وجه المفكر الإسلامي والقيادي في جماعة الإخوان المسلمين
عزام التميمي نداء إلى جماعة الإخوان المسلمين في مختلف الأقطار، قائلا: "يا إخوان العالم اتحدوا"، وذلك في أعقاب نشر
بريطانيا لتقريرها الخاص بمراجعة نشاط الجماعة.
وخلص تقرير أعدته الحكومة البريطانية حول نشاطات حركة الإخوان المسلمين، ونشرته الخميس إلى أن عضوية الحركة أو الارتباط بها يجب أن يعد مؤشرا ممكنا للتطرف، لكنه خلص أيضا إلى أنه لا ينبغي تصنيف الجماعة منظمة إرهابية، ولا ينبغي حظرها.
وقال "التميمي" –في بيان له اليوم نشره عبر حسابه على الـ"فيسبوك"-: "وأخيرا، تحدث كاميرون، الذي خضع للسعوديين والإماراتيين الذين هددوه مرارا وتكرارا بإلغاء صفقات تجارية كبرى مع بلاده، وخاصة في مجال النفط والتسليح".
وأكد أن كاميرون: "تحدث على طريقة القص واللصق، حيث اجتزأ فقرات من تقرير السير جون جينكينز (رئيس لجنة المراجعة) حول الإخوان المسلمين، واعتبرها الخلاصات".
وأضاف: "لم يعلن كاميرون حظر الإخوان، ولكنه قرر بأن من ينتسب إلى الجماعة يمكن أن يكون متطرفا، وهدد بتشديد الرقابة على المؤسسات والأفراد التابعين لها، وحظر منح تأشيرات الزيارة لمن ينتسبون إلى الجماعة".
وذكر أن محامي الإخوان المسلمين في بريطانيا قد هددوا "كاميرون" بأنه لئن لجأ إلى "أسلوب القص واللصق لتشويه سمعة الجماعة -كما فعل اليوم- فسيبدؤون باتخاذ إجراء قضائي ضد الحكومة، لأن مثلها في ذلك هو مثل الذي يقول "فويل للمصلين" ثم يسكت".
وتابع "التميمي" قائلا: "ما قاله كاميرون في تصريحه اليوم يتناقض مع كل ما كانت تفعله الحكومة البريطانية، حتى يوم الانقلاب المشؤوم في
مصر من تقارب ولقاءات وتشاورات مع الإخوان ومؤسساتهم ومنظماتهم وأشخاصهم".
وأردف: "بل ويتناقض مع دعوة رسمية كان قد وجهها كاميرون للرئيس محمد مرسي الذي كان من المفروض أن يتناول طعام الإفطار في شهر رمضان على مائدة رئيس الوزراء في الحادي عشر من تموز/ يوليو 2013، وحال الانقلاب دون ذلك".
واستطرد "التميمي" الذي يشغل مدير مركز الفكر الإسلامي بلندن قائلا: إن "ما صرح به رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون اليوم يثبت أنه رجل بلا مروءة ولا خلق، وأنه نموذج للنفاق والميكيافيلية".
وأضاف أن "كاميرون ومن يتشدقون بالديمقراطية والحرية في بلاده يؤيدون السلطة الانقلابية في مصر، ويجاملون من دعمها بالمال لتقتل وتنتهك الأعراض وتقضي على حلم المصريين في الديمقراطية والحرية، وهم اليوم يقفون شهود زور دعما للأنظمة المستبدة الفاسدة في العالم العربي، تلك الأنظمة التي تآمرت على الربيع وتسببت في الدمار الشامل والفوضى العارمة التي تجتاح
المنطقة العربية بأسرها من ليبيا إلى اليمن".
وكرر "التميمي" نداءه: "يا إخوان العالم اتحدوا. دعوا عنكم الاختلاف والشقاق، وترفعوا عن الترهات والتفاهات، وقفوا صفا واحدا في مواجهة نظام بلا ضمير، نظام بلا أخلاق، نظام بلا كرامة".
واختتم بقوله: "ليست مصر وحدها التي في أمس الحاجة إليكم، بل البشرية جمعاء. تلك البشرية التي يتلاعب بمصائرها أصحاب الأهواء من حكام فاسدين في العالم العربي حيث الاستبداد وفي العالم الغربي حيث النفاق".
وأخرت الحكومة البريطانية نشر التقرير. واتهم وزراء في مجلس الوزراء البريطاني بعدم نشر التقرير حتى لا يثيروا غضب السعودية وحلفاء آخرين.
في أول رد فعل على التقرير البريطاني الخاص بمراجعة نشاط جماعة الإخوان المسلمين، أكد المتحدث الإعلامي باسم الجماعة محمد منتصر أن ما صرح به رئيس الوزراء ديفيد كاميرون باتهام الجماعة بالتطرف أمر غير مقبول، ويمثل رغبة سياسية مبيتة ضد الجماعة، بحسب قوله.
وكان كاميرون قد أمر في نيسان/ أبريل 2014، بإجراء تحقيق في نشاطات الحركة وما إذا كانت تشكل تهديدا للأمن الوطني البريطاني.
وقال رئيس الحكومة كاميرون، إنها خلصت في التقرير الذي نشر الخميس إلى أن بعض أقسام حركة الإخوان المسلمين لهم علاقة ملتبسة جدا بالتشدد الذي يقود إلى العنف، مضيفا أن حكومته ستكثف مراقبتها بشأن آراء وأنشطة أعضاء الإخوان المسلمين.