انكشفت الخدمات العامة الرديئة في
مصر، وغياب البنية التحتية المناسبة، وفشل نظام
السيسي في التعامل مع أول أزمة أمطار غزيرة تمر بها البلاد في موسم الشتاء الحالي، حيث غرقت آلاف السيارات والمنازل في محافظة الإسكندرية بالأمطار الأحد، وسط غياب شبه كامل لمؤسسات الدولة وفرق الإنقاذ والمساعدة.
وأطلق نشطاء على "تويتر" و"فيسبوك" وسما ظل الأنشط طوال يوم الأحد هو (#مصر_بتغرق)، حيث تداولوا عليه أنباء غرق محافظة الإسكندرية، فيما اضطر المحافظ للاستقالة مساء الأحد، ليكون بذلك كبش الفداء الذي يقدمه نظام السيسي للناس الذين فقدوا سياراتهم ومنازلهم وغرقوا في مياه الأمطار.
ورصدت "عربي21" مجموعة من الصور المرعبة التي تظهر مدينة الإسكندرية وقد غرقت عن بكرة أبيها، بينما بدت الحياة فيها معطلة ومشلولة بالكامل، وأظهرت العديد من الصور منازل الفقراء والمعوزين في الإسكندرية وقد داهمتها مياه الأمطار، وأصبحوا غارقين حتى وهم داخل منازلهم.
وغاب رئيس الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي بصورة كاملة طوال يوم الأحد، فيما كان ملايين المصريين ينتظرون أن يطل عليهم، سواء بوجهه وكلامه ليبرر الكارثة التي يعيشونها، أو بآليات الجيش التي يفترض أن تساعد الناس في حالات الطوارئ، فيما علق صحفي مصري بالقول: "إن الجيش يتصدر الحياة السياسية في مصر، ويهيمن على الرئاسة والبرلمان حاليا، كما يهيمن على أكثر من 40 بالمئة من اقتصاد البلاد، لكنه غائب اليوم عن الكارثة التي تعيشها مصر، والتي كشفت أن البلاد لا يوجد فيها بنية تحتية ولا مصارف لمياه الأمطار".
وقال الصحفي لـ"عربي21" إن الكارثة التي شهدتها مصر تكشف حجم ضعف النظام في التعامل مع الطوارئ البلدية والخدماتية، إضافة إلى عدم وجود بنية تحتية مناسبة وكافية، وهو ما يفتح الباب مجددا للسؤال عن المليارات التي تتدفق على نظام السيسي منذ الانقلاب في العام 2013، وأين ذهبت هذه الأموال.