نشرت صحيفة "نوفيل أبسرفتور" الفرنسية تقريرا حول التونسي سيف الله بن حسين، المعروف باسمه الحركي "أبو عياض"، عرضت فيه مسيرة هذا الرجل من أفغانستان إلى تونس ثم ليبيا، ودوره في تجنيد الشباب وشن هجمات على الأراضي التونسية.
وأوردت الصحيفة، في تقريرها الذي أعدته الصحفية "سيلين لوساتو"، وترجمته "
عربي21"، أن زعيم تيار أنصار الشريعة بتونس، سيف الله بن حسين، يفترض أنه قتل في غارة أمريكية في ليبيا يوم 15 حزيران/ يونيو الماضي، ولكن إلى حد الآن لم يتم العثور على الجثة ولا على أثار الحمض النووي، رغم أن المخابرات الأمريكية ترجح مقتله.
ونقلت "نوفيل أبسرفاتور" عن مصدر أميركي مسؤول، إشترط عدم ذكر اسمه نظرا لحساسية هذه المعلومات العسكرية، أن المعلومات التي نشرها الراديو التونسي "موزاييك" عن مقتل سيف الدين بن حسين المعروف بأبي عياض صحيحة، وأن مقتله كان خلال الشهر الماضي عقب ضربة جوية أمريكية في ليبيا كانت تستهدف زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مختار بلمختار.
واعتبرت الصحيفة أنه إذا تأكد مقتل أبي عياض، فإن صفحة من تاريخ تنظيم القاعدة تم طيها، وذلك بعد أيام قليلة من الهجوم الذي جرى في سوسة والذي تسبب بمقتل 38 سائح أجنبي.
وذكرت الصحيفة أن أبو عياض من مدينة بورقيبة، التي تبعد حوالي 60 كيلومترا شمال تونس العاصمة، وكان أكثر المطلوبين من قبل قوات الأمن التونسية، ليستقر في ليبيا منذ عام 2013، والتي جعلها قاعدته الخلفية، حيث يدير فيها معسكرات لتدريب المقاتلين، مع تنظيم عمليات تسلل لخلايا سرية إلى تونس.
وقالت الصحيفة إن أبو عياض "غادر تونس مبكرا للانضمام إلى تنظيم القاعدة في أفغانستان خلال تسعينيات القرن العشرين، وتدرج في السلم الهرمي لهذا التنظيم حتى أصبح ضمن دائرة العشرة المقربين من بن لادن. وفي عام 2001، كان هو من قام بتقديم الانتحاريين المكلفين بقتل أحمد شاه مسعود، قبل يومين من هجمات 11 أيلول/ سبتمبر .
وبينت الصحيفة أن أبو عياض كان يقاتل جنبا إلى جنب مع بن لادن في تورا بورا قبل أن يفر إلى باكستان ثم إلى تركيا. وفي تركيا ألقي القبض عليه وتم تسليمه إلى تونس في عهد بن علي ليتم الزج به في السجن.
وذكرت الصحيفة أن العفو التشريعي العام الذي تم إسناده لكل السجناء السياسيين بعد ثورة 2011، كان وراء إفراغ السجون في البلاد ما سمح بخروج أبي عياض، الذي أسس على الفور التنظيم المتطرف "أنصار الشريعة". وتم تقديم هذا التنظيم في البداية على أنه حركة سياسية ذات أنشطة خيرية متنوعة.
وأضافت أن تنظيم أنصار الشريعة بدأ بتجنيد العديد من الشبان التونسيين الذين أصيبوا بخيبة أمل جراء نتائج الثورة وعدم تحسن الوضع الاقتصادي في البلاد، كما قام بتسفير عدد كبير من المجندين الشباب المغادرين إلى سوريا والعراق. ثم تزايد عدد الشباب الذين غادروا في اتجاه ليبيا بعد أن تم تصنيف أنصار الشريعة تنظيما إرهابي وحضره في تونس. واستقر أخيرا بعد أن كان وراء الهجوم على السفارة الأمريكية بتونس في أيلول/ سبتمبر 2012 بعد يومين فقط من مقتل السفير الأمريكي في ليبيا، كريس ستيفنز، خلال الهجوم الذي نفذ في مدينة بنغازي.
وتم بعد ذلك التوصل لأدلة حول دوره في الاغتيالات السياسية والعمليات المسلحة التي حدثت في تونس في عام 2013، والتي كان أبرزها اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
وفي الختام قالت الصحيفة إن مقتل أبي عياض جاء في الوقت الذي بدأ فيه تنظيم الدولة يبسط نفوذه على حساب تنظيم القاعدة الذي ينتمي إليه أبو عياض، ويبدو أن علاقاته مع فرع هذا التنظيم في المغرب العربي لم تتوقف إذا ما تأكد وجوده إلى جانب مختار بلمختار يوم 15 حزيران/ يونيو خلال الغارة الأمريكية، وهي العلاقات التي ربما تكون قد كلفته حياته هذه المرة.