كشف موقع "جنوبية"
اللبناني في تقرير له، السبت، عن بوادر تحول إعلام
حزب الله من العمل على الوحدة الإسلامية التي عمل عليها طيلة ثلاثة عقود، إلى المذهبية من خلال إطلاق منابر إعلامية دينية متخصصة يعمد فيها إلى فصل الدين عن السياسة.
وأشار الموقع إلى أن حزب الله بعد أن كان منع بيع الكتب التراثية التي تؤدي إلى مزيد من التفسخ، كبعض الأجزاء من موسوعة "بحار الأنوار" الشهير، أطلق مؤخرا إذاعة مذهبية جديدة، بعد قناة "الصراط" المذهبية بهدف رفع شعار ولاية الفقيه، متسائلا عن هذا التوقيت وفي غمرة الاستعار المذهبي الجارية في الإقليم.
وذكر بانطلاقة التنظيم الشيعي الإعلامية بجانب ديني دعوي مختلط، أو وحدوي، إلا أنه أصبح يستعمل اليوم النظام "المدني" لخدمة أهدافه المذهبيّة، وهو يعمد إلى فصل الدين عن السياسة في سبيل مزيد من الخصوصية الدينية، وليس العكس، في تطور يعدّ بارزا ومهما بالنسبة للأحزاب التي تشبهه.
وقال التقرير: "اكتشف الحزب بعد أكثر من عقدين ونصف العقد من الزمن تقريبا أهمية الإعلام المتخصص، وبعد أكثر من 20 عاما على إطلاقه قناة "المنار" التي باشرت إرسالها عام 1991، وتميّزت بتغطياتها للأعمال العسكرية للمقاومة الإسلامية وللحزب في جميع ساحاته، مع طابع ديني اتسمت به صورته من خلال بث مجالس عاشوراء والأدعية والمحاضرات الدينية والبرامج الإرشادية والفقهية...".
وأضاف: "ها هو (حزب الله) يتوجه الآن نحو فصل الإعلام السياسي عن الديني بشكل تدريجي، حيث عمد في العام 2011 إلى افتتاح قناة "الصراط" الفضائية الدينية، والتي ترفع شعار "قبس من نور الولاية" وتُعرّف عن نفسها بأنها "قناة إعلامية دينية تُسهم في نشر الإسلام المحمدي الأصيل"، حيث تقدم الصراط باقة من البرامج الدينية والاجتماعية المتنوعة التي تستهدف أغلب الفئات العمرية، وتولي اهتماما خاصا بالقرآن الكريم ونشر علومه المختلفة.
ونبه التقرير إلى أن حزب الله يكمل مشروعه الإعلامي هذا نحو مزيد من التخصص، إذ بعد 27 عاما على إطلاقه "إذاعة النور"، التي انطلقت في العام 1988، عمد إلى إطلاق إذاعة "صوت الهدى" الشقيقة، وهي إذاعة دينية كما يظهر من اسمها.
وأكد الموقع اللبناني أن الحزب يربط قضاياه كافة، سواء العسكرية أو السياسية أو الدينية بمفهوم الولاية، فقد بات يركز جل اهتمامه على الطابع المذهبيّ بعد أن جرب منذ تأسيسه الابتعاد عن الطابع والخطاب المذهبيين، والتوسع باتجاه الأعم، إلا أن الصراع المذهبي- الذي يضرب المنطقة وتساهم فيه بشكل مباشر مشاركة الحزب في الحرب الدائرة في
سوريا – دفعه نحو الخاص والمذهبي، وإلى مزيد من التقوقع، الأمر الذي يُثلج قلوب فئات كبيرة داخل الطائفة الشيعية كالحوزويين والخريجين من مدارس قم، الذين يشجعون على هذا التوجه حيث كانوا يعبرون دوما عن تذمرهم من الخطاب الوحدوي لحزب الله ويلومونه على موقفه من الوحدة الإسلامية.
وطرح التقرير في نهايته تساؤلا حول توجهات حزب الله الجديدة، أي فصل الإعلام الديني عن الإعلام السياسي، هل تهدف إلى المزيد من المهنية، أم إلى تقوية ودعم الشعور المذهبي الذي تؤكده البرامج التي لا تطل على أفكار وآراء أي مذهب إسلامي مختلف، بالإضافة إلى أنها لا تطل على فكر وتوجهات أي مرجع شيعي آخر، له توجهات مختلفة عن مرجعية ولاية الفقيه؟