قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إن الحرس الثوري
الإيراني يجند آلاف الأفغان اللاجئين فيه للقتال في
سوريا، وبعضهم تجبره السلطات إجبارا على القتال هناك، بحجة الدفاع عن المواقع الشيعية المقدسة، مقابل المال والإقامة القانونية.
وقال تقرير للمنظمة اطلعت عليه "
عربي21"، إنها قابلت في أواخر 2015 أكثر من 20 أفغانيا كانوا يعيشون في إيران، وسألتهم عن تجنيد المسؤولين الإيرانيين للأفغان للقتال في سوريا، حيث قال بعضهم إنهم أجبروا هم وأقارب لهم على القتال في سوريا، فانتهى الأمر ببعضهم إلى الفرار نحو اليونان أو الترحيل إلى أفغانستان بسبب رفضهم القتال.
وقال شاب يبلغ من العمر 17 سنة، إنه أرغم على القتال دون أن يُمنح خيار الرفض. وقال آخرون إنهم تطوعوا للقتال مع مليشيات أنشأتها إيران للقتال في سوريا.
وقال عديد من الأفغان إنهم هُددوا بالترحيل إلى أفغانستان إن لم يفعلوا ذلك. وفي مواجهة هذا الخيار السيئ، فقد قرر بعض هؤلاء الرجال والشباب الفرار من إيران نحو أوروبا، بحسب مدير الطوارئ في المنظمة، بيتر بوكارت.
ويقدّر عدد الأفغان في إيران بثلاثة ملايين، فرّ العديد منهم من الاضطهاد والنزاعات المسلحة في بلدهم. ومن بين هؤلاء، يحمل 950 ألف شخص فقط وضع لجوء قانوني في إيران.
من بين الحالات التي وثقتها "رايتس ووتش" طفل أفغاني (17 سنة) كان محتجزا في طهران مع ابن عمه (17 سنة أيضا). أُجبر الأول على الخضوع لتدريب عسكري ثم على القتال في سوريا دون رغبته. أما ابن عمه، فقد اعتبر غير مناسب للخدمة العسكرية، فتم ترحيله.
ولفتت المنظمة إلى أن القانون الإيراني يسمح للجيش بتجنيد الأشخاص، إلا أن ذلك مقتصر على المواطنين الإيرانيين. وعليه فإن تجنيد الأشخاص، بمن فيهم المواطنون الأفغان، من قبل الحرس الثوري مخالف للتجنيد الذي ينص عليه القانون الإيراني، وهو عمل تعسفي.
وقال ستة أشخاص ممن أجريت معهم مقابلات، إن القوات الإيرانية دربتهم في مخيمات قرب طهران وشيراز في 2015، وقال أربعة منهم إنهم قاتلوا مع مليشيات مساندة للحكومة السورية يقودها مسؤولون إيرانيون. التحق اثنان من الرجال الستة بالقتال طوعا، بينما قال الآخرون إنهم أجبروا وأقارب لهم على القتال.
وقالوا للمنظمة إن المقاتلين الأفغان الذين يعملون تحت قيادة مسؤولين عسكريين إيرانيين يقاتلون في أماكن متعددة في سوريا، مثل دمشق وحلب وحمص ودير الزور وحماة واللاذقية، وفي مناطق قريبة من الحدود السورية مع مرتفعات الجولان المحتل. وقالوا أيضا إن القادة الإيرانيين أجبروهم على القيام بعمليات عسكرية خطيرة مثل التوغل نحو مواقع عسكرية لتنظيم الدولة بأسلحة آلية خفيفة، ودون دعم مدفعي. وفي بعض الأحيان، هددهم القادة الإيرانيون بإطلاق النار عليهم إن هم رفضوا الأوامر بالتقدم نحو مناطق إطلاق النار.