يواجه
النازحون العراقيون في مخيمات
الحبانية في محافظة
الأنبار ظروفا معيشية صعبة بسبب المناخ القاسي جراء انخفاض درجات الحرارة، وهطول أمطار غزيرة وتدهور الوضع الأمني، واحتمال تدفق مزيدا من النازحين، وهناك المخاوف من حدوث كارثة إنسانية، ففي أولى زخات المطر انغمرت مخيمات النازحين العراقيين في الحبانية بالمياه والسيول بسبب غزارة الأمطار التي هطلت على المنطقة، فيما اشتكى نازحون من سوء الأحوال الصحية والخدمية التي يمرون بها، مطالبين من الحكومة العراقية توفير سكن وحياة معيشية ملائمة.
"
عربي 21" قامت بجولة في عدد من مخيمات النازحين في مدينة الحبانية في الأنبار، وهناك التقت بالشاب علي وشرح ما يعانيه هو والنازحون في المخيمات قائلا: "غمرت مياه الأمطار مخيمات النازحين ما أجبرهم على الخروج من خيمهم والوقوف تحت مياه الأمطار التي كانت تهطل بغزارة، وأكد أن حجم معاناة النازحين في العراق أكبر من المخصصات التي وزعت لهم، وأن أغلب المساعدات تتم سرقتها من قبل الكثير من المسؤولين الحكوميين".
وأضاف علي: "أغلب ما يتم توزيعه على النازحين من مساعدات يقدمها متبرعون ميسورون، وننتظر من الحكومة العراقية إيجاد حلول تخلصنا من الواقع المؤلم الذي نمر فيه هنا قبل بلوغ فصل الشتاء ذروته".
وأشار علي إلى أنه و "عائلته يعيشون في خيمة واحدة لايتجاوزها طولها خمسة أمتار، مبينا أن هناك أمراض معدية فتكت بالكثير من سكان المخيم وسط غياب تام للمشافي واللجان الطبية المفترض تواجدها في مخيمات النازحين، وأنهم بحاجة ماسة إلى وسائل التدفئة والمحروقات التي يجب على الحكومة العراقية توفيرها للنازحين قبل حلول فصل الشتاء".
وشدد المصدر ذاته على "ضرورة توزيع منحة المليون دينار التي كان من المفترض توزيعها على النازحين، مؤكدا أن من شأنها تقليل حجم المعاناة التي يمرون بها".
ويروي الحاج محمود البالغ من العمر 70 عاما المعاناة التي يمر بها سكان المخيم من "نقص في الغذاء، والماء الصالح للشرب، والأدوية والمستلزمات الصحية الأخرى فضلا عن عدم توفر سكن مناسب لهم، محذرا من كارثة إنسانية ستطال آلاف الأسر النازحة في مخيمات النازحين في حال عدم تأمين الجهات المختصة والحكومة العراقية بدائل عن الخيم التي غمرتها المياه".
ودعا الحاج محمود إلى "الإسراع بتوفير أماكن ملائمة، ونقل تلك العائلات إليها وحل هذه الأزمة، مؤكدا على تفاقم معاناة النازحين في محافظة الأنبار القاطنين في مخيم الحبانية".
وقال: "انتشرت في الآونة الأخيرة الأوبئة والأمراض المعدية بين النازحين نتيجة تلوث مياه الشرب، وانخفاض درجات الحرارة، مضيفا أن حالتهم الصحية باتت تشكل القلق الأكبر لهم".
وشهدت عموم المحافظات العراقية هطولا غزيرا للأمطار، وانخفاض في درجات الحرارة نتجية منخفض جوي قادم من البحر المتوسط، حيث غمرت مياه الأمطار شوارع مدن ومحافظات عراقية عدة، وتسببت أيضا بغرق مخيمات النازحين، وكان للنازحين العراقيين النصيب الأكبر من هذه المعاناة.