دعت صحيفة "واشنطن بوست" إدارة الرئيس باراك
أوباما إلى التحرك سريعا، وضرب ما أطلقت عليها عاصمة الدولة الإسلامية في
ليبيا، قبل أن يتمكن هذا التنظيم من السيطرة على مناطق جديدة في هذا البلد الذي تسوده الفوضى منذ عام 2011.
وتقول الصحيفة في افتتاحيتها: "في بداية عام 2014 وقفت إدارة أوباما متفرجة، في الوقت الذي توسع فيه
تنظيم الدولة في كل من العراق وسوريا، وراقبت الإرهابيين وهم يحكمون السيطرة على مدينة تلو أخرى، بما فيها مدينة الموصل، التي حصنت عبر آلاف المتطوعين الأجانب، وعندما قررت الولايات المتحدة في النهاية البدء بغارات جوية لمنع وقوع كردستان العراق، كانت لدى تنظيم الدولة مناطق كافية ومصادر اقتصادية ومعدات عسكرية لتعزيز قاعدته الضخمة، ورغم مرور 18 شهرا على الحملة الجوية الأمريكية، إلا أن التنظيم لا يزال واقفا على قدميه".
وتحذر الافتتاحية قائلة: "الآن أمر مشابه يحدث في ليبيا، التي تحالف فيها المتطرفون الإسلاميون مع تنظيم الدولة، الذي يسيطر على مدينة
سرت، وهي مسقط رأس الديكتاتور معمر القذافي، والواقعة بين العاصمة طرابلس وبنغازي".
وتشير الصحيفة إلى أن المقاتلين الأجانب "وبناء على توجيهات من سلطات تنظيم الدولة في سوريا، وصلوا إلى سرت من أجل بناء (إمارة) جديدة، دون أن يتعرضوا لضربات من القوات الغربية. ويقول البنتاغون إن هناك حوالي خمسة آلاف مقاتل في سرت، يسيطرون على منطقة مساحتها 200 ميل، ويهاجمون البنى التحتية النفطية في ليبيا ويرغبون بشن هجمات تجاه أوروبا".
وتعلق الافتتاحية، التي ترجمتها "
عربي21"، بأن المستشارين البارزين للرئيس أوباما في شؤون الأمن القومي حثوا الرئيس، وفي بعض المرات علنا، لاتخاذ الإجراءات الضرروية لوقف عمليات تقوية القاعدة الجهادية الجديدة في ليبيا.
وتورد الصحيفة نقلا عن رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفولرد، قوله: "من الأمانة القول إننا نفكر باتخاذ فعل عسكري حاسم"، مستدركة بأنه "مع ذلك، فإن البيت الأبيض لا يزال يتحدث ويلقي الكلام على عواهنه، فقد انتهى لقاء عقد الشهر الماضي دون قرار". وتحذر الصحيفة من أن التردد سيكرر كارثة العراق.
وتلفت الافتتاحية إلى أن المبرر الذي قدمته الإدارة هو الرغبة بإتاحة الفرصة لتشكيل حكومة جديدة قبل اتخاذ عمل عسكري، مشيرة إلى أن الوسيط الأممي يحاول جمع الأطراف المتنافسة في غرب وشرق البلاد؛ للاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، التي تقوم بالطلب من الدول الخارجية التدخل ضد الجهاديين.
وتذكر الصحيفة أن الدول الغربية ناقشت خططا للعمل العسكري، قادتها على ما يبدو إيطاليا؛ لحماية النظام الجديد، فيما يتعاون المدربون العسكريون مع الجيش، ويمكن أن يتم استهداف مدينة سرت ضمن هذه الخطط بغارات جوية.
وتعتقد الافتتاحية أن "المشكلة هي المقاومة التي تواجه تشكيل الحكومة الجديدة من طرفي النزاع، خاصة من خليفة حفتر، الذي يعد شخصية انقسامية، ويقود قوات في الشرق تلقى دعما من الحاكم القمعي في مصر عبد الفتاح السيسي. وبسبب عدم شمل الجنرال حفتر بالحكومة الجديدة، فقد رفض برلمان الشرق الخطة الشهر الماضي، مع أن هناك تصويتا متوقع في الأيام المقبلة، وقد تؤدي المصادقة عليها للتحرك خطوة إلى الإمام في محاولات إعادة بناء الدولة الليبية، إلا أن العملية تظل طويلة في وقت يواصل فيه تنظيم الدولة بناء قواعده في ليبيا".
وترى الصحيفة أن "الحل السياسي في ليبيا يجب ألا يكون شرطا للعمل العسكري ضد التهديد الإرهابي، ذلك أن أوباما اعترف يوم الثلاثاء بصعوبات تشكيل الحكومة، وقال: (كلما وجدنا فرصا لمنع تنظيم الدولة من التجذر في ليبيا، فإننا سننتهزها)".
وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول إن "هذه الفرص موجودة الآن: تقوم الولايات المتحدة والدول الحليفة لها بغارات جوية على سرت، وتساعد قوات الحماية الليبية، التي تقوم بحماية منشآت النفط، لقد حاول أوباما الانتظار على الهامش في العراق وسوريا، ويجب ألا يرتكب الخطأ ذاته في ليبيا".