وصفت جريدة لوموند الفرنسية موافقة
تركيا على السماح للولايات المتحدة الأمريكية باستخدام قواعدها الجوية القريبة من حدودها السورية في ضرباتها الجوية ضد تنظيم الدولة بـ"نقطة تحول في الحرب على تنظيم الدولة في العراق والشام".
وحسب تقرير الجريدة، الذي ترجمه "
عربي 21"، فإن الأمر يتعلق بسماح الأتراك للولايات المتحدة الأمريكية باستخدام قاعدتي "اينسيرليك" و "ديار بكير"، وهو الأمر الذي تم الاتفاق عليه في مكالمة هاتفية بين الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، ونظيره الأمريكي باراك
أوباما، كما ينص الاتفاق بين الطرفين على مشاركة الأتراك في الضربات على الأراضي السورية.
أشياء كانت إلى وقت قريب من الأمور المستبعدة لدى الحكومة التركية، يورد المصدر ذاته، فتركيا عضو حلف شمال الأطلسي لم تكن تسمح بإقلاع أي طائرة من نوع "إفـ16" انطلاقا من أراضيها، على الرغم من سماحها بذلك مؤخرا للطائرات بدون طيار، هذا ناهيك عن كون مشاركة الجنود الأتراك في العمليات القتالية كان أمرا غير وارد.
وأرجعت الجريدة التحول الذي عرفه الموقف التركي إلى عدة عوامل، الأساسي فيها هو كون تركيا تقع جغرافيا على الخط الأول للأزمة السورية، إلى جانب كونها غير قادرة على مقاربة ما يناهز 900 كيلومترا من الحدود البرية مع سوريا، على الرغم من شنها عدة حملات في الشهور الأخيرة لإيقاف تدفق الجهاديين عبر أراضيها.
هذا بالإضافة إلى كونها تخشى من المرور إلى الأسوأ مع التنظيم الذي يحتفظ بـ"ذكريات سيئة" عن تعاملها معه خلال اضطرارها إلى مفاوضته إبان حادث احتجاز رهائن في قنصليتها بالعراق شهر أيلول/شتنبر عام 2014، وهو الحادث الذي انتظر الأتراك بعده عشرة أشهر لحسم موقفهم من المشاركة بطريقة أكثر فعالية في الحرب الدولية على "
داعش"، تقول "لوموند".
وأوضح المصدر ذاته أن تركيا واجهت انتقادات عديدة من طرف حلفائها الغربيين بسبب ابتعادها مدة كبيرة عن المشاركة الفعلية في حربهم على التنظيم، حيث كانت تشترط في مقابل ذلك جعل الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد من بين أهداف التحالف، هذا إلى جانب إنشاء منطقة حظر جوي في شمال سوريا.
وفي هذا الصدد، تساءلت الجريدة عن إدراج النقطة المتعلقة بخلق منطقة مستثناة من الضربات في الاتفاق الذي لم يتم الكشف عن تفاصيله لحد الساعة.
إلى ذلك، أوردت "لوموند" أن ردود الفعل حول هذا الاتفاق لم تتأخر كثيرا، حيث تم تسجيل حدوث مواجهات على الحدود التركية - السورية غير بعيد عن منطقة "غازي عنتاب" حيث استهدف مجموعة من "الجهاديين" جنودا أتراك، بعد حيلولة هؤلاء دون السماح لمجموعة من أعضاء تنظيم الدولة بإدخال زميلهم المصاب إلى الأراضي التركية، وهي الممارسة التي كانت شائعة إلى وقت قريب، حيث تنقل المجموعات المتقاتلة في سوريا مصابيها للاستشفاء في مستشفيات المناطق الحدودية لتركيا.
وخلصت الجريدة إلى أن الهجوم الأخير الذي عرفته تركيا والذي أودى بحياة أكثر من ثلاثين شابا تلته حرب شاملة على "تنظيم الدولة" من طرف الأتراك، حيث تم نشر أزيد من 5000 شرطي تركي صباح الجمعة، في جميع أنحاء البلاد، في عملية كبيرة ضد مقاتلي التنظيم والمقاتلين الأكراد المنتمين لحزب العمال الكردستاني المحظور، وهي العملية التي أدت إلى اعتقال أزيد من 250 شخصا