تعمل وسائل الإعلام الموالية للنظام السوري على الترويج لبيان صادر عن القيادة العامة لقوات النظام، تدعو فيه المواطنين القاطنين في مناطق سيطرتها للانضمام إلى ما يسمى بـ"الألوية الطوعية"، وحمل السلاح إلى جانبه "للقضاء على الإرهاب"، بحسب البيان.
ورافقت هذه الخطوة حملة إعلامية على القنوات الفضائية (الإخبارية – سما – الفضائية السورية) لدفع المدنيين المتخلفين عن الاحتياط وكبار السن، وحتى الشبان الوحيدين لعائلاتهم والذين لا تفرض عليهم عادة الخدمة العسكرية، للالتحاق بهذه الميليشيات الجديدة مقابل راتب يتراوح بين 200 و300 دولار شهريا.
وجاء في بيان القيادة العامة أيضا أن "المتطوع" لن ينتقل إلى محافظة أخرى، إنما سيتم وضعه على الحواجز العسكرية في محافظته والقريبة من مكان سكنه، بعد إخضاعه لدورة قتالية خاصة لتعليم طرق الرمي واستخدام الأسلحة الخفيفة.
وعلى الرغم من كل تلك المحاولات، يؤكد بعض النشطاء المقيمين في مناطق سيطرة النظام، لـ"
عربي21"، أن غالبية المواطنين الذين تمت دعوتهم للانضمام رفضوا الفكرة جملة وتفصيلا، وبدأ بعضهم بمغادرة بيوتهم والانتقال إلى مناطق سيطرة الثوار، خوفا من اعتقالهم أو إجبارهم على حمل السلاح.
ويقول الناشط سعيد سيف، مدير المكتب الإعلامي لـ"ألوية أحمد العبدو" في القلمون، لـ"
عربي21"، إن عددا لا بأس به من شبان مدينة دمشق وصلوا إلى مناطق سيطرة
الجيش الحر في قرى القلمون الشرقي، بعد محاولات مليشيا
الدفاع الوطني إجبارهم على الانضمام لتلك الأولية، بحسب قوله.
ويرى سيف أن مساعي "النظام لتجنيد الشبان الوحيدين لعائلاتهم؛ ما هي إلا دليل دامغ على إفلاسه وانهيار جيشه وآلته العسكرية"، وفق تقديره.
إلى ذلك، يوضح الناشط الإعلامي براء عمر، في حديثه مع "
عربي21"، أن محافظة درعا تشهد دورات لتشكيل مليشيا تدعى "الحماية الذاتية" بالتزامن مع فتح باب التطوع لما يسمى "الألوية الطوعية"، ما يعني أن الذكور على اختلاف أعمارهم في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام باتوا مجبرين على اتخاذ قرار إما بالانضمام لتلك
المليشيات أو الهرب للمناطق المحررة.
ويضيف عمر: "خلال الشهر الماضي شاهدت العديد من شبان المناطق التي لا زالت تحت سيطرة النظام يقيمون في القرى المحررة من حوران، فيما قرر قسم آخر الهجرة إلى تركيا ومنها إلى دول الاتحاد الأوروبي عبر طريق الصحراء الذي يسيطر عليه تنظيم الدولة".
ويشار إلى أن قرار النظام بفتح باب "التطوع" للمواطنين جاء بعد مقتل وانشقاق آلاف الجنود من الجيش السوري، حيث تشير الإحصائيات غير الرسمية إلى انشقاق أكثر من 70 ألف ضابط وعسكري، ومقتل ما لا يقل عن 100 ألف خلال العمليات العسكرية في مختلف أنحاء
سوريا.