قال الكاتب اللبناني غسان بركات، إن "الطائفة الشيعية تخضع لرحمة وأوامر حزب الله الذين فرضوا أنفسهم قيّمين على أمور الطائفة".
وفي مقاله على موقع "جنوبية"، الشيعي اللبناني المعارض لسياسات حزب الله، بعنوان "إيران الفارسية فرحة وأمهات الضاحية يذرفن الدموع"، انتقد بركات إرسال حزب الله للشباب إلى
سوريا، معتبرا أن "أصحاب العمائم في حزب الله استغلوا ضعف عقول الناس من خلال ممارسة الخداع السياسي عليهم، وتحريف الدين عن أطره الصحيحة"، واصفا إياهم بـ"جلادي الطائفة الشيعية".
وقال بركات في مقاله إن "الأمر بأصحاب العمائم إلى إرسال الفتيان القاصرين إلى محرقة المصالح الإيرانية أو "الهولوكوست" الفارسية داخل سورية، غير آبهين للنتائج السلبية لتلك المحرقة التي انعكست مآسي وأحزانا على الطائفة الشيعية في كل من الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع، فقط من أجل المصالح القومية للجمهورية الإيرانية الفارسية"، على حد قوله.
واعتبر الكاتب أن حزب الله أرسل الشباب إلى سوريا "بسبب ولائهم الديني والسياسي الأعمى للجمهورية الفارسية. خاصة بعد أن اشتعلت ساحات وشوارع ايران بالتهليلات والابتهاجات والأفراح الشعبية، إثر توقيعها على الاتفاق النهائي للمشروع النووي الخاص لمصلحة الجمهورية الإيرانية فقط دون سواها".
وقال الكاتب إن هذه الأفراح في إيران تحولت في الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع إلى "مجالس عزاء وأتراح تذرف بها الدموع الأمهات حسرة؛ بسبب عودة أبنائهم من الداخل السوري جثثا هامدة داخل صناديق خشبية، قتلوا قربانا على مذابح قضية جهاد غامضة غير مفهومة العقيدة"، مقابل تعزيز مكانة إيران الدبلوماسية والسياسية على طاولة المفاوضات مع المجتمع الدولي بشأن ملفها النووي، على حد قوله.
وخاطب الكاتب أصحاب العمائم في حزب الله بقوله: "، تآمرا على مصالح الطائفة وأبنائها، أيها المؤتمرون بأوامر التكاليف الشرعية القادمة من بلاد الشاه الدينية الفارسية. وبعد أن حولتم المقاومة إلى ثلة مجرمين يقتلون ويفتكون باسم الدين، ومحتلين على أرض ليست أرضنا غنية بالصراعات متعددة المصالح، لا تمت لنا بأي صلة، لا من قريب ولا حتى من بعيد، سوى من أجل تنفيذ الأوامر العليا للقائد الأعلى للثورة الإيرانية المرشد علي خامنئي، وذلك من أجل المصالح القومية الإيرانية التي هي فوق كل اعتبار".
وفي لهجة مشحونة، تابع غسبان بركات بقوله: "كفى، لقد حولتم منابر الحسينيات لخطاباتكم الضالة الكريهة بروائح الطائفية والمذهبية، وشحن النفوس بالكلام الباطل بهدف اللعب بعقول المناصرين والأتباع من أجل إرسالهم إلى هولوكوست الحرب السورية"، متابعا بالقول: "كفى تنصيب أنفسكم أولياء على أمور الطائفة الشيعية في لبنان دون استشارة أحد، وعدم احترافكم إلا فنون الكذب والنفاق في إطلاق الشعارات والخطابات الرنانة من على المنابر، والترويج للانتصارات الوهمية، وتحديدا بعد حرب تموز 2006 الأليمة، وحرب سورية واليمن والعراق".
وأضاف: "كفى، بعدما أعطيتم لتدخلكم في الشأن السوري تبريرات وحججا ضمن عناوين وشعارات عدة متزلفة وباطلة على سبيل الذكر، (حماية المقاومة من المخطط المشترك بين المعارضة السورية والصهيونية وأميركا)، لتنتقلوا مباشرة إلى شعار المذهبية والطائفية (لن تسبى السيدة زينب مرتين)، بعدها إلى شعار المتاجرة بحماية الوجود الشيعي (حماية اللبنانيين والمقدسات الشيعية من التكفيريين الإرهابيين داخل الأراضي السورية)، لتقفزوا إلى مسمى (الحرب الاستباقية ضد خطر التكفيريين من عبور الحدود إلى الداخل اللبناني)، وأخيرا المعادلة الجديدة التي أطلقت مؤخرا، (إن طريق القدس لا تمر إلا من القلمون والزبداني وحلب)".
واختتم بركات بالقول: "بالله عليكم يا أصحاب العمائم في حزب الله، كفى رعبا وتخويفا لأبناء الطائفة الشيعية، كفى موتا بحجة الجهاد، هذه الطائفة الكريمة بأخلاقها وثقافتها العلمية وحبها لثقافة الحياة، ستبقى رغما عنكم جليلة بوفائها للفكر الحر، ومتمسّكة دوما بحرية التعبير".