ذكر موقع "إنترسيت" في تقرير أعدته كورا كورير، أن فريقا من الصحافيين والباحثين توصلوا إلى أن مئات المدنيين قتلوا أثناء
الغارات الجوية، التي شنتها الولايات المتحدة ودول أخرى مشاركة في التحالف ضد
تنظيم الدولة، وهو ما يناقض تأكيدات وزارة الدفاع الأمريكية بأن مدنييَن فقط قتلا نتيجة الغارات التي يشنها التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة على
العراق منذ آب/ أغسطس 2014، وسوريا منذ أيلول/ سبتمبر 2014.
وأعدت التقرير مجموعة غير ربحية اسمها "إيروورز"، وهي التي تقوم بمتابعة الغارات الجوية التي تقوم بها طائرات التحالف ضد مواقع مفترضة لتنظيم الدولة.
ويقول الموقع إن المجموعة وثقت مقتل ما بين 459 إلى 591 مدنيا، جراء 52 غارة تم التأكد منها. وفي واحدة من الغارات التي ضربت بلدة الباب في
سوريا، قتل 58 سجينا، حيث ضربت الطائرات واحدا من المقرات التي يستخدمها التنظيم سجنا في البلدة، وأصابت الغارة نساء وأطفالا.
وتشير الكاتبة إلى أن التقرير جاء في الذكرى السنوية لبدء الغارات الجوية على العراق، التي تحل يوم السبت المقبل. فقد شنت قوات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، ويضم السعودية وأستراليا وفرنسا والإمارات العربية المتحدة وكندا وعدد آخر من دول الخليح والدول الأوروبية، أكثر من 5800 غارة ضد التنظيم في كل من العراق وسوريا.
ويورد التقرير أن مجموعة "إيروورز" قد لاحظت أن التحالف الدولي يقدر عدد
القتلى من بين المقاتلين التابعين للتنظيم بما بين 10 آلاف إلى 13 ألف مقاتل، فيما تم تدمير حوالي ألفي بناية.
ويرى معد التقرير الصحافي كريس وودز أن هناك "فجوة" بين الأرقام الرسمية عن الحرب، وبين الأرقام التي أجمعت عليها جماعات المراقبة للحرب في سوريا والعراق، التي تقدر عدد المدنيين الذين سقطوا بالمئات.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن المجموعة نشرت بحثها، مقدمة أمثلة عن الضحايا المدنيين، وضمنت التقرير أسماء وصور أكثر من 260 ضحية.
ويبين الموقع أنه حتى الآن اعترفت القيادة المركزية للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط بمقتل مدنيين فقط جراء القصف الأمريكي على مواقع تنظيم الدولة. وقالت إن فتاتين ربما قتلتا جراء غارة حصلت في تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي.
وينقل التقرير عن وودز قوله إن المعلومات من محاور الحرب، وإن كانت متقطعة، ومن الصعب التأكد منها، إلا أن تقارير عن مقتل مدنيين وصور مريعة لهم، غالبا ما تنشر وخلال 24 ساعة من وقوع الغارة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكتب وودز قائلا: "إن سياسة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بالتقليل من المزاعم أو نفيها عن مقتل ضحايا غير مقاتلين، ليست معقولة، وتعطي تنظيم الدولة والقوى الأخرى أداة قوية للدعاية".
ولاحظ التقرير أن تنظيم الدولة ونظام الرئيس السوري بشار الأسد، قد قتلا الآلاف من المدنيين، بعدد يفوق ما قتلته قوات التحالف.
ويذكر التقرير بالمدى الذي وصلت إليه الحملة الجوية الأمريكية في العراق وسوريا، حيث لم يعد الرأي العام يهتم بفعاليتها. ولم يصدر الكونغرس حتى الآن قرارا يشرع الحرب، وناقش المشرعون في الشتاء الحملة التي أعلن عنها الرئيس باراك أوباما، التي وضعت حدودا للعملية لمدة ثلاث سنوات، وقيودا حول إرسال القوات البرية، لكن النقاشات فشلت في إصدار تشريعات حول الحرب.
ويختم "إنترسيت" تقريره بالإشارة إلى أنه بدلا من حديث الكونغرس عن ضحايا الحرب المدنيين، فقد تركز النقاش حول برنامج تدريب المعارضة السورية "المعتدلة"، حيث لم تخرج وزارة الدفاع سوى 60 مقاتلا للمشاركة في مواجهة تنظيم الدولة.