أكد الكاتب
الإسرائيلي جدعون ليفي، أن مواطني الولايات المتحدة من أصل فلسطيني تتم إهانتهم عند دخولهم لإسرائيل بشكل روتيني، وممثلو دولتهم في السفارات الأمريكية يرفضون الدفاع عنهم.
وذكر الكاتب مثالا على ذلك كلا من أستاذ اللغات الدكتور جورج خوري، والكاتبة المشهورة سوزان أبو الهوى، وكلاهما يحمل الجنسية الأمريكية وهما من أصول فلسطينية.
وقال ليفي إن هذا شأن أمريكي؛ كيف تتصرف دولة بهذه الطريقة مع مواطنيها الذين يحملون جواز سفرها؟
وفي التفاصيل أشار الكاتب إلى أن سوزان أبو الهوى هي كاتبة أمريكية ناجحة. كتابها "صباحات في جنين" تُرجم إلى 30 لغة وكان الأكثر مبيعا. وكتابها الجديد "الأزرق بين السماء والماء" بيع للدعاية بـ 19 لغة قبل نشره. الحياة تبتسم لكاتبة.. لكن، هناك فقط مشكلة واحدة: منزلها في بنسلفانيا وقلبها في فلسطين.
وأشار ليفي إلى أن والدي سوزان أبو الهوى من سكان القدس في الطور، أصبحا لاجئين رغم أنفهما في 1967 حيث لم يُسمح لهم بالعودة إلى مدينتهما، وبعد انفصالهما تجولت ابنتهما في العالم بين دار الأيتام في القدس الشرقية إلى عائلة متبنية في جنوب كارولاينا. زيارة لها في جنين بعد عملية "الجدار الواقي" في 2002 أوجدت كتابها الأول وتدخلها في السياسة. أسست أبو الهوى جمعية لبناء الملاعب والحدائق للأطفال في المناطق المحتلة وفي لبنان، وأصبحت مؤيدة واضحة لحركة "بي دي أس". وهذه جريمتها.
ونوه إلى أن أبو الهوى وصلت يوم الأربعاء الماضي إلى جسر اللنبي لزيارة عائلية في القدس، وزيارة الملاعب التي أقامتها وإجراء المقابلات من أجل كتابها الجديد. كان جواز سفرها الأمريكي في جيبها، وبعد سبع ساعات من الانتظار والتحقيق المهين من ستة محققين ومحققات تم طردها بحجة أنها لم تتعاون مع المحققين.
وقال ليفي: لقد سألها المحققون أسئلة تتعلق بعائلتها وبهدف زيارتها إلى أن فقدت أعصابها وبدأت تصرخ: "كنتم ستموتون كي تكون لكم الجذور التي هي لي في هذا المكان"، وصرخت: "أنتم الذين يجب أن تغادروا وليس أنا. فقد سرقتم أرضي واحتللتموها". وعلى صفحتها في "فيسبوك" لم تقتصد بالكلام: "لقد رفضت مجموعة من الكولونياليين الصهاينة المجانين دخولي إلى وطني".
وختم قصة أبو الهوى بالإشارة إلى أنها في اليوم التالي توجهت إلى السفارة الأمريكية في الأردن على أمل الحصول على المساعدة. السفارة بدورها لم تسمح لها بالدخول ولم تقبل الشكوى. يبدو أنهم يتصرفون هكذا دائما.
وفي القصة الأخرى، أشار ليفي إلى أنه وقبل ذلك بأسبوع وصل الدكتور جورج خوري إلى مطار بن غوريون، وهو من مواليد القدس. خوري أستاذ للغات وحائز على الدكتوراة في الثئولوجيا من جامعة بيركلي، مواطن أمريكي قرر السفر مع الأب الخاص به، برنارد بوجي، في رحلة وزيارة عائلية. وهو يبلغ 70 عاما ولم يزر وطنه منذ 21 عاما.
ونوه إلى أن خوري اعتقد أيضا أن جواز سفره الأمريكي سيمنحه الحق في دخول إسرائيل. لكن خاب أمله. المحقق في مطار بن غوريون قال له: "إسرائيل هذه لنا، هي لليهود، ولا يجب أن يأتي إليها أي فلسطيني". وحاول خوري القول إنه أمريكي، لكن لم يكن هناك من يتحدث معه، وأبلغه المحقق أنه مطرود إلى إيطاليا التي جاء منها واقترح عليه العودة عن طريق جسر اللنبي.
وتابع بأنه، بعد يوم من الاعتقال في ظروف صعبة تم أخذ المحاضر الكهل إلى الطائرة في عربة مع قضبان. وحينما سأل إلى أين يطردونه قال له الشرطي: إلى بوغوتا. خوري خاف. "أنت لست كارلوس؟"، سأله الشرطي وهو على درج الطائرة التي كانت على وشك الإقلاع إلى كولومبيا. وبعد أن اكتشفت الأجهزة الأمنية أن جورج ليس كارلوس، صعد إلى طائرة أخرى.
وختم ليفي بالقول: الآن خوري يجلس في منزله في سان فرانسيسكو وهو غاضب، ومن هناك وصف ما مر عليه. وهو يتهم إسرائيل والولايات المتحدة: "لقد سلبوني حريتي واتحادي مجددا مع وطني وأصدقائي القدماء، وحولوهم إلى كابوس من جهنم"، كتب في موقع "موندفست" – وقلبه يتفطر من الألم، وفقا لـ"ليفي".