نشر موقع بيزنس إنسايدر الأمريكي تقريرا، حول الشخصيات الروسية التي تعرضت للاغتيال بعد أن دخلت في خلاف مع فلاديمير
بوتين، بسبب أنشطتها
المعارضة للفساد وانتهاكات حقوق الإنسان وأسلوب إدارته البلاد.
وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إن نتائج تشريح جثة المستشار الإعلامي الروسي السابق ميخائيل ليسين، بينت أنه توفي بسبب "تلقي ضربة قوية على الرأس". وكان ليسين، الذي أسس شبكة أخبار
روسيا اليوم، قد عثر عليه ميتا في غرفته في نزل في العاصمة واشنطن، في تشرين الثاني/نوفمبر 2015. وكانت وسائل الإعلام قد تحدثت قبيل وفاته عن تفكيره في عقد اتفاق مع مكتب التحقيقات الفيدرالية في الولايات المتحدة، لحمايته بعد نشوب خلافات بينه وبين السلطات الروسية.
وأضاف التقرير أن ليسين، الذي عمل لسنوات في قلب الحياة السياسية الروسية، كان عارفا بالكثير من أسرار وقضايا الأثرياء والماسكين بزمام السلطة في موسكو. ولكن ليسين ليس الشخص الوحيد الذي عمل إلى جانب فلاديمير بوتين ثم كان مصيره الموت في ظروف غامضة، إذ إن هنالك قائمة طويلة من الأشخاص الذين توفوا بعد خلافات مع بوتين، الذي كان في الأصل ضابطا في المخابرات السوفيتية كي جي بي، ويشتبه في أنه هو من يقف وراء هذه الجرائم.
ومن بين هؤلاء الضحايا، ذكر التقرير "ألكسندر ليتفينينكو"، الذي كان بدوره عميلا سابقا في الكي جي بي، وتوفي بعد ثلاثة أسابيع من احتساء كوب من الشاي في نزل في لندن، تم تسميمه بمادة البولونيوم 210 المشعة.
وقد توصلت تحقيقات المخابرات البريطانية إلى أن ليتفينينكو تعرض للتسميم من ضابطي المخابرات الروسية "أندري لوغوفوي" و"ديميتري كوفتين"، الذين على الأرجح نفذا المهمة بأوامر مباشرة من الرئيس بوتين، لأن ليتفينينكو كان يوجه له انتقادات كثيرة، ويتهمه بالتورط في جرائم قتل من بينها
اغتيال الصحفية آنا بوليتكوفسكايا.
وأشار التقرير إلى أن "آنا بوليتكوفسكايا" بدورها كانت صحفية ناقدة لفلاديمير بوتين، وأصدرت كتابا بعنوان "روسيا التابعة لبوتين"، اتهمته فيه بتحويل البلاد إلى دولة بوليسية، وقد تم اغتيالها عبر قتلة مأجورين أطلقوا عليها النار من المسافة صفر في المصعد أمام شقتها. وقد تمت إدانة خمسة أشخاص بالتورط في قتلها، كما توصل القاضي إلى أن العملية تمت بمقابل مادي بلغ 150 ألف دولار، ولكن لم يعرف من الذي دفع المبلغ.
وقال التقرير إن ضحية أخرى من الضحايا المحتملين لبوتين كانت الصحفية "ناتاليا إستيميروفا"، التي كانت متخصصة في متابعة انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها السلطات الروسية في الشيشان، وقد تم اختطافها من أمام منزلها، ثم عثر عليها لاحقا ميتة في إحدى الغابات بعد إصابتها برصاصة في الرأس، ولم يتم تحديد القتلة.
كما ذكر التقرير أن المحامي المعروف بدفاعه عن حقوق الإنسان، "ستانيسلاف ماركيلوف"، الذي ترافع سابقا عن "بوليتكوفسكايا" وصحفيين آخرين، كان أيضا ناقدا لبوتين، ولاقى حتفه هو أيضا بعد أن أطلق عليه رجل مقنّع النار قرب الكرملين، كما قتلت خلال هذه الحادثة الصحفية "أنستازيا بابوروفا"، التي كانت معه وحاولت مساعدته في أثناء حدوث العملية.
وقال التقرير إن "بوريس نيمتسوف" كان ضحية أخرى لعمليات القتل الغامضة التي يتعرض لها معارضو بوتين، وكان نيمتسوف نائبا سابقا لرئيس الوزراء الروسي في عهد "بوريس يلتسين"، إلا أنه أصبح من أكبر معارضي بوتين واتهمه بالتورط في فساد مالي مع الأثرياء المسيطرين على البلاد، وقد أطلقت عليه أربعة رصاصات في الظهر، في مكان قريب جدا للكرملين بينما كان عائدا إلى بيته من المطعم، ورغم أن بوتين ادعى أنه يتابع القضية بشكل شخصي، فإن التحقيقات لم تسفر عن أي شيء.
وأورد التقرير أيضا أن "بوريس بيريزكفسكي" كان رجل أعمال ناجح في روسيا، إلا أنه فر إلى بريطانيا بعد حدوث مشاكل بينه وبين فلاديمير بوتين، وخلال إقامته في منفاه هنالك، عثر عليه مقتولا في "بيركشاير" في آذار/مارس 2013، وقد بدا أن سبب الوفاة هو إقدامه على الانتحار، إلا أن تحقيقا ثانيا في ظروف وفاته كشف عن بعض النقاط الغامضة، حيث إن بيريزكفسكي وجد ميتا داخل غرفة الاستحمام مع حبل ملفوف حول رقبته، إلا أن الطبيب الشرعي لم يتوصل للسبب الحقيقي لوفاته.
وذكر التقرير أن "بول كليبنيكوف"، كان رئيس تحرير النسخة الروسية من مجلة "فوربس"، وقد كتب مقالات عديدة حول الفساد، وأجرى تحقيقات حول حياة رجال الأعمال المتنفذين في روسيا، وفي النهاية قتل بطلق ناري في أثناء قيادته للسيارة، ويرجح أن العملية نفذها قتلة مأجورون.
ضحية آخر في قائمة أعداء بوتين، هو "سيرغي يوشنكوف"، وهو سياسي روسي كان يحاول إثبات أن الدولة الروسية متورطة في تفجير مبنى في موسكو لنشر الخوف في البلاد، وقد تعرض للاغتيال بطلقة واحدة في الصدر، بعد ساعات قليلة من حصول تياره السياسي الذي يسمى "روسيا الليبرالية" على ترخيص قانوني من وزارة العدل ليصبح حزبا سياسيا.
تقرير: جيريمي ويلسون
موقع بيزنس إنسايدر الأمريكي
الرابط: https://www.businessinsider.com/list-of-people-putin-is-suspected-of-assassinating-2016-3