مبادرة شبابية أردنية لاختيار "النائب المناسب" لمجلس النواب
عمان - عربي21 - رائد رمان12-Oct-1512:40 AM
شارك
بحسب المؤسسين تقدم أكثر من 300 مرشح لانتخابات البرلمان بطلب للمبادرة - أرشيفية
أطلق فريق من الشباب الأردني مبادرة سياسية تعدّ الأولى من نوعها في الأردن، تهدف إلى البحث عن النائب المناسب لمجلس النواب، وذلك من أجل تزكيته أو انتخابه عضوا في المجلس النيابي المقبل.
ويبلغ عدد أعضاء مجلس النواب الأردني 150 عضوا بمن فيهم رئيس المجلس، وتمتد مدة المجلس أربع سنوات من تاريخ إعلان نتائج الانتخابات في الجريدة الرسمية، ويمكن لملك البلاد أن يمدد للمجلس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على سنتين.
وفي توضيح للمبادرة الشبابية، قال المؤسس الشاب إبراهيم فريج في بيان صدر عنه: "إن المبادرة التي أسسها مجموعة من الشباب الأردني، تتطلع لمن سيمثلنا حق التمثيل من المرشحين لمجلس النواب الجديد الذي سيتم انتخابه في نهاية العام المقبل، حيث يكون قادرا على عكس حبنا للوطن، إضافة إلى تمكنه من إيصال همومنا وآمالنا وقضايانا إلى المسؤولين".
وفي نبذة عن المبادرة، بيّن فريج أنها انطلقت في شهر نيسان/ إبريل من العام الحالي، مشددا على أنها غير ربحية، لافتا إلى أن صفحة المبادرة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لاقت إعجاب أكثر من 75 ألف مواطن، حيث كانت ردود الفعل إيجابية بشكل كبير، ما ولد لدينا دافعا كبيرا للعمل في سبيل إنجاح هذا الحلم الوطني".
ووفقا لفريج، فإن لدى المبادرة "12 مستشارا فخريا من أصحاب الاختصاص في جميع القطاعات المختلفة، يقومون بمراجعة الطلبات وتقييم نتائج الزيارات الميدانية ودراستها لتحديد هوية الشخص المرشح لمجلس النواب، الذي سيمثل المبادرة".
وأوضح مؤسس المبادرة أن "أكثر من 300 مرشح تقدم بطلب للمبادرة، ليكونوا النواب القادمين الممثلين للمبادرة تحت قبة البرلمان، حيث قام مندوبو المبادرة بزيارة 50 منهم في جميع المحافظات"، منوها إلى أن "للمبادرة ممثلين في عدد من المحافظات يقومون بالبحث والتحري عن الشخص المناسب، علاوة على تولي هؤلاء الممثلين بجميع الأمور الإدارية في محافظاتهم".
وطبقا لفريج، فإن المبادرة "ستوفر للنائب المناسب 14 مستشارا فخريا، كل مستشار متخصص في مجال معين، لإدراكنا أنه مهما زاد التحصيل العلمي للنائب أو الإدراك الثقافي فلا يمكنه الإحاطة بالمجالات كافة، ولسد هذه الثغرة نقوم بتوفير نخبة من أصحاب الاختصاص، كل في مجاله لتقديم المشورة والدعم لمرشحي المبادرة في مجال الرقابة والتشريع".
وفي حال فوز النائب الذي تختارته المبادرة، أكد إبراهيم فريج أن المبادرة "ستتولى النائب بعد وصوله إلى البرلمان، وستقوم بالتواصل مع الجهات ذات الاختصاص لضمان تقديم الخدمة المثلى للقاعدة الشعبية التي يمثلها النائب".
وللتعليق على جدوى وضرورة وجود مثل هذه المبادرة، وصف المحلل السياسي راكان الأزايدة المبادرة بأنها "صرخة شبابية شعبية تعبر عن وعي بالأداء البرلماني المهتز والمختل، وتعكس نضجا فكريا ناتج عن قراءة واعية لواقع مجلس النواب المتردي".
وحول إمكانية نجاح المبادرة، قال الأزايدة في تصريحات خاصة لـ"عربي21": "آمل النجاح للمبادرة، وإن كانت تأتي في ظل بيئة وتركيبة ديمغرافية معلومة لدى الجميع، قد تقف هذه البيئة حائلا أمام نجاحها"، داعيا إلى تخطي هذه العقبة بـ"اختيار وانتقاء النائب صاحب المواصفات الخاصة والاستثنائية التي تؤهله للوصول إلى مجلس النواب، الذي يعمل لخدمة الوطن قبل الخدمة الشخصية".
ورأى الأزايدة الذي شغل عضوا في مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين في وقت سابق، أنه "يمكن لهذه المبادرة أن تؤسس لبنة في الصحوة الشعبية تجاه مجلس النواب، وكيفية اختيار أعضائه وانتقائهم، من خلال تصور واضح عن صفات النائب المطلوب والمناسب"، مشددا في الوقت ذاته على "ضرورة استمرارية المبادرة علاوة على مأسستها، وذلك من أجل كشف الخلل في الأداء البرلماني الذي يشعر به ويلاحظه الناخب الأردني".
وحذّر الكاتب الصحفي من "فشل هذه المبادرة في إيصال النائب المناسب لمجلس النواب، لأن ذلك سيزيد من حالة الصدمة والإحباط لدى الشارع الأردني من السلطة التشريعية، ويزيد من الصورة القاتمة عن الأداء النيابي".
وأنهى راكان الأزايدة حديثه لـ"عربي21" بقوله: "إن الوطن يحتاج لمثل هذه المبادرات، ومثل هذا الوعي، ولكن ضمن تصور واضح، وترجمة حقيقية على أرض الواقع، بناء على تخطيط سليم، ورؤية بعيدة المدى متناسبة مع الحدث، أما بغير ذلك فإن المبادرة مصيرها الفشل وهذا ما لا نرضاه".
إلى ذلك، لاقت المبادرة على صفحتها في "فيسبوك"، تعليقات إيجابية ومؤيدة وداعمة، حيث رأى الناشط سعد الشوش أن المبادرة "فكرة رائدة وتوقيت مناسب للعمل على اختيار خيرة الخيرة من أبناء مجتمعنا ليكونوا نواب وطن للولوج إلى مرحلة جديدة، وبالتالي الوصول إلى الحكومات البرلمانية".
أما شادي العوايشة، أبدى رأيه في صفحة المبادرة قائلا: "بات من الواجب أن تتشابك العقول الواعية لتبني صرحا مشيدا وسياجا منيعا يحمي مركب الوطن ويحفظ توازنه"، فيما تمنى متفاعل آخر هو صدام الدعجة في تعليقه "الوصول إلى نائب وطن يحمل هم الوطن على عاتقه".
وكتب إبراهيم المجالي: "ليكون هناك برلمان حقيقي، يجب أن يكون هناك ناخب حقيقي، وقانون حقيقي، ومرشح حقيقي، وظروف صحيحة، والناخب الحقيقي هو ذلك المواطن الواعي الذي يختار في ظروف صحيحة والظرف الصحيح، هو أن يكون الناخب بعيدا عن تأثيرات الفقر والحاجة، والمرشح الحقيقي الذي يترشح ضمن برنامج سياسي وليس رصيد مالي".
بينما رأى يوسف العابد من خلال ما كتب على صفحة المبادرة، أن على النائب أن "يتقدم ليرشح نفسه فقط ليخدم الأمة للصالح العام، بعيدا عن المصالح الخاصة وخدمة العشيرة والتعيينات وتنظيم الأراضي واستعمال هيلمان السلطة".