كتب كوتولوش تايز: نرى في أيامنا هذه تزايدا كبيرا في عدد الأصوات الموجّهة إلى
الجيش التركي، ولقد صرّح تنظيم "
بي كا كا" لأول مرة في تاريخه بأن حربه في الأساس ضد حزب العدالة والتنمية وليست ضد الجيش التركي. وقال المدير في التجمّعات الكردية "دوران كالكان": "الجيش لا ينضم لأي مؤامرة يدبّرها حزب العدالة والتنمية، ونحن في هذه الحالة لن نشتبك معه ولن نقوم بقتاله بالتأكيد".
نداءات للضغط على الجيش التركي
النداءات الموجهة إلى الجيش لم تعد مقتصرة على تنظيم "بي كا كا"، فقد صرّح حزبا "الحركة القومية" و"الشعب الجمهوري" بادّعاءات أن الجيش يتحوّل إلى جيش تابع للقصر (لمؤسّسة الرئاسة). وزادت الادعاءات الموجّهة إلى الجيش التركي كذلك من قبل الإعلام المعارض، وكلها تحمل المعنى نفسه.
نرى بوضوح أن هذه الدعوات تعمل على الضغط على الجيش التركي، لقد بدأوا بعملية على الجيش التركي مع بدء أحداث الإرهاب في 7 حزيران/ يونيو، وقاموا باستهداف الشرطة والجيش مدّعين أنهم حراس القصر، مع أن الوظيفة الأساسية للجيش والتي يقوم بها حاليا هي حماية الوطن والشعب، وإطلاق ادعاءات بأن الجيش حارس للقصر؛ يعني أن تعطى المشروعية للأعمال الإرهابية وهو أمر غير أخلاقي ويعتبر جريمة قانونية.
سلب صفة الشعبية من الجيش
البعد الآخر المهم لهذه الدعوات هو تحويل الجيش التركي لجيش يشبه جيش بشار الأسد، لأن الجيش التركي هو الجيش الوحيد الذي له صفة "الشعبية" في المنطقة، ولا توجد له خصائص تفصله عن الشعب مثل جيش صدام أو جيش القذافي، وهو ليس جيشا يتحرّك للانقلاب بدعوات الغرب كالجيش المصري. الجيش التركي مؤسسة لها دور كبير في حماية الحدود التركية، وموجودة من أجل الشعب وبأمر الشعب.
في الوقت الحالي تثار الدعوات لتقسيم الجيش التركي، فيما يحاولون من ناحية أخرى جرّه نحو الانقسام، وفي الوقت الذي يُستَهدَف فيه أفراد الجيش التركي بالألغام؛ تثور ادّعاءاتهم حول كون الجيش التركي حارسا للقصر.
محاولات الغرب لإضعاف الجيش التركي
إذا استطاع تنظيم العمال الكردستاني تحويل مدينة "جزره" إلى "كوباني" أخرى، فستزيد الحملة من ضغطها على الجيش التركي من أجل تقسيمه، لقد استخدم الغرب الجيش التركي سابقا كعصاة يدير بها الشعب التركي، وقاموا بالتشجيع على الانقلابات، ودعموها، ولكن الجيش التركي عاد إلى الشعب ودعمه، لهذا فإن استراتيجية الغرب الجديدة هي إضعاف الجيش التركي طالما هو لا يقبل بالانقلابات، لأنه إذا كان عليهم أن يقوموا بعملية داخل الحدود التركية فإن عليهم إضعاف الجيش التركي، ويمكن الآن فهم العمليات التي كان التنظيم الموازي يقوم بها ضد الجيش التركي بشكل أوضح، لأن الدول التي يتدخّل فيها الغرب لا يمكنه التقدّم فيها خطوة فيها إلا بعد إضعاف الجيش وتفكيكه، والغرب الذي أخذ على عاتقه تمزيق الشرق يعمل على تفكيك العناصر التي يمكن أن تقاومه في عمله هذا، والذين يعملون على إلغاء الحدود الوطنية يعملون أولا على تفكيك المؤسسات الوطنية.
رسالة تهديد إلى رئيس الجمهورية
أظن أن عملية تهديد رئيس الأركان الجديد خلوصي أكار من قِبَل العمال الكردستاني قد شدّت انتباه الكثيرين، وقد كتب القيادي في تنظيم "بي كا كا"، "بيسه هوزات" مقالا يهدّد فيه رئيس الجمهورية رجب طيب
أردوغان ورئيس الأركان خلوصي أكار، ومن المؤكّد أنه مجرد رسول لإيصال هذا التهديد، وكان سبب تهديدهم تصريح رئيس الأركان في اجتماع الناتو حيث وصف فيه تنظيم "بي كا كا" بـ"التنظيم الإرهابي".
ليس من المستغرب أن يكون شركاء تنظيم العمال الكردستاني في تهديد رئيس الجمهورية أردوغان ورئيس الأركان خلوصي أكار شركاء له في الساحة السياسية أيضا.
لا يريد الغرب أن يرى أي مؤسّسة متماسكة تقف إلى جانب الشعب، وحينما يعجز عن هذا الأمر فإنه يستخدم المنظمات الإرهابية، أو يحرّك أدواته الموجودة في الداخل، وللأسف فإن هذه هي نتيجة تهديد رئيس الجمهورية ورئيس الأركان والعمليات الإرهابية التي تجري في المنطقة.
(عن صحيفة "أكشام" التركية - ترجمة وتحرير: تركيا بوست – خاص لـ"عربي21")