نشرت صحيفة الجورنالي الإيطالية تقريرا حول مساعي
تنظيم الدولة لتعزيز وجوده في
ليبيا، مع اقتراب التدخل العسكري الغربي ضده، وقالت إنه عين قائدا جديدا في ليبيا، هو
أبو عمر الشيشاني، الذي كان من أبرز قياديي التنظيم في سوريا.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن وكالات استخباراتية غربية تحدثت عن وصول موكب ضخم يوم الاثنين الماضي إلى مدينة
سرت الساحلية الليبية، يضم 14 سيارة مصفحة، تقل مرافقي وحراس أبي عمر الشيشاني، الذي يعد أحد أبرز المنضمين إلى تنظيم الدولة منذ اندلاع الحرب في سوريا.
وذكرت الصحيفة أن الشيشاني يعد أحد أخطر الشيشانيين المطلوبين في العالم، وقد ولد في 11 كانون الثاني/ يناير 1986 في مدينة بيركياني في جورجيا، وتلقى تدريبا في القوات البرية الجورجية إلى أن وصل إلى رتبة رقيب، كما تلقى عددا من النياشين والتكريمات عن دوره الكبير في مواجهة القوات الروسية، خلال الحرب الجورجية الروسية في سنة 2008، حيث كان يقود وحدة للاستطلاع والقيام بالمهام الخطيرة، ولكن الجيش الجورجي تنكر له إثر ذلك، حيث تمت إقالته في سنة 2011 بعد أن اعتبر أنه لم يعد مؤهلا للخدمة العسكرية، وهو ما سبب له صدمة عمقتها وفاة والدته بمرض السرطان في أثناء احتجازه في السجن بتهمة حيازة أسلحة بطريقة غير قانونية، وهو ما دفعه خلال بقية مدته في السجن إلى دراسة الفكر الجهادي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشيشاني أصبح بعد فترة قصيرة من وصوله إلى سوريا أحد أبرز المقاتلين في سوريا، وقاد كتيبة المهاجرين في سنة 2012، ونسق بعض العمليات مع جبهة النصرة ضد مواقع إطلاق صواريخ تابعة لبشار الأسد، ولكنه في سنة 2013 انضم إلى تنظيم الدولة وبايع "الخليفة".
وقالت الصحيفة إن الشيشاني يعد واحدا من أفضل المقاتلين الشيشان في تنظيم الدولة، كما أنه أكثرهم دموية وقوة، وهو معروف في وسائل الإعلام بلحيته الحمراء والإعدامات الجماعية التي أمر بتنفيذها في شمال سوريا.
وذكرت الصحيفة في هذا السياق؛ أن وصول الشيشاني رافقته إجراءات أمنية مكثفة، حيث إنه بعد ساعات قليلة من وصوله إلى مدينة سرت، نشرت القيادات المحلية التابعة للتنظيم قائمة بعدد من الأشخاص الذين تمت معاقبتهم بالإعدام أو البتر، لأنهم خرقوا القوانين التي يفرضها التنظيم.
كما ذكرت الصحيفة أن وصول الشيشاني إلى ليبيا يؤكد التوقعات السابقة بأن تنظيم الدولة سيعين قائدا جديدا في ليبيا يدعى أبو عمر. وقد سبق وصوله عدد من الإعدامات التي قام بها التنظيم واستهدفت من يشتبه في أنهم جواسيس، كانوا موجودين في شوارع سرت. كما أن وجود الشيشاني في هذه المنطقة يشير إلى إمكانية وقوع مجازر أخرى في القريب.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس جمهورية الشيشان، رمضان قاديروف، كان قد أثار ضجة إعلامية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2014 حين أعلن فجأة أن "أبو عمر الشيشاني قتل في سوريا"، لكنه تراجع فيما بعد عن تلك التصريحات.