أثارت تصريحات وتصريحات مضادة، بين وزير في حكومة عبد المالك سلال ورجل أعمال معروف، جدلا واسعا في
الجزائر، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت "الحرب" بين "السياسي" و"المليادير" واحدة من تداعيات التغييرات التي أجراها الرئيس
بوتفليقة على جهاز
المخابرات قبل شهر.
الحرب الكلامية الحامية الوطيس التي اندلعت بين
وزير الصناعة الجزائري، عبد السلام بوشوارب، ورجل الأعمال المعروف إيسعد ربراب، بدأت عندما اتهم الثاني الأول بعرقلة مشاريعه الاستثمارية بالبلاد ورد الثاني بأن "ربراب يتحايل على الدولة".
حديث المراقبين، من سياسيين وإعلاميين واقتصاديين، كما عموم الجزائريين، لم يتوقف عند حرب كلامية بين رجلين، كلاهما له نفوذ بالدولة، ولكن عن مدى ارتباط هذه الحرب، بحرب أخرى خفية، تكون انطلقت شرارتها بعد التغييرات التي أجراها الرئيس بوتفليقة على جهاز المخابرات.
وكان الرئيس الجزائري قد أطاح، يوم 13 أيلول / سبتمبر، بأقوى رجل مخابرات بالبلاد منذ 25 سنة، ويتعلق الأمر بالفريق محمد مدين، المكنى "الجنرال توفيق"، حيث أنهى مهامه، وعين اللواء بشير طرطاق خلفا له.
ومعروف عن رجل الأعمال إيسعد ربراب، قربه من رئيس جهاز الاستخبارات السابق، الفريق محمد مدين، بينما وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب، قريب من المحيط الرئاسي.
واتهم الملياردير إيسعد ربراب يوم 20 أيلول/ سبتمبر الجاري، وزير الصناعة، بعرقلة مشاريعه الاستثمارية التي أطلقها بعدد من محافظات الجزائر، بينما رد عبد السلام بوشوارب على رجل الأعمال، باتهامه، بالتزوير عبر استيراد عتاد مستخدم من فرنسا قصد استعماله بمصنع أقامه بمحافظة سطيف شرق الجزائر.
واغتنم الوزير الجزائري فرصة انعقاد مجلس الصناعة المشترك الجزائري التونسي، الذي انعقد يوم 28 أيلول/ سبتمبر الجاري للرد على تصريحات إيسعد ربراب، بينما اتهم هذا الأخير، وزير الصناعة بالكذب.
وتحولت الحرب "الاقتصادية" بين الرجلين إلى "معركة سياسية"، حيث دخلت "حركة مجتمع السلم" المعارضة، خط المواجهة منتقدة ببيان، الخميس، تتوفر صحيفة "
عربي21"، منتقدة "أسلوب تعامل السلطات العمومية مع رجل الأعمال".
وتطرح تساؤلات بالجزائر حيال خلفية الحرب الكلامية بين الرجلين؟، لكن قراءات المتابعين، لا تخرج عن كون صراع الوزير السياسي مع الملياردير، نتيجة طبيعية لتغير موازين القوى، لصالح كفة الرئاسة على حساب كفة المخابرات بعد رحيل رجلها الأول الفريق محمد مدين.
وقال رئيس "الجبهة الوطنية الجزائرية" موسى تواتي، في تصريح لصحيفة "
عربي21"، الخميس إنه "توجد العديد من نقاط الظل في كل ما يجري في الساحة الوطنية منذ فترة وليس فقط ما يتعلق بصراع الرجلين".
وأضاف موسى تواتي "هذه الصراعات بين وزير الصناعة، الذي يمثل جناحا في الحكومة ورجل الأعمال ربراب حلقة أخرى من الصراعات الداخلية التي نعيش تداعياتها وآثارها".
ورفض إيسعد ربراب، تزكية ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية رابعة التي فاز بها، بموجب انتخابات الرئاسة التي جرت بالجزائر يوم 1 نيسان/ أبريل 2014، وذلك خلافا لرجل الأعمال المقرب من الرئاسة علي حداد، الذي قال الأربعاء "حاولت القيام بوساطة بين وزير الصناعة ورجل الأعمال ربراب لكن محاولتي باءت بالفشل".
وقال حفيظ صواليلي، الخبير الاقتصادي الجزائري بتصريح لصحيفة "
عربي21"، الخميس "إن الصراع بين الرجلين بدأ العام الماضي (2014) عندما انتقد الملياردير ربراب العراقيل التي تواجهها استثماراته، وخاصة مجمعه "سيفيتال" الذي يحاول توسيعه، الأمر الذي دفع به إلى الاستثمار خارج الجزائر، حيث اشترى مصنع "برند" للأجهزة الكهرومنزلية في باريس".