نسب موقع "
بلومبرغ" إلى مسؤولين عسكريين أمريكيين وغربيين، أن
إيران بدأت سحب مقاتلي النخبة التابعين لـ"
الحرس الثوري" من الحملة العسكرية التي تقودها موسكو في
سوريا، موحيا بأن ثمة صدعا في ما سماه الرئيس الأمريكي باراك أوباما الشهر الماضي بسخرية "ائتلاف من اثنين".
وقال موقع بلومبرغ في تقرير أصدره الخميس، إن عدد العسكريين الإيرانيين في سوريا تضاءل، وإن ثمة حاليا 700 عضو تقريبا من "الحرس الثوري" في سوريا يشاركون في الهجوم الذي تتزعمه روسيا.
واعتبر الموقع أن هذه التقديرات لا تشمل المستشارين العسكريين الإيرانيين مع الجيش السوري منذ 2012.
وتابع الموقع الأمريكي أن سبب هذا الانحسار حسب مسؤولين أمريكيين راجع إلى مقتل وجرح عدد كبير من الضباط الإيرانيين في المعارك هذا الخريف.
وأضاف: "لقد شهدت الأشهر الأخيرة أياما سوداء لإيران في سوريا، وشكل سقوط العميد حسين همداني (67 سنة) الضربة الأقوى لها منذ انخراطها في الحرب إلى جانب القوات النظامية".
وسجل أن همداني كان المشرف على "
فيلق القدس" في سوريا ومسؤول العمليات الإيرانية في البلاد، فهو الذي أشرف شخصيا على الدفاع عن العاصمة دمشق، ونسب إليه الفضل في إنقاذ النظام من السقوط عام 2012.
وأفاد: "إلى جانب همداني، وردت تقارير كثيرة نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية عن مقتل ضباط إيرانيين في المعارك التي بدأت بالتزامن مع الغارات الروسية".
ونقل عن الكاتب أراش كرامي، محرر "نبض إيران" في موقع "المونيتور" قوله في حسابه على "تويتر" إن "إيران لن تنسحب من سوريا، وإن كانت قد تسحب قوات من الحرس الثوري من الجبهة"، وسجل أن إيران قالت إن الخسارة الأخيرة في سوريا ليست إلا مؤقتة".
وقال كرامي عن حديث المسؤولين الأمريكيين إن الخسائر الإيرانية تسببت في الانسحاب الإيراني المفترض، وإن طهران "لم تخسر أكثر من بضع مئات من الحرس الثوري، وفي سياق الحروب المختلفة، وهذا ليس كافيا لتغيير حساباتها".
وسجلت أن المسؤولين الأمريكيين الذين رصدوا الانسحاب الإيراني يبحثون في تأُثيرات خطوة كهذه على الحملة الروسية، وخصوصا أن بعض صانعي السياسة في واشنطن يعتقدون أن روسيا لا يمكنها أن تواصل ما تقوم به في سوريا لفترة طويلة، وهم يأملون بحسب "بلومبرغ" أن يكون الانسحاب الإيراني مؤشرا على أن واحدا على الأقل من المساندين للأسد قد يقرر تقليص خسائره.