طغت الترتيبات والاستعدادات لحسم المعركة في مدينة
تعز (جنوب
اليمن) على واجهة التصريحات والتحركات التي تجريها المقاومة المؤيدة للشرعية بإسناد من التحالف الذي تقوده
السعودية، حيث تشير عدد من الخطوات التصعيدية التي اعتمدها الطرفان ـ أي المقاومة والتحالف ـ إلى أنها تمهيد لهذه المعركة.
ورصدت "
عربي21" أبرز تلك الخطوات، وفي مقدمتها "إنزال شحنة أسلحة متطورة لقوات الجيش الوطني المتمركزة في الجبهة الغربية من تعز، واستعدادات عسكرية تجرى في مدن جنوب البلاد، والمتاخمة لتعز، وتحديدا تأهيل قاعدة العند الجوية التي أقلعت منها مقاتلات حربية تابعة للتحالف ونفذت غارات على مواقع للحوثيين في عدد من المدن اليمنية".
وتطرح معركة تعز تساؤلات عدة حول جدية دول التحالف ومصداقية الرئيس عبدربه منصور هادي ونائبه رئيس الوزراء خالد بحاح، اللذين شددا في أكثر من مرة على " قرب تحريرها" وآخرها حديث بحاح عن أن "معركة تحرير المدينة أولوية لدى الحكومة".
معركة تعز بحجم الوطن
من جهته، قال الخبير العسكري اليمني، محسن خصروف، إن "التحالف يبدو هذه المرة جادا في تحرير مدينة تعز، كما تشير المعطيات على الميدان، من خلال الأسلحة النوعية التي حصلت عليها المقاومة من قوات التحالف، ما يترافق مع تصريحات رسمية أدلى بها مسؤولون في التحالف بهذا الشأن".
وأضاف في حديث خاص لـ"
عربي21" أن معركة تعز، تكتسب أهمية كبرى لدى اليمنيين، كونها "معركة بحجم الوطن"، ؤكدا أن انتصار تعز على مليشيا الحوثي، لاشك، أنه انتصار لكل اليمن، وفق تعبيره.
وأشار الخبير اليمني الى أن الحوثيين وحليفهم علي عبدالله صالح، يدركون خطر إفلات مدينة كـ"تعز" من قبضتهم، ولذلك فهم يستميتون في قتل أهلها وتدمير أحيائها وقراها".
ويتفق مع خصروف الكاتب والصحفي عبدالله المنيفي، الذي شدد على جدية
التحالف العربي هذه المرة في خوض معركة تحرير تعز، "بعدما أثبتت الأحداث أن تأمين المحافظات الجنوبية التي تم تحريرها لن يتحقق إلا بتأمين تعز، كما أنها عامل حاسم في معركة تحرير العاصمة صنعاء".
وقال في حديث لـ"
عربي21" إن الجميع لاحظ خطر المليشيات الحوثية التي لا تزال تحاول النفوذ والتسلل إلى محافظة لحج، مؤكدا أن "قرار تحرير تعز اتخذ بصورة نهائية، لذلك فقد بدأت بتقديم الأسلحة للمقاومة، وتركيز غاراتها على مواقع المليشيات التابعة للحوثي وعلى عبدالله صالح في تعز ومحيطها"، على حد قوله.
وبحسب المنيفي، فإن من ضمن المحددات على جدية التحالف والحكومة الشرعية بشأن مدينة تعز، "تحرير الشريط الساحلي الغربي بدءا من باب المندب وصولا إلى المخا، كونها تتبع المحافظة"، مشيرا إلى أن كل ذلك يؤكد أن معركة تحرير المدينة الأكثر كثافة سكانية في البلاد، أوشكت على الانطلاق وأن التحالف يدفع بجدية لذلك"، وفق تعبيره.
ولفت الكاتب المنيفي الى أن " تصريحات قيادات في التحالف ومحللون سياسيون كلها تؤكد أن تحرير تعز سيكون حاسما باتجاه تحرير اليمن وعاصمته، كونها كتلة ضخمة ومحافظة لها ثقلها ستقلب المعادلة، ولذلك يركز عليها تحالف الانقلابيين". مبينا أن المؤشرات تشير أن شوكة الانقلاب واستعادة الشرعية وإنهاء خطر المشروع الإيراني.
وبدأت المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني المؤيد للشرعية، عملية عسكرية قبل أيام في تعز، لتطهير المدينة من مسلحي جماعة "أنصارالله" (الحوثيين) والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.