دافع الرئيس الأمريكي باراك
أوباما الأربعاء عن الاتفاق مع
إيران حول برنامجها النووي، محذرا المشرعين الأمريكيين من أن رفض الحلول الدبلوماسية سيؤدي إلى الحرب ويهدد مصداقية الولايات المتحدة.
وفي معرض وصفه لنقاش
الكونغرس الاتفاق مع طهران بأنه "أهم نقاش يتعلق بالسياسة الخارجية" خلال عقد، قال أوباما: "إن على الكونغرس ألا يتأثر بضغط المنتقدين، الذين اعتبر أنهم أثبتوا خطأهم.
وأضاف أن "الأشخاص أنفسهم الذين دافعوا عن الحرب في العراق يرفضون الآن
الاتفاق النووي مع إيران"، داعيا المشرعين إلى اختيار الدبلوماسية الأمريكية القوية التقليدية.
ورأى أوباما أنه "من سخرية القدر أن المستفيد الأكبر من هذه الحرب في المنطقة كانت إيران التي عززت موقعها الاستراتيجي عبر إسقاط صدام حسين، عدوها منذ وقت طويل".
وقال أوباما إن "رفضا للاتفاق من جانب الكونغرس سيجعل أي إدارة أمريكية مصممة على منع إيران من حيازة سلاح نووي تواجه خيارا وحيدا: حرب أخرى في الشرق الأوسط. لا أقول ذلك لأكون تحريضيا. إنه واقع".
وأضاف: "إذا أطاح الكونغرس بالاتفاق، فسنفقد أكثر من مجرد القيود على برنامج إيران النووي أو العقوبات التي فرضناها بدقة، سنفقد شيئا أكثر قيمة، المصداقية الأمريكية كقائدة للدبلوماسية، وكمرتكز للنظام العالمي".
وسارع رئيس الحزب الجمهوري راينس بريباس إلى انتقاد ما اعتبره خطابا "صادما" ينبغي أن يشعر أوباما بالعار.
ولطالما اعتبر أوباما أن التصويت لصالح غزو العراق كان خطأ فادحا أدخل الولايات المتحدة في حرب عبثية استمرت ثماني سنوات، وأهرقت فيها الكثير من الدماء.
وفي استشهاده بحرب العراق، التي يعارضها الرأي العام بشكل واسع، للتدليل على الخيار الواجب اتباعه في مسألة الاتفاق مع إيران، ذكّر أوباما بجهود الرئيس الراحل جون كينيدي للحد من التجارب النووية.
وفي خطاب في العام 1963 في الجامعة ذاتها، وقبل بضعة أشهر من اغتياله، دعا كينيدي إلى السلام مع الاتحاد السوفيتي في مواجهة المخاوف من اندلاع حرب نووية.
وأعلن كينيدي آنذاك بذل جهود دبلوماسية للحد من "واحد من أكثر المخاطر التي تواجهها البشرية في العام 1963، وهي استمرار انتشار السلاح النووي".
وقال أوباما إن "الرئيس الشاب قدم رؤية مختلفة. القوة بالنسبة إليه هي قوات مسلحة قوية والاستعداد للوقوف دفاعا عن قيمنا في جميع أنحاء العالم".
وينص الاتفاق النووي على رفع العقوبات عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي، الذي كان الغرب يشتبه بأنه مجرد غطاء لمساعي طهران من أجل حيازة القنبلة النووية.
ومن المتوقع أن يصوت الكونغرس على الاتفاق خلال أسابيع.
وسبق لأوباما أن أكد مرارا أن البديل من الاتفاق الحالي مع إيران هو عمل عسكري ضدها، الأمر الذي ندد به معارضوه، باعتبار أنه معادلة غير صحيحة، لأن البديل بنظرهم هو اتفاق أفضل مع إيران، لا ينص فقط على تفتيش مواقعها وتحديد قدرتها على التخصيب، بل يفكك تماما برنامج طهران النووي.
والجدل الدائر حول البرنامج النووي الإيراني خلق انقساما بين الحزبين داخل الكونغرس؛ حيث يواجه معارضة شديدة من الجمهوريين الذين يسيطرون على المجلسين.
ويحتاج أوباما إلى دعم الديمقراطيين لتفادي إطاحة المشرعين بهذا الاتفاق.
في المقابل، أقر الرئيس الأمريكي بأن إيران قد تستخدم قسما من الأموال التي ستستعيدها إثر رفع العقوبات عنها لتمويل "تنظيمات إرهابية".
لكن أوباما اعتبر أن هذا الأمر يظل أفضل من نظام إيراني، وصفه بـ"الخطير والقمعي"، مسلح نوويا، مشددا على أننا "قادرون على محاسبة" الإيرانيين إذا مارسوا الخداع.
ولم يوفر أوباما إسرائيل في خطابه، مؤكدا أنها الدولة الوحيدة التي عبرت عن معارضتها علنا للاتفاق النووي.
وقال الرئيس الأمريكي إن "كل دول العالم التي عبرت عن موقفها علنا أيدت الاتفاق، باستثناء الحكومة الإسرائيلية".
وأضاف: "لا يمكن لأحد أن يلوم الإسرائيليين لوجود شكوك عميقة لديهم حول إي اتفاق مع حكومة كالحكومة الإيرانية".
لكنه اعتبر أن "إيران مسلحة نوويا تمثل خطرا أكبر على إسرائيل والولايات المتحدة والعالم من إيران تستفيد من العقوبات".