كشفت صحيفة
يديعوت
أحرونوت، عن تعرض مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، لدمار كبير وغير مسبوق، قد يدفع
المستوطنين إلى عدم العودة مجددا، حتى في حال إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب
الله في لبنان.
ولفتت في تقرير ترجمته
"عربي21" إلى أن المستوطنات الـ 42 التي جرى إجلاء المستوطنين منها قبل
أكثر من عام، من غير المعروف كيفية تقييم الوضع فيها، أو وصف ما جرى حين سيفكرون
في العودة إليها.
ونقلت عن رئيس مجلس ميتا آشر الاستيطاني شمال
فلسطين موشيه دافيدوفيتز، قوله وهو غاضب إنه "ليس لدى دولة إسرائيل، أي فكرة
عن حجم الضرر وما يجب القيام به، والتعامل معه في اليوم التالي للحرب".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف: "الشيء الوحيد الذي نعرفه الآن هو أننا سوف
نعاد مثل اللاجئين دون أمن ودون أفق للاقتصاد، والتعليم والبنية التحتية والزراعة
والسياحة، نحن ندفع ثمن التسوية السياسية، مجبرين، ونحن لاعبون في لعبة ساخرة
وقاسية ومحزنة للغاية بالنسبة لنا".
ونقلت الصحيفة عن
مصلحة الإملاك الإسرائيلية، من البيانات التي أفصحت عنها، إحصاء أضرار لحقت بحوالي
9 آلاف مبنى وأكثر من 7 آلاف مركبة تضررت بشكل رئيسي بنيران حزب الله.
وكشفت عن خسائر
بملايين الدولارات لم يتم الإبلاغ عنها، بسبب عمليات إخلاء المستأجرين والإصابات
في المنازل، والتي لا يمكن الحصول عليها بسبب تعليمات من جيش الاحتلال، فضلا عن
خسائر كبيرة لم يتم التعويض عنها، بسبب عجز المقاولين عن ترميم الأضرار.
وأشارت الصحيفة، إلى
أن المستوطنات الخمس الواقعة على خط المواجهة مع حزب الله، تعرضت لأكبر أضرار، وهي
المنارة وشتولا وكريات شمونه وزرعيت ونهاريا، وتتصدر شلومي ونهاريا والمنارة،
العدد الأكبر من الإصابات والأضرار في المباني السكنية.
ولفتت إلى أنه ليس مساكن المستوطنات أو
المباني العامة التي تضررت بفعل نيران حزب الله، بل إن أنشطة جيش الاحتلال
ومواقعه أيضا، بحاجة إلى ترميم، وبعضها الهدم وإعادة البناء. ونقلت عن رئيس مستوطنة
كريات شمونة أفيخاي شتيرن، قوله إن كل من منزل من آلاف المنازل في المستوطنة،
يحتاج إلى إعادة إعمار قد تستمر لأشهر، في حال كان هناك عدد كاف من المقاولين
للترميم والكوادر المختصة في ظل النقص الحاد نتيجة الدمار الكبير.
وكشف عن أن التقارير
ترد بشكل يومي من المستوطنين الذين يحضرون للمنطقة لأخذ حاجياتهم، عن تعرض أماكنهم
لضربات بصواريخ أو أضرار عن إصابتها بانفجارات وشظايا، وكثير من سكان المستوطنة لا
يحضرون بسبب الخوف من التعرض لإطلاق نار كثيف أو صواريخ دون إنذار.
وقال إنه في حال قامت الحكومة
بطرد المستوطنين من الفنادق والشقق المستأجرة لهم، وأمرت بتعليق الدراسة للطلاب في
الأماكن التي استوعبوا بها، فلو عاد سكان المستوطنات، لن يبقوا لفترة طويلة، وحين
يرون المكان الذي يعودون إليه، ستكون موجة النزوح عن المستوطنات أكبر.
وقال شتيرن: "لا
يوجد منزل لا يحتاج إلى ترميم بعد النزوح عنه".
وأشارت الصحيفة، إلى أن الفئران سكنت منازل
المستوطنين، وألحقت أضرارا بالأثاث والملابس وقضمت كابلات الاتصالات والكهرباء
والبنية التحتية والصرف الصحي.
اظهار أخبار متعلقة
ولفت إلى أن أنابيب المنازل تفككت بفعل
القصف، وشظايا الصواريخ دمرت أسطح المنازل ما أدى إلى تسرب مياه الأمطار، وانتشر
العفن والديدان في المنازل بعد فرار المستوطنين منها.
ونقلت عن أحد
المستوطنين قوله: "سوف يستغرق الأمر منا أشهرا عديدة قبل أن نتمكن من ترميم ما
جرى تدميره". وأضاف: "ما ينتظرنا هنا بعد سنوات قليلة عندما يصبح حزب الله
أقوى".
وأشارت الصحيفة، إلى أن مستوطنة كفار بلوم،
تعتبر من المستوطنات المنسية من قبل الاحتلال، بعد إخلائها من كافة المستوطنين،
مشيرة إلى دمار كبير وقع فيها.
وإصلاح الأضرار، تحتاج
إلى أشهر في حال توفرت الأموال اللازمة لذلك والمقاولون.