صحافة دولية

لوبوان: ما هي المناطق التي تخشى الطائرات المرور منها؟

لوبوان: أخطر الأجواء التي يمكن التحليق فيها تقع في الشرق الأوسط - أرشيفية (أ ف ب)
نشرت صحيفة "لوبوان" الفرنسية، تقريرا على أثر سقوط الطائرة الروسية في سيناء، عرضت فيه أخطر مناطق العالم التي تخشى الطائرات المرور منها، وانتقدت هيئات الطيران الدولية التي لا تقدم معلومات واضحة لشركات الطيران حول المسارات الآمنة في العالم.
 
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أخطر الأجواء التي يمكن التحليق فيها -بحسب المنظمة الدولية للطيران المدني- تقع في الشرق الأوسط، كالأجواء السورية والعراقية والليبية واليمنية، مستدركة بأنه "توجد مناطق أخرى خطرة في بقية أنحاء العالم، كأوكرانيا".

وأضافت أن هذه المناطق يحظر الطيران فيها بسبب الصراعات الدائرة، ووجود صواريخ متطورة لدى مجموعات مسلحة، قادرة على إسقاط طائرة مدنية تمر فوقها، مشيرة إلى أنه "بعد حادث سقوط الطائرة الروسية في صحراء سيناء السبت الماضي، فقد قررت كل من شركة الطيران الفرنسية، وشركة لوفتانزا الألمانية، وطيران الإمارات؛ الامتناع عن المرور عبر منطقة سيناء، كما قررت مؤسسة أوروكنترول البلجيكية التي تقوم بتنسيق مسارات الطائرات، رفض السماح لأي طائرة بالمرور عبر هذه المحافظة المصرية".

وذكرت الصحيفة أن التحليق فوق بعض المناطق الخطرة ممكن، ولكن بشرط أن يتجاوز الارتفاع سبعة آلاف و300 متر، أي المستوى 240 في معجم الطيران، مبينة أن "هذه المناطق التي يمكن الطيران فيها على هذا الارتفاع؛ هي إيران وأفغانستان والسودان والصومال".

وقالت إن مشكلا جديدا ظهر مؤخرا، تواجهه حركة الملاحة الجوية، يتمثل في إطلاق السفن الحربية الروسية لصواريخ من بحر قزوين نحو سوريا والعراق، "فهذه الصواريخ طويلة المدى التي تحلق فوق شمال إيران، تمثل خطرا بالنسبة للطرق الجوية التي تمر عبر المنطقة نحو آسيا الجنوبية والشرقية".

وأضافت أن الحفاظ على مستوى التحليق 240 (7300 متر) أمر ضروري للطائرات المدنية؛ لكي تكون في مأمن من الصواريخ الخفيفة "مانبادز"، الموجودة في حوزة أغلب مهربي الأسلحة، والتي يمكن أن تطلقها أية مجموعة مسلحة حتى لو كانت صغيرة وغير مدربة، وتصيب بها أي طائرة تمر في أجوائها.

واعتبرت "لوبوان" أن قائمة المناطق الخطرة التي تنشرها الهيئة الدولية للطيران المدني بصفة دورية، ليست كاملة، ويمكن أن نضيف إليها العديد من المناطق الأخرى التي تسيطر عليها مجموعات مسلحة "متمردة"، خاصة أن أغلب هذه المجموعات تمتلك الصواريخ الخفيفة الموجهة للطائرات المدنية والطائرات العمودية، ويمكنها إصابتها إذا كانت تحلق على ارتفاع منخفض، ومن بينها المناطق الساخنة في أمريكا الجنوبية، وخاصة كولومبيا، وفي أفريقيا، وخاصة مالي ونيجيريا والنيجر وأوغندا، ومناطق أخرى أيضا تنشط فيها مجموعة "بوكو حرام"، وفي الهند الشرقية أيضا توجد بعض هذه المناطق التي تسمى المناطق الرمادية.

وانتقدت ما اعتبرته "نفاق" المنظمة الدولية للطيران المدني، وتلاعبها بمعلومات السلامة، حيث إنه بعد حادثة سقوط الطائرة الماليزية المتوجهة من كوالالمبور إلى أمستردام، بسبب صاروخ أطلق عليها في الأجواء الأوكرانية؛ قامت مجموعة من خبراء الطيران بالاجتماع، وإطلاق مبادرة لحث هذه المنظمة على إعطاء كل شركات الطيران العالمية نفس المعلومات حول المخاطر التي تمثلها الصراعات المحلية والدولية على طائراتها؛ "لأن هذه الهيئة كانت تقدم معلومات غامضة ومنقوصة لشركات الطيران، وتفضل التنصل من مسؤوليتها؛ بذريعة أن الدول هي المسؤولة عن الطائرات التي تمر في أجوائها".

وأضافت الصحيفة أن المنظمة الدولية للطيران "تتخذ قرارات سياسية بشأن منع التحليق في أجواء بعض الدول، وتخضع لضغوطات هذه الدول المعنية، وتتجنب إغضابها، لأن التحذيرات التي تصدرها قد تكون لها تأثيرات اقتصادية سيئة على هذه الدول، إذ إن امتناع الطائرات عن المرور عبر أجواء دولة معينة؛ سوف يحرمها من مداخيل مالية هامة، ولهذا فإن المنظمة تفضل السكوت عن بعض المخاطر المتعلقة بدول معينة، وتترك الشركات تواجه الأمر بنفسها".

وأوضحت أن شركات الطيران لا ترسل طائراتها بشكل عشوائي، حيث إنه قبل كل رحلة يجد الطيارون في حقائبهم، ملفات تحتوي على قائمة بالمناطق الخطرة التي يجب تجنبها، والتي على أساسها تم رسم خط الطيران، وبهذا فإن رحلة متوجهة إلى آسيا على سبيل المثال؛ لا يمكنها أن تمر عبر الأجواء السورية أو العراقية، وهو ما يزيد من مدة الرحلة بحوالي 10 دقائق.

وفي الختام؛ أكد التقرير أن هذه المعلومات المتعلقة بمخاطر التحليق فوق مناطق معينة؛ تخضع للتعديل بصفة يومية من قبل هيئات الطيران المحلية والمصالح الدبلوماسية المعنية، ويقع تمرير المعلومات للطائرات بشكل حيني من خلال أجهزة الاتصال، وبهذا يمكن تغيير مسار الرحلة مثلا بعد إقلاع الطائرة، حتى تتجنب المرور فوق بيروت أو فلسطين المحتلة، في حال توترت الأجواء فجأة في هذه المناطق.