دعت صحيفة "التايمز" إلى هزيمة
تنظيم الدولة في العراق والشام في عقر داره. وتساءلت في افتتاحيتها: أين سيضرب تنظيم الدولة ضربته الثانية؟
وأجابت الافتتاحية أن "قادة مجموعة دول العشرين (جي- 20)، الذين التقوا أمس في تركيا، لا يعرفون. وكل ما يعرفونه أن مذابح قادمة صارت في حكم المحتوم. وركزوا في هذه الحالة على الخطوات الدفاعية العملية. وسيتم تشديد الرقابة على الحدود في أنحاء العالم كله، في ضوء مقتل 129 شخصا بريئا في
باريس. وسيتم التشارك بالمعلومات الأمنية بشكل أكبر، وتحديد وملاحقة أموال الجهاديين وتجميدها".
وتعلق الصحيفة بالقول إن "خطوات كهذه مطلوبة، ولكنها معروفة وملحة، وتظل في حد ذاتها ردا غير كاف للتهديد الذي يمثله تنظيم الدولة على الغرب وعلى حضارتنا".
وتقول الافتتاحية إن "الهدف هو قيام الحلفاء الغربيين بالتعاون مع روسيا، ولو كان ممكنا دونها، أن تذهب أبعد من جعل العواصم الأوروبية آمنة من الإرهاب الإسلامي. ويجب أن يشمل على هزيمة تنظيم الدولة في عقر داره. ومن أجل تحقيق هذا فيجب التوصل إلى تسوية سياسية تجد فيها الغالبية السنية بديلا واضحا للحكم عبر الإرهاب، الذي يفرض من خلال البراميل المتفجرة التي يرميها النظام، أو عبر جزاري تنظيم الدولة. ولكن محادثات السلام ومن خلال تعريفها هي عن الكلام فقط".
وترى الصحيفة أن "العنصر الرئيس الجذاب لتنظيم الدولة، هي أنه، وعلى خلاف تنظيم القاعدة، يرغب بالسيطرة والحفاظ على مناطق، كما فعلت الخلافة في القرن الثالث عشر. ولهزيمته فيجب طرد التنظيم من أراضيه، ويجب إزاحته عن عاصمته في الرقة، وقطع خطوط الإمدادات من وإلى العراق. وأي (حل) أقل من هذا فلن يصبر أكثر من المدة التي يحتاجها التنظيم لتسليح قافلة من سيارات البيكب أب والأحزمة الناسفة وبنادق (إي كي-47)".
وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "
عربي21"، إلى أن "استراتيجية عسكرية وليدة تتطور، وتقوم على مشاركة غربية واضحة ومدعومة بالقوة الجوية الأمريكية، بعد السماح للطائرات الأمريكية باستخدام القاعدة الجوية التركية إنجرليك، وهو ما سمح لواشنطن بنشر مقاتلات مضادة للدبابات قادرة على التحليق على مسافة منخفضة، بالإضافة إلى حاملات الطائرات".
وتجد الصحيفة أنه "نتيجة لهذا، فإنه من الممكن التفكير بقوات برية كردية تقوم بالهجوم على الرقة، بدعم جوي أمريكي. وحتى لو كانت العملية ناجحة، فسيترك هذا مجموعة إثنية ترى فيها تركيا تهديدا لها. ولأن تركيا دولة عضو في الناتو، فسيؤدي هذا إلى نشوء خطر حرب طائفية، إن لم يتم الوفاء بحاجات
السنة في بلد تهدد الطائفية بتمزيقه إلى أشلاء".
وتلفت الافتتاحية إلى لقاء رئيس الوزراء البريطاني ديفيد
كاميرون بالرئيس الروسي فلاديمير
بوتين في أنطاليا التركية، على هامش قمة العشرين. ودعا كاميرون إلى "حل سياسي يجلب السلام إلى
سوريا"، مشيرة إلى أنه "يتحدث بلغة من يعتقد أن الإجماع السياسي يمكن أن يجلب السلام. ولكن الحقيقة هي أعقد مما يعتقد المسؤولون الغربيون ويفكرون، فتحقيق السلام في سوريا يعني إصرار القادة الغربيين على تنحية رئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي بدأ الحرب السورية. ولكن قبل ذلك يجب الإطاحة بتنظيم الدولة من المعركة، والتحكم بالعملية الانتقالية من خلال إرسال قوات برية للقتال".
وتعتقد الصحيفة أنه حتى الآن لا توجد إشارة عن الإرادة الجمعية المطلوبة. فقد أرسل بوتين قوات أكثر من أي دولة عضو في الناتو إلى سوريا، وأخبر قادة مجموعة العشرين أنه عليهم الاتحاد ضد "الشر" المشترك الذي يمثله تنظيم الدولة. وعبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن حالة الحرب التي تعيشها بلاده، بعد
هجمات ليلة الجمعة على باريس. ولكن الرئيس الأمريكي باراك أوباما استبعد مرة أخرى إرسال قوات وجنود أمريكيين. ولا يزال موقف كاميرون صعبا، فهو بحاجة إلى موافقة البرلمان على دخول مقاتلات تورنيدو الفضاء السوري.
وتبين الافتتاحية أن "هناك تحولا سياسيا يحدث، ففراغ السلطة الذي منح تنظيم الدولة السيطرة على مناطق يسمح له الآن بتوجيه ضربات خارج حدوده. والتراجيديات التي شهدتها تونس وأنقرة وبيروت وشرم الشيخ وباريس ليست كافية لدفع التدخل على أجندة الدول الغربية".
وتختم "التايمز" افتتاحيتها بالقول: "قادتنا مترددون؛ خوفا من تكرار أخطاء الماضي، ولكن من السهل أن تكون واعيا لأقلية متشددة ومتناسيا للغالبية التي تعيش حالة رعب. وتحرير هذه الغالبية لن يتم إلا بتدخل عسكري على قاعدة يجب أن تكون لدى الدول الغربية الشجاعة لتحديدها عاجلا ام آجلا".