ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن وزارة الدفاع الأمريكية "
البنتاغون" تدرس خيارات عسكرية لوقف
تنظيم الدولة عن تحقيق إنجازات على الأرض في
ليبيا.
ويشير مراسل الصحيفة في واشنطن سبنسر إكرمان في تقريره، إلى أن التحرك الأمريكي يأتي بعد أربع سنوات من الإطاحة بنظام معمر
القذافي.
وينقل التقرير ما قاله المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك، حيث قال إن المسؤولين يعكفون حاليا على "النظر في الخيارات العسكرية كلها"؛ من أجل وقف مقاتلي تنظيم الدولة من التقدم على الأرض في هذا البلد الغني.
وتكشف الصحيفة عن أن المسؤولين الأمريكيين يحاولون الآن تحديد الجماعات المحلية التي يمكنهم التعاون معها في مواجهة "حاسمة" مع تنظيم الدولة.
ويقول الكاتب إن "الطائرات الأمريكية توقفت عن القصف، بعدما تم سحل جثة الزعيم الليبي في سرت، وحدث بعد مقتله فراغ أمني ظل حتى اليوم، وهو ما أدى إلى طرح أسئلة حول حكمة التدخل العسكري الأمريكي. وزادت التساؤلات بعد مقتل أربعة أمريكيين، بينهم السفير في مدينة بنغازي عام 2012".
ويضيف إكرمان: "ظلت الأسئلة مستمرة، وحضرت في الحملات الانتخابية التي يخوضها الحزبان لاختيار مرشحين للحملة الرئاسية نهاية هذا العام، ومنهم وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، والسيناتور الجمهوري تيد كروز، حيث وصفا التدخل في ليبيا بأنه (لا معنى له).
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أن المتحدث باسم البنتاغون اعترف بأن تمدد تنظيم الدولة خارج قاعدته الأساسية في العراق وسوريا، دفع بالبنتاغون إلى العودة إلى موضوع الحرب في ليبيا. واعترف كوك بقيام "مجموعة صغيرة" من الضباط الأمريكيين بالاتصال مع مليشيات ليبية؛ "من أجل معرفة طبيعة هذه الجماعات"، في ظل وضع أمني متشرذم، وعدد كبير من الجماعات المقاتلة.
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم أن الضباط الأمريكيين هم في الغالب من قوات العمليات الخاصة، إلا أن كوك لم يحدد طبيعة الضباط الذين يعملون في ليبيا، وعدد المشاركين في المهمة، ولم يقل أيضا إن كانوا لا يزالون يعملون في ليبيا.
ويبين الكاتب أن كوك صور المهمة بأنها عملية تقييم ميداني واسعة، وليس "وضع اللمسات الأخيرة على العمليات". وقال كوك: "نشعر بالقلق من تمدد تنظيم الدولة في عدد من المناطق، وليبيا واحدة من هذه المواقع".
ويفيد التقرير بأن وزارة الدفاع الأمريكية قد توقعت عمليات واسعة حول العالم ضد ما أسمته الجيش الجهادي، الذي فاجأ العالم بإصراره وقدرته على تنفيذ أهداف. وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، إن الولايات المتحدة ستشن "ردا مرنا وماهرا" ضد تنظيم الدولة في معاقله في شمال أفريقيا ومناطق أخرى، مشيرا إلى عملية قتل قيادي للتنظيم شنتها الطائرات الأمريكية على ليبيا.
وتلفت الصحيفة إلى أن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال جوزيف دنفورد قال إنه يقوم مع نظيره الفرنسي بالتحضير "لعملية عسكرية حاسمة" في ليبيا. وأضاف أنه يرغب بشن الحملة ضمن التسوية السياسية التي حرمت منها ليبيا منذ سقوط القذافي.
ويلفت إكرمان إلى أنه في كانون الأول/ ديسمبر 2015، كشف عن وجود قوات أمريكية في ليبيا، بعدما تم وضع الصور على صفحة "فيسبوك" تابعة لمليشيا عسكرية ليبية، مشيرا إلى أن الحادث كان متعلقا بمحاولة الجيش الأمريكي إجراء اتصالات مع حلفاء يمكن التعامل معهم. ولم يحدد كوك إن كان اتصال كانون الأول/ ديسمبر هو الوحيد.
وعلق قائلا: "يحاولون بناء صورة واضحة عما يحدث هناك، وقاموا باتصالات مع أشخاص على الأرض لفهم ما يجري، ليس فقط فيما يتعلق بتهديد تنظيم الدولة، ولكن حول طبيعة الوضع الأمني"، بحسب التقرير.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول كوك: "نبحث عن شركاء يمكنهم تقديم صورة عن الوضع الأمني، وليست الولايات المتحدة هي الوحيدة المهتمة هناك، بل حلفاؤها الأجانب مهتمون أيضا".