نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية تقريرا، قالت فيه إن متطرفا
بريطانيا آخر يعرف بـ"
العملاق" هو في الغالب جزء من فرقة إعدام قامت بإطلاق النار على خمسة "جواسيس" في
سوريا.
ويشير التقرير إلى أنه يعتقد أن محمد رضا حق، البالغ من العمر 35 عاما، هو الذي ظهر في شريط فيديو لتنظيم الدولة مع أربعة آخرين من التنظيم، أحدهم تم التعرف عليه بأنه البريطاني سيد حارثة دار، الذي من المحتمل أنه قائد فريق الإعدام.
وتبين الصحيفة أنه يعتقد بأن حق هو الشخص الطويل الذي يقف إلى اليسار من دار، حيث يلبس قناعا لا يظهر منه إلا عينيه.
ويلفت التقرير إلى أن التنظيم نشر الفيديو في أوائل كانون الثاني/ يناير، تحذيرا لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد
كاميرون من مغبة مشاركة بريطانيا في العمل العسكري في سوريا.
وتوضح الصحيفة أن الرجال الخمسة، الذين يتهمهم التنظيم بأنهم عملاء بريطانيون، يظهرون وهم يلبسون بزات برتقالية، مثل تلك التي يرتديها سجناء غوانتنامو ويركعون أمام جلاديهم، مشيرة إلى أنه خلال الفيديو، الذي مدته ثلاث دقائق، يصوب الجلادون مسدساتهم على رؤوس المتهمين، ثم ينقطع الفيلم، وكانت هناك تقارير تشير إلى أنه تم إعدام الرجال الخمسة.
وينقل التقرير عن مسؤولين قولهم إن الإعدامات كانت "اختبار ولاء" للتنظيم، بينما قال مصدر لم يكشف عن اسمه لصحيفة "ميل أون صندي"، إن الضغط على
تنظيم الدولة يتنامى، حيث تسبب حالة التشكك صراعا بين الفصائل.
ولم تجب وزارة الداخلية عن طلب من "إندبندنت" للتعليق على الادعاء بأن حق أدى دورا في الإعدامات.
وتذكر الصحيفة أن حق غادر لندن قبل عامين، بعد أن كان يعمل حارسا شخصيا لأحد دعاة الكراهية، الذي لا يمكن تسميته لأسباب قانونية، بحسب التقارير. وكان عادة ما يظهر بجانب المتحدثين في المظاهرات في لندن، عندما كان في بريطانيا، وشوهد مرة يلوح بعلم تنظيم الدولة.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن حق استطاع التهرب من المخابرات البريطانية (MI5)، عندما ذهب إلى سوريا، من خلال قبرص، حيث سافر من مطار ستانستيد هو ورجل آخر؛ للانضمام للجهاديين في كانون الثاني/ يناير 2013، بحسب التقارير، وظهرت صور لحق بملابس عسكرية مموهة، وهو يحمل بندقية كلاشنكوف.
وبحسب الصحيفة، فقد استطاع دار (31 عاما) الهروب إلى سوريا، وكان تحت الكفالة، من محكمة بريطانية، ولكنه سافر إلى سوريا لينضم إلى تنظيم الدولة في أيلول/ سبتمبر 2014، وكان قد اعتقل بتهمة جرائم إرهابية في الشهر ذاته. ويقال إن دار يستخدم اسم "أبي رميثة"، بعد أن تحول من الهندوسية إلى الإسلام.
وينوه التقرير إلى أن دار غادر بريطانيا هو وزوجته الحامل وأربعة أبناء، مستخدما جوازه على متن حافلة متوجهة إلى فرنسا من محطة فكتوريا في لندن، وعندما وصل إلى سوريا لبس بزة عسكرية وحذاء عسكريا. مشيرا إلى أن دار مثل حق، فقد تم تصويره يحمل بندقية كلاشنكوف، ووقف للصورة مع ابنه المولود حديثا، وكتب على الصورة "جيل الدولة الإسلامية".
وتقول الصحيفة إن حقيقة أن دار وحق استطاعا مغادرة بريطانيا طرحت تساؤلات حول مدى فعالية أمن الحدود في مسألة مراقبة المتطرفين.
ويورد التقرير أن حق حاول أيضا أن يجند المزيد من الشباب من بريطانيا، مستخدما اسم أبي فلان، وكان حق في الماضي على اتصال برجل يدعى مايكل كو (34 عاما) باستخدام خدمات الرسائل التي تسمح بالاتصالات بأسماء مستعارة، لافتا إلى أنه قد برئ كل من كو وسايمون كيلر والملاكم السابق أنتوني سمول، من التهم بمحاولة السفر إلى سوريا خلال 2015.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن حق كان يذهب إلى النادي الرياضي مع كو، وكان يقوم بالدعوة في شوارع إيستهام في شرق لندن. وكان هو ودار وغيرهما ممن يشك في تطرفهم، أعضاء في تنظيم محظور، هو تنظيم المهاجرين.