟".

وأضافوا: "تذوبوهم في عرق العافية يا شعب.. التغيير الوحيد في الأسماء إنما السياسات على قديمة طبعا.. غريبة.. حبيب العادلي ليس في التعديل الوزاري وزيرا للداخلية؟ ليه الظلم ده؟ كيف نسمي الوزراء بالجدد، وهم يطبقون نفس الأفكار القديمة؟".

وأردفوا: "الوزراء الجدد إيه.. إحنا عايزين رئيس جديد .. العيب مش فيهم العيب في الرأس الكبيرة.. كان المفروض تغيير وزير الصحة ووزير التعليم.. ده لو كان عايز يعمل تغيير الناس تحسه..  نفس القماشة المهلهلة مش حيطلع منها بدلة نظيفة.. الأزمة أزمة سياسات ومشروع دولة مش أزمة أشخاص.. أحلى حاجة أن طحالب السيسي اختفوا.. حظ أوفر المرة القادمة".

سيف الدولة: فشل اقتصادي واضح

ورأى خبراء في التشكيل الوزاري الجديد، وتركيزه على تغيير وزراء المجموعة الاقتصادية، دليلا على الفشل الاقتصادي لحكومة شريف إسماعيل.

أكد الباحث في الشأن القومي والعربي، محمد سيف الدولة، أن الملاحظات الأولية على التعديل الوزاري اعتراف من الحكومة بفشلها اقتصاديا.

وقال سيف الدولة - عبر منشور له على "فيسبوك"-: "في تغيير وزراء المالية والاستثمار، واستحداث وزارة لقطاع الأعمال؛ اعتراف صريح بفشل السياسات الاقتصادية، وفي تغيير وزير الري اعتراف بتعثر ملف سد النهضة، وربنا يستر".

مسيحية و4 نساء في الحكومة

ويذكر أنه عقب إعلان أسماء الوزراء الجدد، أصبح في حكومة إسماعيل أربع نساء فقط يتولين حقائب وزارية مختلفة هن داليا خورشيد وزيرة الاستثمار، وغادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، وسحر نصر وزيرة التعاون الدولي، ونبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج.

 فيما بقيت نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج كوزيرة مسيحية وحيدة في الحكومة بعد الإطاحة بهاني قدري دميان من وزارة المالية.

ماذا تعرف عن بقية الوزراء؟

أما وزير العدل الجديد، محمد حسام أحمد عبد الرحيم، فهو الوزير الخامس الذي تولى حقيبة "العدل" منذ الانقلاب العسكري في الثالث من تموز/ يوليو عام 2013.

وسبق لـ"عبد الرحيم" أن تولى رئاسة المجلس الأعلى للقضاء.

وفي 2013، تم تعيينه كنائب ثان لرئيس محكمة النقض، وعضوا بالمجلس الأعلى للقضاء، ثم عضوا بلجنة الأحزاب السياسية ورئيسا لمحكمة القيم، حتى 30 حزيران/ يونيو 2014، ليتولى بعدها رئاسة مجلس القضاء الأعلى.

وبالنسبة للدكتور خالد العناني المكلف بتولي حقيبة وزارة الآثار خلفا للدكتور ممدوح الدماطي، فتولى الإشراف على متحف الحضارة منذ 2014، والمتحف المصري بالتحرير عام 2015.

واختير في التعديل الجديد "يحيى راشد" وزيرا للسياحة، خلفا لهشام زعزوع.

وقد عمل الوزير الجديد في مجموعة "الخرافي" بمنصب المدير التنفيذي لقطاع الفنادق بالمجموعة عام 2009 حتى عام 2016، وكرمه وزير السياحة السابق، في يوم السياحة العالمي عام 2015.

وزارة جديدة لقطاع الأعمال العام

استحدثت في الحكومة الجديدة وزارة جديدة لإدارة قطاع الأعمال العام، تحت رئاسة الرئيس السابق للهيئة العامة للرقابة المالية، الدكتور أشرف محمود قدري الشرقاوي.

وعمل "الشرقاوي" مديرا تنفيذيا لمجلس وحدة الرقابة على جودة أعمال مراقبي الحسابات منذ 2008، إلى جانب رئاسته لعدد من اللجان المهمة بالهيئة من أهمها، لجنة التمويل وعروض الشراء والاستحواذ والاندماج بهيئة الرقابة المالية (سوق المال) مصر منذ 2008، ولجنة تراخيص العاملين بشركات الأوراق المالية منذ 2008.

ويذكر أن التعديل الوزاري شمل أيضا: شريف فتحي للطيران المدني، ومحمد عبد العاطي، للموارد المائية والري، وثلاثة نواب لوزير المالية، ونائب للتخطيط، ورئيس للهيئة الوطنية للإعلام، لم يتحدد اسمه بعد.