نفى أحمد أويحي، مدير ديوان الرئيس
الجزائري أحمد أويحي، والأمين العام لحزب "التجمع الوطني الديمقراطي"، ثاني أحزاب السلطة بالجزائر، ما راج من أخبار حول وجود
صراع بين الرئيس عبد العزيز
بوتفليقة، وجهاز
المخابرات الذي يتولى إدارته لمين محمد مدين، المدعو "الجنرال توفيق".
وقال أويحي، خلال مؤتمر صحفي عقده، السبت، بمقر حزبه بالعاصمة الجزائر " إن الحديث عن صراع بين الرئيس بوتفليقة وجهاز المخابرات مجرد تخمينات، وأخبار راجت لا أساس لها من الصحة".
وكشف أحمد أويحي، عن تعديل دستور البلاد قبل نهاية 2015، على أن يحدد رئيس الجمهورية في وقت لاحق، هل سيعرض التعديل على استفتاء شعبي، أم على نواب الشعب بالبرلمان.
وتابع أويحي " إن التغييرات التي قام بها الرئيس بوتفليقة على مؤسسة الجيش والمخابرات، من صلاحياته المطلقة، كونه يشغل منصب قائد القوات المسلحة".
وأحال الرئيس بوتفليقة، الخميس الماضي، قائد الدرك الوطني بالجزائر، الفريق أحمد بوسطيلة على التقاعد، وألحقه برئاسة الجمهورية بعد ذلك بصفة مستشار لدى الرئيس، وعين بدله اللواء مناد نوبة.
وأجرى الرئيس بوتفليقة تغييرات جوهرية، على قيادة الجيش و المخابرات منذ أواخر العام 2013، وأحال ضباطا كبار بالجيش على التقاعد، من بينهم عبد القادر آيت وعراب، المعروف باسم الجنرال حسان، قائد قوات مكافحة الإرهاب بجهاز الإستعلام و الأمن، الذي يديره الفريق لمين محمد مدين.
ويوجد الجنرال حسان، حاليا محل متابعة قضائية بالمحكمة العسكرية، وهو محتجز منذ أكثر من أسبوعين، بانتظار بدء التحقيقات عن تهم تخص تشكيله لعصابات مسلحة وحيازة كمية من السلاح خارج القانون.
وقال المتحث: " كل ما قيل عن صراع بين الرئاسة و المخابرات مجرد أقاويل"، وقدم مبررا عن إجراء قام به الرئيس و المتمثل في حل وحدات التدخل التابعة للمخابرات بالقول " هذه الوحدات أسست بوقت كانت البلاد تمر بأوقات عصيبة، حيث الإرهاب تغوّل، و الآن رأى الرئيس أنه لا طائل منها".
وغالبا ما كان أويحي متحدثا "صريحا" باسم السلطة بالجزائر، لكنه أبان عن تناقض بالمواقف بينه وبين الوزير الأول عبد المالك سلال، خاصة ما تعلق بإدارة مرحلة التقشف إثر تدهور أسعار النفط.
وقال عثمان لحياني، الإعلامي الجزائري المهتم بالشؤون السياسية، "مع تراكم التحليلات والتقارير التي وضعت الصراع بين الرئيس بوتفليقة والمخابرات، وصراعات أعلى هرم السلطة، برسم الأمر الواقع، بدت السلطة عاجزة عن توفير لاعب سياسي يتحدث بشكل جيد ويملك حكمة الإقناع، ولو بغير صدقية".
وأضاف لحياني في تصريح لـ "
عربي21"، السبت " سلال مصاب بالإحتباس اللفظي وممحاته لا تمحي ولا تفي بالغرض، ووكيل بوتفليقة المتمثل بعمار سعداني الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، لا يؤاخذ على ما يقول ولا يرسم للدولة صورة".
وأضاف المتحدث أن "رئيس حزب تجمع أمل الجزائر الموالي للسلطة عمار غول، مازال يلعب في بطولة الهواة، ولذا وجدت السلطة نفسها مضطرة للدفع بأويحى للعب هذا الدور، وهو الرجل الذي لا يرد طلبا، ولا يرفض أمرا، وقد أوتي من حسن القول ما تعده السلطة حكمة حكيم وحزم حازم" .
وقطاع واسع من الجزائريين لا يأخذون الأقوال النافية لصراع محتمل بين الرئاسة و المخابرات، مأخذ الجد، خاصة بعد تصريح عمار سعداني بأن "الرئيس يريد دولة مدنية لا أمنية ولا مخابراتية".
ويرى لحياني أن أويحي "إجتهد في توزيع لاءات سياسية حملها في جريرته، كعائد من صيد، فقال أنه لا صراع بين الرئيس بوتفليقة وجهاز المخابرات و لا خلافات بينه وبين سلال و لا اعتماد لحزب سياسي لمدني مزراق و لا رئاسيات مسبقة".