نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرا حول شاب من أصول بلجيكية، يبلغ من العمر 19 سنة، انضم للقتال في الصفوف الأمامية لتنظيم الدولة، حيث نقلت معاناة عائلة الشاب ومخاوفها بسبب مرض السكري الذي يعاني منه.
وأعلن
تنظيم الدولة الشهر الماضي أن "أبو نسيبة" فجر نفسه في منطقة البوحياة قرب مدينة حديث في محافظة الأنبار في
العراق، وأنه قتل "عشرات من المرتدين خلال محاولة تقدم" في المنطقة، في إشارة إلى الجيش العراقي.
وقالت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن الشاب عبد المالك انتقل منذ سنوات مع عائلته إلى مدينة كورتري، في مقاطعة فلاندر في بلجيكيا، وكان هذا الشاب البلجيكي يبلغ من العمر 19 سنة، عندما أعلم والداه السلطات البلجيكية بخبر سفر ابنهم، المصاب بمرض السكري، إلى تركيا.
وأضافت الصحيفة أن عائلة عبد المالك اكتشفت بعد غياب دام سنة أن ابنها صار يتصدر قائمة الانتحاريين في صفوف تنظيم الدولة، ثم أدركت العائلة من خلال رسالة على موقع توتير، كشفها الباحث الفلسطيني البلجيكي منتصر عديلمة، أن عبد المالك شارك في هجوم على قافلة للجيش العراقي. وكان عبد المالك، أو أبو نسيبة البلجيكي، كما يسمى داخل التنظيم، من أبرز العناصر الذين أثنى عليهم قادة تنظيم الدولة في المعارك.
وذكرت الصحيفة أن عبد المالك تعرف على عدد من المقاتلين في أحياء مولنبيك وفيلفوردي، ومقاتلين آخرين من أصوله العربية ذاتها، حيث أقنعوه بالانضمام إلى صفوف تنظيم الدولة. وقد تمكن إدريس بوتليس، والد عبد المالك، من الاتصال بابنه في
سوريا، إلا أنه فشل في إقناعه بالعودة، وقد حاولت العائلة بأسرها إقناع ولدها بالعودة، ولكن دون جدوى.
وأضافت الصحيفة أن الباحث الفلسطيني البلجيكي حاول مساعدة عائلة عبد المالك في العثور على ابنها وإقناعه بالعودة، إذ يسعى منتصر عديلمة من خلال أطروحة الدكتوراة التي يعمل عليها إلى البحث عن الدوافع التي تدفع
الشباب للانتقال إلى مناطق النزاع والانضمام إلى تنظيم الدولة، من أجل مساعدة عائلات هؤلاء الشباب وتوفير الدعم المعنوي للمقاتلين العائدين من بؤر النزاع.
وأشارت الصحيفة إلى أن اتصال منتصر علديمة بالشاب عبد المالك، كشف في مناسبتين عن حجم الدعاية الهائلة والاستقطاب الذي يتقنه تنظيم الدولة لتعبئة المقاتلين. وقد حاول الباحث إقناع الشاب بالعودة والتخلي عن القتال، إلا أن عبد المالك أجابه في آخر اتصال هاتفي بأنه لن يتراجع، ليضيف: "عندما يأتي الأمر، أنفذ المهمة.. إنها قضية رابحة في كل الأحوال". كما ذكر الشاب للباحث، في حوار معه عبر الواتساب، وجود مقاتلين آخرين من بلجيكيا وتونس ينتظرون دورهم في "الشهادة".
وذكرت الصحيفة أن الباحث علديمة حاور عددا من الشباب الذين ذهبوا للقتال في سوريا، وكان يتأكد في كل مرة من خطورة عمليات غسيل الدماغ والتهديد الذي يتعرض له الشباب من طرف تنظيم الدولة، لعزلهم عن محيطهم الاجتماعي والعائلي.
وعندما دعا عديلمة الشاب عبد المالك، في أول اتصال بينهما، إلى التفكير قليلا في والدته، كان رد الشاب أن "الله هو أرحم الراحمين". كما عبّر الفتى لعلديمة عن اشمئزازه من البلجيكيين الذين "يعيشون حياة الذل".
وفي الختام؛ قالت الصحيفة إن أحد المقاتلين العائدين من سوريا، صدر ضده حكم بثلاث سنوات سجنا مع وقف التنفيذ، وشمل الحكم تهما تتعلق بتلقين دروس تشجع على التطرف للأطفال.