نشر موقع موند أفريك الفرنسي تقريرا حول سفير
فرنسا السابق بتونس،
بيار مينا، المعروف بحبه للرقص وارتياده الملاهي الليلية، والذي داهمته الثورة
التونسية بينما كان يؤكد لبلاده صلابة النظام الدكتاتوري في تونس، بعد أن فشل في توقع انفجار الوضع بتونس في آخر أيام حكم الرئيس السابق
بن علي.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إن السفير السابق لفرنسا، بتونس لم يكن متابعا جيدا للشأن السياسي التونسي، إلى درجة أنه كاد يبعث بمراسلة دبلوماسية لباريس 14 كانون الثاني/ يناير، يوم هروب الرئيس التونسي المخلوع، ليخبرهم فيه أن زين العابدين بن علي مسيطر على الوضع.
واعتبر الموقع أن نظام بن علي نجح في استخدام السفير لطمأنة الغرب، بأنه لا يزال ماسكا بزمام الأمور، خاصة بعد خطابه الذي وعد فيه بإطلاق سراح المدونين وبعدم الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة.
وأضاف أن السفير الفرنسي في عهد بن علي كان يثق بسيطرة النظام المخلوع على الوضع، لدرجة أن نسخة من تلك المراسلة التي تحمل توقيعه وصلت لصحفية "لوموند" الفرنسية إيزابيل ماندرو، التي نشرت مقتطفات منه يوم 14 كانون الثاني/ يناير قبل هروب بن علي ببضع ساعات.
وقد حاول السفير إنقاذ نظام بن علي، عسى أن يكافئه الرئيس المخلوع بعد أن يستتب الأمن وترجع الأمور إلى نصابها، لكن ما حصل هو أن بن علي جمع شتاته وأسرته وهرب نحو المملكة العربية السعودية.
لم يكتف السفير بالدور السلبي الذي لعبه قبيل الثورة التونسية، بل قام في الفترة الأخيرة بنشر كتاب بعنوان برّاق، ليبرهن على قبح فعله وتبجحه وعدم كفاءته، خاصة أن الكتاب لم يكن في المستوى الذي تخيله القرّاء، ذلك أن المؤلف لم يسمع ولم ير شيئا.
وقال الموقع إن القرّاء توقعوا أن يحتوي الكتاب على توضيحات وحقائق حول الربيع العربي، حول مواقف الشخصيات الفاعلة في الثورة، أو على الأقل تفسيرات ملائمة لأسباب سقوط نظام كان يوصف بالقوة ولا ينهار، لكن بدا واضحا أن السيد مينا لا يعرف شيئا.
وذكر الموقع أن الكتاب لم يكن أكثر من مجموعة تبريرات من موظف فاشل، انشغل بالرقص والغناء على القيام بمهامه الأساسية، فقد احتوى تبريره لحفلات راقصة حضرها مع عماد الطرابلسي، ابن شقيق زوجة بن علي، والمسجون حاليا، وتبريرات مشابهة لا تنم عن فهم للشأن العام.
وذكر التقرير أن مينا أشار إلى الانتقادات التي وجهها له نيكول غالي، وهو باحث في الشأن المغاربي ومقرب من قصر الإليزيه، إثر حوار دار بينهما سنة 2013، حيث قال له غالي: "قبل عامين أخبرتنا أن لا سجناء سياسيين في تونس، الآن تدعي أنك تنبأت بالثورة التونسية، أمازلت تواصل عنادك؟" وهو ما علق عليه موند افريك بالقول: "كيف لسفير فرنسي أن ينقل توبيخا له بهذا الشكل، إلا إذا كان مغفلا".
وقال الموقع إن الكتاب لا شيء فيه يثير الانتباه، باستثناء ما كتبه السفير بلا وعي، حيث لا يوجد في الكتاب أي تحاليل جيوسياسية، أو حديث عن مخطط للتنمية بتونس، أو حتى استراتيجية لمساعدة تونس، فأمثال مينا لا شغل لهم إلا فخامة الموقع الوظيفي.
ونبّه الموقع إلى غياب ساركوزي، رئيس فرنسا السابق، من الملفات المتعلقة بحقوق الإنسان، على الرغم من أنه كان واضحا وجود صلات بين ساركوزي وبن علي في مثل هذه الملفات، ففي كل مرة كانت تتم التغطية على بن علي بقرارات تصدر مثلا عن السفير مينا أو جان دايفيد ليفيت، وليس من الرئيس ساركوزي.
ونقل الموقع عن حسن حسني، مسؤول الدعاية في نظام بن علي، قوله "إن سفير فرنسا بأمريكا، والمستشار الدبلوماسي السابق لساركوزي، جان دايفيد ليفيت، رمى بثقله لتعيين بيار مينا سفيرا في تونس، فقط حتى تنعم زوجته بالسفر إلى تونس على حساب الدولة التونسية".