تسود حالة من الغليان الشعبي ضد فصائل
الحشد الشعبي، إثر استهدافهم قرية البومحسن التابعة لقضاء
الطارمية بقذائف الهاون، شمال بغداد، حيث أدى
القصف إلى مقتل امرأة وإصابة 10 مدنيين
وحذر شيوخ العشائر في قضاء الطارمية، خلال اجتماع ضمهم إلى جانب قيادات من الجيش
العراقي ومليشيات الحشد الشعبي، من تصاعد حالة الغليان ضد هذه
المليشيات التي تسيطر على الملف الأمني بالمنطقة.
وفي حديث خاص لـ"
عربي21"، قال مصدر عشائري حضر الاجتماع، وفضل عدم الكشف عن اسمه: "عقدنا اجتماعا موسعا ضم كلا من قيادات الحشد الشعبي، وضباط من قيادة الجيش، ووجهاء قضاء الطارمية، وأبلغنا الحشد الشعبي بأن انتهاكات مقاتليه بلغت حدا لا يمكن السكوت عنه، وذكرناهم أن وجودهم بيننا هو بموافقة عشائرنا"، على حد قوله.
وأعرب المصدر العشائري عن ترحيبه بموقف قيادة الجيش العراقي في المنطقة التي تساند مطالب أهالي منطقة تل طاسة بالعودة إلى منطقتهم، بعد أشهر من قيام الحشد الشعبي بتهجيرهم قسرا، "لكن قيادة الحشد الشعبي تشترط إجبارهم على التطوع للقتال في صفوف الحشد الشعبي، وهو ما يرفضه أبناء المنطقة الذين يطالبون بمغادرة الحشد الشعبي وتوليهم مهمة حماية مناطقهم بأنفسهم"، على حد قوله.
وقال المصدر من داخل الاجتماع: "لقد انتهى الاجتماع إلى نتائج إيجابية، وبدأت بعض العوائل بالعودة إلى منطقة تل طاسة بالتزامن مع انسحاب تدريجي للحشد الشعبي منها".
وعلى الرغم من خلو المنطقة من مقاتلي تنظيم الدولة، إلا أنها تتعرض باستمرار إلى قصف عشوائي بقذائف الهاون من معسكر للجيش يتخذه الحشد الشعبي مقرا له، قرب المنطقة المعروفة باسم المشروع الجاف. وتتعرض القرى المحاذية لنهر دجلة، مثل قرية البومحسن التي تقع على مسافة ثلاثة كيلومترات من مركز القضاء؛ إلى "قصف شبه مستمر بقذائف الهاون أدى قبل يومين إلى مقتل امرأة وجرح 10 مدنيين"، بحسب إفادة المصدر العشائري في حديثه لـ"
عربي21".
وقُتلت امرأة من سكان الطارمية بعد أن فتح أحد الجنود النار عليها عند بوابة معسكر التاجي، شمال بغداد، وطالبت عشائر المنطقة الجيش بفتح تحقيق في القضية، واطلاع عشائرها على نتائج التحقيق "تجنبا لردود أفعال غير محسوبة قد تتخذها عشائر المنطقة ضد الجيش"، كما قال المصدر العشائري لـ"
عربي 21".
ويطالب أهالي قضاء الطارمية قوات الجيش العراقي باستلام الملف الأمني لمناطقهم؛ بالتعاون مع عشائر المنطقة وإبعاد فصائل الحشد الشعبي التي "تتعامل بشكل طائفي مع أبناء المنطقة"، على حد قول أحد شيوخ العشائر في منطقة تل طاسة، والذي "حذر حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي من سيطرة فصائل الحشد الشعبي على المنطقة وتهميش دور الجيش العراقي، مطالبا إياه بتحمل المسؤولية واتخاذ القرارات الصائبة"، على حد تعبيره.