نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لسام كوتس، قال فيه إن رئيس الوزراء ديفيد
كاميرون اتهم بالنفاق؛ بسبب مطالبته النساء
المسلمات بتحسين لغتهن الإنجليزية، بعد أن تبين أنه قلص التمويل لتعليم
اللغة الإنجليزية للمهاجرين عام 2011.
ويشير التقرير إلى أن الانتقادات وجهت لخطته لمكافحة التطرف، بعد أن أعلن عن ميزانية قيمتها 20 مليون جنيه إسترليني، لمساعدة 190 ألف امرأة مسلمة لا يتحدثن إلا القليل من اللغة الإنجليزية. وسيواجهن امتحان لغة بعد سنتين ونصف، ويجب أن يتجاوزنه إن أردن البقاء في
بريطانيا.
وتستدرك الصحيفة بأن كاميرون واجه النقد عندما تم الكشف عن أنه قام بتقليص التمويل لتعليم مبادئ اللغة الإنجليزية عام 2011. مشيرة إلى أن هذا كان جزءا من تقليص الميزانية المتوفرة لتعليم اللغة الإنجليزية للمهاجرين إلى مبلغ 160 مليون جنيه إسترليني.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن المدير العام لمؤسسة "رمضان"، محمد شفيق، قوله: "يقوم كاميرون باستخدام المسلمين مرة أخرى على أنهم كرة قدم سياسية لتحقيق أهداف رخيصة، تظهر بأنه صارم. إن مؤسسة (رمضان) كانت واضحة جدا ولسنوات عديدة، إننا نواجه مخاطر
الإرهاب بشكل متزايد ونقابل أيديولوجية كراهية. والطريقة الأفضل لمواجهة هذه المخاطر هي دعم العمل الإيجابي، الذي يتم في أنحاء البلاد، وليس الهجوم على المسلمين وتشويه سمعتهم".
وأضاف: "لم تفت الكثير من الناس ملاحظة التناقض بين دعوة رئيس الوزراء إلى تخصيص المزيد من المصادر لمساعدة المهاجرين في تعلم اللغة الإنجليزية، وكانت حكومته قبل ذلك قلصت هذه الميزانية عام 2011".
وتورد الصحيفة نقلا عن مدير اتحاد الكليات مارتن دول، قوله: "إن تقليص التمويل كان له أثر على عدد الناس الذين يتعلمون اللغة الإنجليزية في كليات المجتمع". وأضاف أن عدد النساء اللواتي درسن اللغة الإنجليزية كلغة ثانية في الكليات تراجع إلى حوالي ألفي امرأة.
وينقل الكاتب عن وزير الداخلية في حكومة الظل أندي يرنهام، قوله: "رئيس الوزراء محق في الحديث عن تمكين النساء، ولكن تركيزه يجب أن يكون على النساء من الأديان كلها ومن ليس لهن دين".
ويلفت التقرير إلى أن الحكومة أكدت تخصيص 20 مليون جنيه إسترليني لتعليم اللغة في إنجلترا وحدها، لافتا إلى أن المسلمات في أسكتلندا وويلز وشمال إيرلندا معرضات للتسفير، إن لم ينجحن في امتحان اللغة بعد عامين ونصف، ولكن لن يستفدن من الميزانية المخصصة لتعليم اللغة، ما لم تتخذ تلك البلدان المستقلة إداريا قرار كاميرون ذاته.
وتذكر الصحيفة أن كاميرون قام بزيارة ليدز أمس، وذهب إلى مسجد مكة في منطقة هايد بارك هناك، حيث التقى بإمام المسجد الشيخ عاصم، وقال الأخير إن ربط اللغة الإنجليزية بالتطرف يشجع من يسعون لخلق الانقسامات. وأضاف أنه بالرغم من كون السياسة في حد ذاتها جيدة، إلا أن على الحكومة أن تحذر من ربط كل السياسات التي تهم المسلمين بمكافحة الإرهاب.
ويقول عاصم: "إن ربط الأمرين ببعضهما سيؤدي إلى نتائج عكسية، المسلمون في بريطانيا يؤيدون تماما مكافحة التطرف، ويتفقون تماما مع الرأي القائل إن من يريد العيش في هذا البلد يحتاج إلى أن يتعلم اللغة الإنجليزية، ولكن الترويج لفكرة أنه إن لم تكن تتحدث اللغة فإن هناك احتمالا أكبر بأن تكون إرهابيا، أو لديك قابلية أكثر للتأثر بالإرهاب، فإن هذا يجعل الفكرة قابلة لأن تأتي بنتائج عكسية".
ويفيد التقرير بأن وزيرة التعليم نكي مورغان، أطلقت موقعا يعلم المدرسين والآباء طرق حماية أطفالهم من التطرف، كما أن مكتب معايير التعليم في بريطانيا "أوفستيد" سيزيد من التحقيق في المدارس غير المسجلة.
وبحسب الصحيفة، فإن كاميرون قال أمس إنه من حق السلطات العامة منع النساء المسلمات من لبس النقاب في المدارس والمحاكم وغيرها من المؤسسات البريطانية.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن كاميرون قال على برنامح "تودي" على محطة "بي بي سي" راديو 4: "عندما تتصل بمؤسسة، أو تدخل محكمة، أو عندما تحتاج إلى رؤية وجه أحد على الحدود، في تلك الحالات سأدعم دائما السلطة أو المؤسسة التي تضع قواعد معقولة ولائقة".