نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن حال
المرأة الإيرانية التي تحاول تحدي القيود المحافظة، في حين تعاني الفتيات من الاضطهاد والإجبار على الزواج في سن الطفولة.
وبينما تحدثت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، عن أنه للمرة الأولى في إيران، تتمكن امرأة، وهي معصومة ابتكار، من تولي منصب نائب رئيس الجمهورية الإسلامية، تنقل من جانب آخر لقاء لمراسلها الخاص بطهران مع إحدى الشابات الإيرانيات، وتدعى أفسانة، وهي مدرسة شابة تبلغ من العمر ثلاثين سنة، تعيش مع صديق لها في بيت واحد، الأمر الذي يتعارض مع القانون الإيراني.
وتقول الفتاة إنه في السنوات الأخيرة، يميل النظام إلى التسامح في حالات مماثلة لوضعها، حيث يسمح بعيش بعض الأزواج في بيت واحد دون ارتباط رسمي.
وحسب المراسل الخاص للصحيفة، فإن الفتاة ترتدي الجينز، وقد كشفت عن شعرها البني خلال هذا اللقاء، بعد نزعها الحجاب التي تُلزم بارتدائه في الخارج.
وذكرت الصحيفة أن أفسانة تجسد المرأة الإيرانية في عالم تكون فيه "متطورة ومواكبة للحداثة، فاعلة في المجتمع، تقود سيارتها بنفسها، وتكافح سياسيا من أجل النهوض بحياتها اليومية".
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد التردد، على غرار الكثير من الشباب الإيراني، شاركت أفسانة في الانتخابات، وصوتت يوم 26 شباط/ فبراير، لصالح المرشحين "المعتدلين" في الانتخابات البرلمانية.
وانتهت الانتخابات الأخيرة بفوز 14 امرأة في مجلس الشورى (البرلمان)، وهو يعدّ رقما قياسيا منذ سنة 1997.
ونقلت الصحيفة عن الفتاة قولها إنه "بالرغم من أن الرئيس حسن روحاني لا يريد تغيير النظام السياسي، إلا أنه يحاول في كل الأحوال تحسينه، ويجب أن نساعده في مواجهة
المحافظين".
وقالت الصحيفة إن الطالبات الجامعيات، اللاتي يمثلن الأغلبية في صفوف الطلبة، كن يلوحن بالبالونات الزرقاء خلال التجمعات الانتخابية لمحمد رضا عارف، زعيم الإصلاحيين في طهران.
كما جاء في الصحيفة أنه في عطلة آخر الأسبوع، ومع نهاية فصل الشتاء، تتجه بعض الفتيات للتزلج على المنحدرات المشمسة في تلال العاصمة، حيث يخرجن بوشاح من الحرير عوض الشادور، وبشفاه ملونة.
وبحسب الصحيفة، فإن الجمهورية الإسلامية تبدو بعيدة كل البعد عن هموم هذه الأقليات، المنحدرة غالبا من بورجوازية الأحياء الراقية لشمال العاصمة. فداخل سياراتهن، دائما ما يظهرن خصلات الشعر من تحت الحجاب.
وذكرت الصحيفة أن العديد من الفتيات يتحدين العادات ويجلسن في المقعد الأمامي إلى جانب سائق التاكسي، عوض الصعود إلى الخلف.
وبعد أن تولت، لأول مرة في التاريخ الإيراني، امرأة منصب نائب رئيس الجمهورية الإسلامية، تم مؤخرا، وللمرة الأولى أيضا، تعيين امرأة أخرى، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وهي مرضية أفخم، سفيرة لطهران في ماليزيا، بعد أن شغلت منصب المتحدث باسم وزارة الخارجية.
وتمثل الطالبات الأغلبية في الجامعات، وقد تعرضن، سنة 2009، للقمع الذي مارسته السلطات الإيرانية عليهن بعد أن تظاهرن على خلفية النتائج المزورة للانتخابات الرئاسية.
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن وضع المرأة في إيران لا يزال يعاني من العديد من الإشكاليات، حيث تعاني العديد من الفتيات، اللاتي تتراوح أعمارهن بين عشر سنوات أو أقل، من الاضطهاد والإرغام على الزواج المبكر. وسبق أن نددت منظمة الأمم المتحدة بالانتهاكات الجنسية التي تسلط على القاصرات اللاتي لم تتجاوز أعمارهن سن العاشرة، أمام تواطؤ السلطات الإيرانية. كما نددت المنظمة الدولية بتسليط عقوبة الإعدام على القاصرات.