أوقفت الإثنين، السلطات
الجزائرية، بث القناة الفضائية " الوطن تي في"، وداهمت قوات الشرطة مقر القناة في العاصمة الجزائر و أمرت الفريق الصحفي و الإداري بمغادرة القناة قبل أن تحجز كل ما بالمقر من أجهزة الكمبيوتر و مملوكات القناة.
وقررت وزارة الإتصال بالجزائر غلق القناة الفضائية "الوطن تي في" الخاصة التي يمتلكها رجل الأعمال جعفر شلي وهو قيادي ب"حركة مجتمع السلم" المعارضة، بعد بثها لقاء خاصا، السبت 5 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، مع مدني مزراق أمير الجيش الإسلامي للإنقاذ، سابقا.
وكان مزراق أكد في البرنامج أنه سيتحدى الرئيس الجزائري عبد العزيز
بوتفليقة الذي أبدى رفضه عودة من حمل
السلاح في وجه الدولة و
الشعب خلال التسعينيات من القرن الماضي، للعمل السياسي برسالة وجهها للشعب يوم 5 تشرين الأول/ أكتوبر.
وكان الرئيس الجزائري يرد على مبادرة لمدني مزراق بتأسيس حزب سياسي أطلق عليه إسم الجبهة الجزائرية للمصالحة و الإنقاذ، بينما أكد مزراق في البرنامج التلفزيوني الذي بثته
قناة الوطني تي في، " سيسمع الرئيس ما لم يسمعه من أي أحد من قبل إن لم يتراجع عن قرار منعنا من العمل السياسي".
واعتبرت وزارة الإتصال بالجزائر، ذلك تهديدا للرجل الأول في البلاد.
وطلبت وزارة الاتصال، الإثنين، من محافظ الجزائر العاصمة إغلاق مقر قناة "الوطن" الجزائرية الخاضعة لقانون أجنبي و المعروفة بتسمية "الوطن تي في" و حجز معداتها".
وبناء على ذلك، داهمت قوات الشرطة، اليوم صباحا، مقر القناة وأمرت الصحفيين و الإداريين بمغادرة المكان قبل البدء بحجز معدات القناة، ووقع قرار الإغلاق الذي اطلع عليه "
عربي21" محافظ العاصمة، عبد القادر زوخ.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية، عن مصدر من وزارة الاتصال، الإثنين، قوله "إن القناة تعمل بطريقة غير قانونية و تبث مضامين تحريضية تمس برموز الدولة".
لكن مالك القناة الفضائية "الوطني تي في"، ومديرها، جعفر شلي ينفي تهمة الإساءة لرموز الدولة "الرئيس بوتفليقة"، وقال في تصريح لـ "
عربي21"، الإثنين " وزير الإتصال حميد قرين يسوق عني فكرة أني أروج للإرهاب، وهذا لا أساس له من الصحة".
وتابع شلي "كنت مشرفا على مكتب حركة مجتمع السلم بالعاصمة، وكنت واحدا ممن تحدوا الإرهاب بصدور عارية، عندما كان وزير الإتصال هاربا من الإرهاب لاجئا في بلد أجنبي".
كما خاطب شلي وزير الإتصال بالقول "اليوم بعد مرور 20 سنة يتهمونني بالترويج للإرهاب، هؤلاء بشر لا يستحون، فلو لا تضحيات حركتي التي أنتمي إليها، والتي دفعت 500 شهيد قتلهم الإرهاب، لما كنت يا قرين ولا كل المسؤلين الحاليين، في المناصب التي توجدون فيها اليوم".
وأفاد مالك قناة "الوطن" أن "البرنامج الذي بثته القناة لم يكن للإثارة ولم يكن يبتغي التجريح ضد رئيس البلاد"، مضيفا" كان يفترض متابعة الشخص الذي هدد الرئيس، أما القناة فليست حزبا سياسيا يدلي بموقفه".