قال مسؤولون سابقون وحاليون بالجيش الأمريكي إن الولايات المتحدة ستواصل العمل في نظام الدفاع الصاروخي الإقليمي بمنطقة
الخليج، برغم التقدم بشأن اتفاق
إيران النووي، وحذروا من أن طهران تمتلك أكبر مخزون من صواريخ كروز القصيرة والمتوسطة المدى والصواريخ الباليستية في المنطقة.
جاءت التصريحات أمس الخميس في الوقت الذي فشل فيه بالكاد مسعى يدعمه الجمهوريون، لتعطيل الاتفاق النووي الإيراني في مجلس الشيوخ الأمريكي، فيما يعد نصرا كبيرا للرئيس باراك أوباما يمهد الطريق أمام تنفيذ الاتفاق.
وقال روبرت شير مساعد وزير الدفاع للاستراتيجية والخطط والقدرات للمشرعين، إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ستواصل الضغط من أجل برامج دفاع صاروخية جماعية؛ لأن الاتفاق النووي لا يشمل أنشطة إيران المتعلقة بالصواريخ الباليستية.
وقال أمام اللجنة الفرعية للقوات الاستراتيجية التابعة للجنة القوات المسلحة بمجلس النواب "ما من شك لدي في أن أنشطة الصواريخ الباليستية الإيرانية تمثل خطرا على الولايات المتحدة وعلى حلفائنا وشركائنا في أوروبا وإسرائيل والخليج."
وقال البريجادير جنرال كينيث تودوروف الذي استقال منذ ستة أسابيع من منصبه كنائب مدير وكالة الدفاع الصاروخية الأمريكية، إنه يرى حركة دفع قوية لنشر درع صاروخية في الخليج.
وقال في مؤتمر استضافه تحالف الدفاع الصاروخي وهو منظمة غير ربحية تروج لبرامج الدفاع الصاروخية: "أكبر خطأ يمكن أن يحدث هو أن نقول في حالة تحقق الاتفاق (النووي الإيراني) "يمكن الآن أن نتخلى عن حيطتنا".
وخلال قمة عقدت في مايو/ أيار أكد أوباما ودول مجلس التعاون الخليجي الست المتحالفة معه التزامهم ببناء النظام الدفاعي، بينما كانت واشنطن تحاول تهدئة مخاوف حلفائها الخليجيين من أن تزداد إيران قوة، بعد أن ترفع عنها العقوبات الدولية التجارية والمالية.
وصرح تودوروف بأن بناء نظام متكامل حقا، يتطلب مزيدا من التعاون بين دول الخليج العربية وعملا شاقا للتنسيق وتكامل الأنظمة الموجودة بالفعل في المنطقة.
والهدف "الممكن تطبيقه" هو تحقيق تكامل بين أنظمة الإنذار المبكر الصاروخية التي تستخدمها بالفعل بعض الدول.
وقال مايكل ترونولون المدير السابق للقيادة المركزية المتكاملة لمركز التميز للدفاع الجوي والصاروخي، إن من اللازم أن يتبادل المسؤولون الأمريكيون وحلفاؤهم في الخليج المعلومات عن المخاطر المحتملة، قائلا إن التقدم في الأمن الإلكتروني يقلص من المخاطر التي ينطوي عليها ذلك.
وأضاف أن العقبة الكبرى ليست التكنولوجيا، بل الحواجز السياسية التي حالت دون بذل مزيد من الجهود الجماعية.
وقال ترونولون الذي يعمل الآن في شركة ريثيون الأمريكية لصناعة الأسلحة: "الربط بين كل هذه المجسات سيزيد من إمكانياتنا بقوة."
وذكر أن
الدرع الصاروخية الخليجية ستحتاج أيضا بناء مستودع في المنطقة تخزن فيه قطع الغيار؛ لأن إصلاح الصواريخ المتضررة يستغرق حاليا ما بين عام وعامين؛ لأنها ترسل كلها إلى الولايات المتحدة.
ودعا إلى المزيد من التدريبات الجماعية بين الدول، وقال إن أولوية التركيز ليست على شراء أنظمة سلاح جديدة، بل اتخاذ خطوات لإزالة الحواجز وتحقيق تعاون أفضل بين دول مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف أن مقتل 50 جنديا من الإمارات والبحرين في حرب اليمن الأسبوع الماضي، سيساعد على تعزيز العلاقات بين دول الخليج التي لا تتطابق دوما وجهات نظرها.