أصدر
مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات تقديرا استراتيجيا حول فرص انتشار "
السلفية الجهادية" في الوسط
الفلسطيني، في ظل تزايد حضور الجماعات المحسوبة على هذا التيار وفي مقدمتها تنظيم
القاعدة وتنظيم الدولة وغيرها في عدد من الدول العربية.
وتحولت الحركات الجهادية السلفية إلى عامل مؤثر في المنطقة خلال العامين الماضيين، ما يطرح سيناريوهين محتملين لتمدد هذه الجماعات، يتمثل الأول في نجاح تلك الجماعات في التمدد، وتحقيق نجاحات مهمة، تجعلها فاعلاً رئيسا وطرفا مؤثرا في الواقع الفلسطيني وفي معادلات الصراع العربي الإسرائيلي؛ وهو ما ستكون له انعكاسات كبيرة على بنية المجتمع الفلسطيني وعلى وجود الفصائل الفلسطينية، وأولويات العمل الفلسطيني، وحالة التعايش المجتمعي وواقع الأقليات الدينية. كما أن من شأنه أن يشدد الحصار على الداخل الفلسطيني ويوقف المساعدات الإقليمية والدولية، وأن يعطي مبررا جديدا للاحتلال لتصعيد عدوانه بذريعة محاربة الإرهاب الفلسطيني، بحسب ما ذهب إليه التقدير.
أما السيناريو الثاني، فهو فشل تلك المجموعات في التمدد، واستمرار الوضع الراهن من حيث حجمها وحضورها وتأثيرها في المشهد السياسي الفلسطيني.
ويقترح التقدير جملة محددات لترجيح فرص أي من السيناريوهين، أبرزها: قوة تلك المجموعات وتماسكها التنظيمي، وموقع فلسطين والصراع مع الاحتلال في استراتيجيتها، وقدرتها على تجاوز عوائق الجغرافيا وتحقيق التواصل مع ساحات مجاورة، والحالة الأمنية في فلسطين ومدى توفر فراغ يتيح لها الاختراق والتمدد، وحجم الاحتقان الداخلي، ووجود أو غياب الصراعات الدينية والطائفية، والبيئة الفكرية والثقافية وحالة التعايش في المجتمع.
ومع التأكيد على عدم وجود دولة أو ساحة محصنة ضد اختراق الفكر المتشدد في ظل الأوضاع التي يعيشها الإقليم، يرجّح التقدير في الظروف الراهنة سيناريو استمرار الوضع القائم، وعدم قدرة تلك المجموعات على تحقيق نجاحات كبيرة في مجال التمدد بالساحة الفلسطينية، ويقدّم عدة مقترحات للتعاطي مع الحالة القائمة، أهمها الحفاظ على روح التعايش والانفتاح الاجتماعي، وتعزيز الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام، وترشيد العمل المقاوم.
لتحميل التقدير كاملا من
هنا