بعيدا عن أخبار أزمة اللاجئين السوريين الذين يحاولون العبور إلى أوروبا هذه الأيام، تنشغل ناشطات أردنيات بالتطوع ضمن المنظمات الإنسانية المحلية والعالمية، التي يتبلور معظم عملها في تخفيف المعاناة عن العائلات السورية عامة، وعن الأطفال الذين مزقت قلوبهم آلة الحرب بشكل خاص.
في هذا السياق، قالت مسؤولة الاتصال المجتمعي في منظمة "ميدير" الإنسانية، منتهى الكيلاني: "نقدم المساعدات المالية والصحية للاجئين السوريين في مدينتي المفرق وإربد شمال الأردن، إضافة إلى تقديم الدعم المعنوي".
وأضافت الكيلاني لـ"
عربي21" "بدأت متطوعة في خدمة اللاجئين الفارين من جحيم الحرب بهدف زرع الابتسامة والأمل في نفوسهم، والمساهمة بصنع فارق بسيط في حياة الأطفال"، مؤكدة "شعورها بالفخر واحترام الذات لما تقدمه من مساعدة للآخرين".
فيما أكدت الشابة هبة البشابشة (27 سنة) التي تعمل ضمن مؤسسة "أورانتس" أنها سعت لتقديم الخدمات للاجئين منذ بداية الثورة السورية، من خلال "مخيم البشابشة" الخاص بعائلتها، في مدينة الرمثا الشمالية، الذي كان أول سكن للاجئين السوريين في الأردن.
وتابعت البشابشة في حديثها لـ"
عربي21": "انتقلت بعدها للعمل ضمن مخيم
الزعتري، ومن ثم مساعدة العائلات بتوفير السكن الجيد، وتوفير المنح الدراسية للطلاب السوريين داخل الجامعات الأردنية".
وأشارت البشابشة إلى أن عملها ضمن منظمة "أورانتس" يهتم أيضا بتقديم الخدمات والإغاثة لمحافظات الجنوب السوري (غوطتي دمشق، درعا، القنيطرة)، فيما عبرت عن رفضها لمصطلح "اللاجئين" ودعت لاستبداله بمصطلح "الإخوة السوريين".
أما الشابة منسقة برنامج تطوير وتمكين المرأة في منظمة "نيكو اليابانية"، آمال الزيودي (25 سنة)، فتقول: "نهتم بالدرجة الأولى بكسر الحاجز بين أخواتنا السوريات ودمجهن مع النساء الأردنيات".
وأوضحت الزيودي لـ"
عربي21" أن "المنظمة تقدم دورات خاصة للنساء السوريات والأردنيات في الخياطة والتطريز والطبخ تحت مسمى (JORIA)، بهدف تأمين أعمال منزلية لهن يستطعن من خلالها الحصول على مردود مادي".
وأضافت الزيودي: "الإنسانية هي القدرة على مساعدة المحتاجين، والشيء الأهم لدي هو رؤية أم قادرة على تأمين دخل أطفالها، وألا يناموا جوعى ضمن هذه الظروف الكارثية التي يمر بها الشعب السوري"، بحسب تعبيرها.
من جهتها، لخصت مدربة الدعم النفسي الاجتماعي لدى الهلال الأحمر القطري ومركز الأميرة بسمة، نارمين ثلجي، تجربتها في العمل التطوعي، وذلك عبر تقديم جلسات تفريغية للأطفال السوريين داخل مخيم الزعتري، بواسطة اللعب والدراما، واستخدام مهارات تساعدهم على التعبير عن ذواتهم وتخفيف معاناتهم النفسية جراء الحرب، ودمجهم بالمجتمع المحلي.
وبيّنت ثلجي أن "فئة الأطفال تحتاج لجهد مضاعف، بسبب حجم الضغوطات النفسية والاجتماعية والصحية والاقتصادية، إلا أن تعلقها بهم ورفض ترك مسافة أمان بينها وبينهم، باعتبارهم أصبحوا جزءا من حياتها الخاصة، جعل منها محط انتقاد دائم من فريق العمل".
بينما استهلت مدربة مهارات في منظمة "اليونيسيف" إسلام زريقات، حديثها بمشاعر امتزجت بين الفرح والعاطفة والفخر لما قدمته للشبان والفتيات السوريين، حيث استلمت فئات عمرية مختلفة لمساعدتهم على التأقلم مع بيئة حياة جديدة وعادات مختلفة.
وأضافت زريقات لـ"
عربي21" بقولها "أثرت بهؤلاء الفتيات والشبان وتأثرت بهم، لدرجة أصبحت أشعر بأني سورية المولد"، بحسب تعبيرها.
وتابعت: "كافحت لكسر حاجز الخوف لدى الشبان، وحاجز الخجل الشديد لدى الفتيات، فظهر لي كمٌّ كبير من المواهب والإبداع بداخلهم"، مشددة من خلال لقائها بالمتدربين على "ضرورة عدم الخجل من التعريف عن أنفسهم بأنهم سوريون وقادرون على بناء حياة جديدة في بلدهم مستقبلا".
إلى ذلك، أبدت الشابات الأردنيات
المتطوعات خلال حديثهن مع "
عربي21"؛ استياءهن من محاولات "فئة أردنية قليلة" تدعم النظام السوري؛ تصوير المجتمع المحلي على أنه متذمر من قضية اللاجئين وغير راغب ببقائهم على أراضي المملكة.
يشار إلى أن عدد المنظمات التطوعية المحلية تزايدت بأعداد كبيرة مع بدء قدوم اللاجئين السوريين إلى الأردن، في حين تقدم معظم الفتيات المتطوعات خدماتهن في مجالات الإغاثة والصحة والدعم النفسي والرعاية الاجتماعية بشكل شبه مجاني.