تساءل معلقون عن السبب الذي دفع
تنظيم الدولة في العراق والشام لتوجيه عملياته ضد
تركيا، فخلال العامين الماضيين تجنب التنظيم المواجهة مع الدولة التركية، وذلك لأن تركيا ظلت المعبر الرئيس لنقل الأسلحة والمقاتلين إلى مناطقه في داخل
سوريا. فقد عبر عشرات الآلاف من المقاتلين إلى مناطق ما تعرف بـ"الخلافة"، بينهم مقاتلون من بريطانيا ودول أوروبا الغربية.
ويشير توم كوغلان في تقريره نشرته صحيفة "التايمز"، إلى أنه نظرا للموقف التركي المؤيد للمعارضة السورية، فقد اتهمت المعارضة التركية الرئيس رجب طيب
أردوغان ورئيس وزرائه أحمد داوود أوغلو بالتعايش مع تنظيم الدولة، بل وذهب آخرون في المعارضة إلى توجيه الاتهامات للحكومة بتقديم الدعم السري للجهاديين. وكان سبب الاتهام أن الحكومة التركية تعاملت مع الجهاديين باعتبارهم خطرا أقل من المتمردين
الأكراد في شمال شرق سوريا.
وتستدرك الصحيفة بأن الهجوم الذي نفذ يوم أمس، وقتل فيه أكثر من 30 شخصا، يشير إلى أن حسابات التنظيم قد تغيرت، فقد جاء بعد أسبوعين من طلب وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر من الحكومة التركية رفع درجة الضغط على التنظيم، وحركة المقاتلين المارين عبر الحدود والبضائع المتبادلة بالتهريب.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الحكومة التركية ردت بتبني سياسة أطلق النار واقتل على من يقبض عليه وهو يحاول عبور الحدود التركية الطويلة مع سوريا، ما جعل من الحياة صعبة على المهربين، الذين يحاولون تهريب الأشخاص والسلاح والبضائع من وإلى سوريا.
ويجد الكاتب أن خسائر التنظيم على الأرض، التي تكبدها في معاركه مع الأكراد الذين يلقون دعما من القوات الأمريكية، ربما كانت وراء تغير سياسة التنظيم تجاه تركيا. فبعد خسارته بلدة تل أبيض وتوسع سيطرة الأكراد السوريين على مناطق كانت في يد التنظيم لم يعد لديه سوى بضعة كيلومترات تربط عاصمته الرقة مع الحدود التركية.
وتبين الصحيفة أن التنظيم قد يستخدم شبكة الدعم الموجودة لديه في داخل تركيا، ويفعل خلاياه النائمة من أجل استهداف السياحة التركية، التي تمثل جزءا كبيرا من الدخل القومي السنوي.
ويفيد التقرير بأن الحكومة التركية كانت قد اعتقلت عددا من المرتبطين بالتنظيم، وحجبت مواقع جهادية، وفي الشهر الماضي وعد موقع متعاطف مع التنظيم ناطق باللغة التركية بقرب فتح القسطنطينية/ إسطنبول، فيما حذر موقع آخر، يزعم أنه يمثل الجناح الإعلامي للتنظيم، قائلا إن "على الحكومة التركية ألا تنسى أنها بتضييقها على حرية المسلمين، الذين لم يتسببوا لها بالأذى، فإنهم قد ينتقمون منها".
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن انتحارية يعتقد أن عمرها 18 عاما قد فجرت نفسها في مركز ثقافي كردي في بلدة سورس القريبة من عين العرب/ كوباني.