أحرزت الفصائل السورية المعارضة في مدينة
الزبداني السورية المحاذية للحدود
اللبنانية تقدما واسعا على حساب قوات النظام السوري ومليشيات
حزب الله اللبناني، بعد اشتباكات عنيفة منذ أمس الاثنين.
واضطر تقدم المعارضة مليشيات حزب الله المدعومة بكوادر إيرانية من الحرس الجمهوري إلى تبديل خطة المعركة، وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" أن "خطة المعركة تبدلت من تكتيك الحسم الخاطف والسريع، إلى استراتيجية التضييق وقطع خطوط الإمداد عن مقاتلي المعارضة وفرض طوق على المدينة، في محاولة لاستنزاف المقاتلين في داخلها".
من جانبها، قالت وكالة الأنباء السورية التابعة للنظام "سانا"، إن وحدات جيش النظام وبالتعاون مع "المقاومة اللبنانية" ضيقت الخناق على "التنظيمات الإرهابية التكفيرية" في مدينة الزبداني الثلاثاء، على عدة خطوط ونقاط حيوية في سهل الزبداني.
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري، أن الجيش ومليشيات حزب الله اللبناني أحكمت سيطرتها على كل من درب الكلاسة ودرب حصبة ومرج الكسارة في سهل الزبداني، والتي كانت تشكل خطوط إمداد رئيسة من أسلحة وذخائر لفصائل المعارضة.
وقتل نحو سبعين مقاتلا من الفصائل المعارضة للنظام السوري وحزب الله اللبناني الداعم لقوات النظام في مدينة الزبداني السورية الحدودية مع لبنان، منذ بدء عملية عسكرية واسعة فيها قبل أكثر من أسبوعين، بحسب ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد في بريد إلكتروني: "ارتفع عدد مقاتلي الفصائل الإسلامية والمقاتلين المحليين الذين تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق استشهادهم منذ الرابع من تموز/ يوليو الجاري إلى 46 في اشتباكات في مدينة الزبداني ومحيطها، إثر هجوم نفذه حزب الله اللبناني مدعما بعناصر الفرقة الرابعة ومسلحين موالين للنظام على المدينة، بغية السيطرة عليها".
ووثق المرصد "مقتل 21 عنصرا على الأقل من حزب الله اللبناني خلال الهجوم ذاته، والذي دخل يومه السادس عشر".
وترافق الهجوم مع قصف جوي كثيف بالصواريخ والبراميل المتفجرة، أحصى المرصد سقوط حوالي 600 منها على المدينة.
ودخل المهاجمون أجزاء بسيطة من المدينة في اليوم التالي للهجوم، ثم أحرزوا تقدما صغيرا إضافيا في نهاية الأسبوع، إذ إنهم سيطروا على تلة بقين ودرب الشام في جنوب المدينة.
وأوضح المرصد وناشطون أن غالبية المقاتلين في الفصائل في الزبداني من أبناء المنطقة، ومن حركة أحرار الشام الإسلامية.
وتشرف الزبداني على الطريق العام بين دمشق وبيروت. وتعتبر استراتيجية لحزب الله أكثر منها لمقاتلي المعارضة المحاصرين منذ أكثر من سنتين فيها. ومن شأن سيطرة الحزب عليها أن تسهل تنقلاته وإمداداته بين
سوريا ولبنان.
وخلت الزبداني مع تطور النزاع تدريجيا من سكانها، لا سيما بسبب نقص الغذاء والمواد الطبية نتيجة الحصار، ولم يبق فيها إلا بضعة آلاف من المدنيين الذين يقيمون خصوصا في الأحياء الشرقية، بحسب ناشطين.