نشرت صحيفة لوموند الفرنسية، تقريرا حول أهم الصور المفبركة، والشائعات التي انتشرت على
مواقع التواصل الاجتماعي، إثر الهجمات التي نفذها
تنظيم الدولة في
باريس، حيث تراوحت هذه المغالطات بين السعي للتحريض ضد المسلمين، وبين خلق حالة مزيفة من التعاطف مع الشعب الفرنسي.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن غايات من ينشرون المغالطات على "فيسبوك" و"تويتر" تراوحت بين البحث عن الشهرة والفرقعة الإعلامية، وبين من يسعى إلى تعميق حالة الصدمة والتشتت الذهني التي أصابت المواطنين، كما انتشرت المعلومات الخاطئة التي تهدف إلى نشر الكراهية ضد المهاجرين والمسلمين.
واعتبرت أن هذه الصور المفبركة التي تم تداولها بعد
هجمات باريس؛ تبين مرة أخرى مدى "انحطاط" بعض مستعملي شبكات التواصل الاجتماعي، واستعدادهم للتلاعب بالمشاعر الجماعية لتحقيق بعض الغايات "الدنيئة والعنصرية"، في ظل "غفلة" أغلب مستعملي الإنترنت وعدم اكتشافهم للمغالطات.
وأضافت أن أخطر هذه المغالطات التي انتشرت؛ كانت الادعاء بأن سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة فرحوا بالهجمات وكانوا شامتين بالشعب الفرنسي، بعد أن عمد أحد مستعملي "تويتر" إلى نشر صورة ادعى أنها لاحتفالات في غزة بهجمات باريس، رغم أن الصورة تعود ملكيتها في الحقيقة إلى وكالة رويترز للأنباء، وقد تم التقاطها في سنة 2012، و"يظهر فيها سكان قطاع غزة وهم يحتفلون بقرار وقف إطلاق النار بين حماس والاحتلال الإسرائيلي" على حد تعبير الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض مستعملي الإنترنت الذين أرادوا الإمعان في نشر حالة الخوف، "وهو ما يعكس ربما عقدا نفسية، واختلالات في شخصياتهم"، نشروا صورا تبين أن شوارع العاصمة الفرنسية كانت خالية تماما غداة الهجمات الإرهابية، ولكن بعد التثبت في تفاصيل هذه الصورة وحالة أوراق الأشجار؛ تبين أن هذه الصور تعود إلى شهر آب/ أغسطس 2014، وهو ما تبينه الأوراق الخضراء على الأشجار. كما أن صورة أخرى تعود إلى عام 2012، وثالثة تم نشرها على مدونة بالإنترنت في عام 2006، ورابعة تم نشرها في 2011.
وقالت "لوموند" إن صورة أخرى مزيفة؛ ظهرت فيها رسائل تبثها بلدية باريس لسكان المدينة على الشاشات العملاقة في وسط المدينة، تقول فيها إنه "يجب على المواطنين أن يحبوا الموسيقى والفرح وشرب الكحول، من أجل مقاومة الإرهاب والتطرف"، وهي رسالة في ظاهرها دعوة للأمل والفرح وعدم الاكتراث، ولكنها من اختراع خيال أحد مستعملي "تويتر".
وبينت أن صورة أخرى انتشرت على "تويتر" بشكل لافت، يدعي صاحبها أن هنالك مظاهرة ضخمة أقيمت في ألمانيا من أجل دعم باريس، ولكن بعد التدقيق في الصورة؛ تبين أن هذه المظاهرة ليست إلا تجمعا لمعارضي استقبال المهاجرين من أنصار حركة "بيغيدا" الألمانية العنصرية.
وأضافت أن صورا أخرى انتشرت على الانترنت؛ يدعي أصحابها أنها تبين اللحظات الأخيرة في مسرح "باتاكلون" قبيل اندلاع الهجمات، ولكن الفرقة التي كانت تعزف في تلك الليلة، وهي مجموعة "إيغلز أوف ديث ميتال"، أكدت بنفسها أن تلك الصورة تعود لحفل أقامته في مدينة دبلن في 12 تشرين الثاني/نوفمبر.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصورة التي انتشرت أيضا حول تزيين مبنى "إمباير ستايت" في نيويورك بألوان العلم الفرنسي الثلاثة؛ لم تكن صحيحة، فتلك الصورة التي تم تداولها تعود إلى ما بعد هجمات "شارلي إيبدو" والمتجر اليهودي، في 13 كانون الثاني/ يناير 2015.