في جريمة هي الأغرب من نوعها في مخيم
اليرموك المحاصر، والواقع إلى جنوب العاصمة دمشق، قتل محمد الصعيدي، المعروف بـ"أبي علي الصعيدي" أحد أمراء جبهة
النصرة سابقا والمنشق عنها مؤخرا، ابن زوجته، ليث الشهابي، المنشق أيضا عن جبهة النصرة، بعد صداقة قديمة جمعتهما.
ووقعت الحادثة وسط مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، حيث أطلق الصعيدي (28 عاما) 16 رصاصة على ليث (20 عاما) فأرداه قتيلا على الفور أمام أعين والدته.
يروي صالح، أحد أهالي مخيم اليرموك، والقريب من ذوي الشاب ليث وعائلته، قصة مقتل ليث، العنصر السابق لدى جبهة النصرة، على يد قائده وزوج أمه، رغم أن علاقة صداقة كانت تربطهما قبل أن يتزوج الصعيدي من والدة ليث سرا.
يقول صالح: "هربت أم ليث البالغة من العمر 40 عاما، من منزل أهلها سرا، بالتنسيق مع أبي علي الصعيدي الذي كان يتردد إلى بيتها، بصحبة ابنها ليث، على أنه صديقه، وغادرت البيت دون علم والدها أو والدتها وحتى ابنها البكر ليث، وذلك بعد طلاقها من أبي ليث الشهابي بعدة أشهر، عقب خلافات حادة نشبت بينهما؛ جعلتها تمكث في بيت والدها داخل المخيم قرابة الخمسة أشهر".
وأضاف: "ضمن ظروف غامضة، فاجأت أم ليث أهلها وأولادها، وهربت، دون سابق انذار، ثم أخبرت ذويها بأنها قد تزوجت سرا من القيادي محمد الصعيدي، السيئ السمعة، والذي بدوره أبعدها عن أعين ذويهما والمقربين، واختفيا معا".
وألمح المصدر إلى أن غضبا عارما أصاب ليث، بعد هروب والدته في هذه الظروف الغريبة، مع قائده المباشر في جبهة النصرة، والذي كان قد استحوذ على ثقة ليث، وسمح له بالدخول إلى منزله، ما جعل من الشاب العشريني "بركانا يغلي"، ويسعى لرد اعتباره، كما يقول صالح.
وبعد زواج أم ليث وتخفيها ببضعة شهور، بدأت بالظهور بصحبة زوجها ضمن أحياء مخيم اليرموك، والتردد على الشوارع الرئيسية وسط المنطقة.
وتابع صالح: ما إن سمع ليث بأن والدته خرجت من مكان اختفائها، وبدأت تظهر في أحياء المنطقة، بعد غياب طويل، حتى تتبع الأماكن التي تقصدها، وحاول رؤيتها، وكان له ذلك عندما كانت أم ليث بصحبة زوجها الصعيدي. وأطلق ليث الرصاص باتجاه والدته، وألقى الذعر في المكان، ما اضطرها إلى الهرب مع زوجها من الحي.
وبعد يوم واحد من الحادثة التقت أم ليث، بصحبة زوجها، بابنها ليث مجددا في شارع المدارس وسط مخيم اليرموك، فوجه أبو علي الصعيدي سلاحه الروسي إليه، وأفرغ 16 رصاصة في جسد الشاب، وأرداه قتيلا أمام والدته التي هرعت باكية، واحتضنت جثة ابنها المضرجة بالدماء، بينما لاذ زوجها بالفرار إلى منزل أبي الخضر، أمير جماعة الأنصار التي انفصلت عن جبهة النصرة مؤخرا بعدما كان أحد قيادييها في المنطقة، لكن الجبهة عزلته بسبب علاقته بتنظيم الدولة وقام سابقا بتسهيل دخول التنظيم للمخيم.
وقد تقدم أبو ليث الشهابي، والد القتيل ليث مع عائلته، بشكوى إلى بعض قيادات جبهة النصرة وتنظيم الدولة في مخيم اليرموك، ضد أم ليث التي عادت مجددا إلى منزل والدها، وزوجها أبي علي الصعيدي، قبل أن يلقي تنظيم الدولة القبض على الأخير، إثر محاولته التخفي في بيت أبي الخضر، كما أرسل التنظيم طلب استدعاء إلى أم ليث لاتهامها بالتورط في الجريمة.
ووصف الناشط الإعلامي "مصعب"، في حديث لـ"
عربي21"، كلا من ليث وأبي علي الصعيدي، بـ"أصحاب الملف الأسود والسوابق"، وأشار إلى أنهما لعبا دورا أساسيا في دخول تنظيم الدولة إلى مخيم اليرموك، في نيسان/ أبريل الماضي، بالرغم من أنهما كانا من عناصر جبهة النصرة حينها.
وأضاف: "انفصل الصعيدي مؤخرا، مع عدد من قيادات جبهة النصرة من مناصبهم، وشكلوا مع مجموعة من العناصر بينهم ليث الشهابي، جماعة الأنصار".