يثير نشاط السفير السعودي في العاصمة
العراقية بغداد
ثامر السبهان، السياسي والإغاثي في مناطق غرب وشمال العراق تساؤلات عن الرسالة التي يريد إيصالها، في ظل تنامي الدور الدبلوماسي للمملكة في العراق، كان آخره تعيين قنصل للمملكة في إقليم كردستان.
دور سياسي
استهل السبهان عمله الدبلوماسي في العراق بزيارة إلى المجمع الفقهي العراقي لكبار العلماء والدعوة والإفتاء الذي يعد مرجعيه أهل
السنة في العراق، ومقره مدينة الأعظمية في العاصمة العراقية بغداد.
وأثناء الزيارة، وجه السفير السبهان، بعد شهر واحد من تسلمه منصبه، رسالة لأهل السنة في العراق مفادها "لن نتخلى عنكم"، وهي العبارة التي لاقت ترحيبا في الأوساط السياسية السنية في العراق.
بعدها التقى السفير السعودي، رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني بعد يومين فقط من زيارة المجمع الفقهي، وبحث معه مجمل الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية في العراق والمنطقة.
كما أن السبهان التقى رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، وبحثا "علاقات العراق وإقليم كردستان مع
السعودية، متمنين أن تصل هذه العلاقات إلى مستويات أعلى بما فيه مصلحة الشعب السعودي والشعوب العراقية بشكل عام والمجتمعين السعودي والكردستاني"، بحسب بيان لحكومة الإقليم.
من جهته، قال الباحث في الشأن السياسي العراقي الدكتور عدنان التكريتي، إن "العراق ظل منذ الاحتلال الأمريكي يعاني من غياب للدور العربي ولاسيما بالنسبة للمكون السني الذي ظل مفتقدا للظهير والداعم".
ورأى التكريتي في حديث لـ"
عربي21" أنه "بعد مجيء الملك سلمان، لمس بشكل واضح تحولا إيجابيا باتجاه العراق من حيث الدعم والاهتمام والقرارات، وكأن الرسالة السعودية نحن اليوم مختلفون عما سبق"، لافتا إلى أن "تحرك السعودية يأتي ضمن دور جديد يخص المنطقة ككل".
وأشار الباحث العراقي إلى أن "دقة الإجراءات ومعرفة بوصلة القوى المؤثرة، إذا أخذنا بعين الاعتبار قدوم السفير السعودي وتصريحاته، متزامنة مع تواصله مع المرجعية السنية الشرعية والانفتاح على المحيط الكردي، نجد تغيرا مهما سيكون له أثره في مجمل الأحداث".
نشاط إغاثي
ويرافق الدور السياسي للسفير السعودي، نشاط إغاثي، فقد أعلن السبهان أن "قيادة بلاده أصدرت أمرا بكفالة أكثر من ألف طفل يتيم عراقي لاجئ في إقليم كردستان ممَّن فقدوا عائلاتهم بسبب تنظيم "الدولة"، وفق ما أفادت صحيفة "سبق".
وأضاف: "هذه المساعدات تأتي امتدادا للمساعدات الإنسانية التي تقدمها المملكة لإغاثة الشعوب العربية بتوجيهات سامية كريمة، استكمالا للدور الإنساني الذي تضطلع به المملكة حكومة وشعبا استشعارا للواجب الديني والأخلاقي والإنساني الذي تلتزم به في مساعدة الدول والشعوب الإسلامية والعربية المتضرّرة على مر السنين والتاريخ".
وتابع السبهان: "إخواننا في العراق يعانون ظروفا حالكة بسبب الجماعات الإرهابية المنتشرة هناك، وهذه المساعدات هي بداية خطط لتقديم عمل إنساني متكامل يشمل جميع أبناء العراق وبحسب الأولويات والحاجات الماسّة"، مشيرا إلى أن "المملكة مع الجهات الإنسانية في العراق لإيصال المساعدات إلى من يحتاج إليها؛ علما بأن المملكة قدّمت عبر الأمم المتحدة أكبر دعم للعراق في وقت سابق".
وعلى الصعيد الإغاثي ذاته، أعلن السبهان صدور أمر ملكي بتقديم مساعدات عاجلة للمواطنين العراقيين المتضررين في محافظة الأنبار العراقية، الذين خرجوا من مناطقهم بسبب أعمال تنظيم الدولة، "اللاإنسانية"، لافتا إلى أن "أعدادهم تقدر ب 1.7 مليون متضرر في كردستان والكثير منهم على مشارف بغداد".
وأوضح السفير في تصريحات لصحيفة "عكاظ" السعودية، الجمعة الماضي، أن "العمل جار لتوصيل المساعدات عبر مركز الملك سلمان للإغاثة مع الهيئات الإنسانية في الأنبار عن طريق التنسيق مع الجهات المختصة"، مضيفا أن "المملكة دائما تقدم الخير، وسيشعر الأخوة العراقيون بذلك، ومساعدتهم واجب علينا".
وقال: "وجدت التفاؤل وكل الترحيب والاحترام والحب من العراقيين للمملكة العربية السعودية وللملك سلمان بن عبد العزيز وهم يدينون للسعوديين بالخير على ما تقدمه السعودية من أدوار للعالم الإسلامي وتوحيد كلمته".
وبخصوص الجانب الإغاثي للسعودية في العراق، رأى الدكتور التكريتي في حديثه لـ"
عربي21"، أن "النشاط الإغاثي السعودي في العراق لاقى ارتياحا من الشارع السني دون لما يرى اليوم بدعم أعمار الأنبار وكفالة ألف يتيم من أبناء المحافظة، لأنه ولأول مرة يجد من يسانده إعلاميا وسياسيا وإغاثيا بشكل مباشر وقوي".
وتجدر الإشارة إلى أن السفير السعودي السبهان، سلّم أوراق اعتماده في 14 كانون الثاني/ يناير الماضي، إلى وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري في مقر الوزارة وسط بغداد، بعد قطيعة دامت 25 عاما.