نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية تقريرا للكاتب كون كوغلين، قال فيه إنه بعد عشر سنوات من وقوع هجمات لندن، التي كانت من تخطيط وتنفيذ تنظيم
القاعدة، أصبح الأخير شبه ميت؛ وذلك بسبب الحرب الغربية المتواصلة ضد الإرهاب.
ويشير التقرير إلى أنه عندما حصل التفجير الانتحاري في صيف 2005، الذي تسبب بمقتل 52 شخصا، وجرح أكثر من 700 آخرين، كان تنظيم القاعدة قد اكتسب سمعة كونه أهم منظمة إرهابية عالمية، فبعد أن قام بهجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، قام بتفجيرات أخرى في بالي والرياض وإسطنبول.
ويذكر كوغلين أن قائد الخلية التي قامت بتفجيرات لندن محمد صديق خان، كان قد تلقى التدريب في مخيم لتنظيم القاعدة في باكستان، واعترف التنظيم بعد ذلك بمسؤوليته عن الهجوم، حيث أعلن الظواهري من مخبئه، من خلال تسجيل فيديو، مسؤولية تنظيم القاعدة عن هجمات لندن، وكان في حينها يشغل منصب نائب زعيم تنظيم القاعدة.
ويستدرك التقرير بأنه -وبالنظر إلى الخلف الآن- نجد أن تفجيرات لندن شكلت الذروة بالنسبة لتنظيم القاعدة، الذي فشل في تنفيذ هجمات إضافية خطط لها، مثل تفجير الطائرات في الجو، أو تفجير "المولات"، فقد تم إحباط خططه؛ بسبب المعلومات الإضافية التي توفرت للمسؤولين في المملكة المتحدة.
وتجد الصحيفة أن مقتل
أسامة بن لادن في باكستان في أيار/ مايو 2011، قد سرق الأضواء كلها؛ لأن نجاح الحملة الحقيقي كان في مقتل أو اعتقال معظم مساعدي بن لادن، ما جعلهم غير قادرين على القيام بهجمات مذهلة في الغرب، ولذلك كانت تفجيرات 7 تموز/ يوليو، هي المرة الأخيرة التي قام فيها تنظيم القاعدة بتفجير في
بريطانيا.
ويقول الكاتب إن "الظواهري بقي هو الناجي الوحيد اليوم من عهد بن لادن، وهو ليس سوى شخصية عاجزة تتنقل من مخبأ إلى مخبأ على الحدود الأفغانية، ويصدر أوامر وتوجيهات لجيل جديد من الإرهابيين الإسلاميين، وهم ليسوا على استعداد حتى للرد على تحذيراته".
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأنه كان هناك إحياء لتنظيم القاعدة لفترة قصيرة في اليمن، حيث كانت له خلية يديرها أنور العولقي، الذي درس في أمريكا، وكانت تلك الخلية تخطط للقيام بسلسلة هجمات في الولايات المتحدة، قبل أن يقتل العولقي في غارة بطائرة دون طيار في 2011.
وترى الصحيفة أن تنظيم القاعدة استُبدِل به
تنظيم الدولة، الذي هو أكثر تنظيما ونجاعة، وقد تفوق على تنظيم بن لادن من حيث الوحشية والسمعة السيئة، لدرجة أن الظواهري، في أحد تسجيلاته القليلة، وبّخ التنظيم الجديد لتعامله البربري مع المسلمين.
ويبين كوغلين أنه إذا كان تنظيم القاعدة هُزم تماما في إمكانيته للقيام بهجمات على مستوى عال، فإنه لا يمكن قول الشيء ذاته عن تنظيم الدولة، كما أثبتت المذبحة في تونس الشهر الماضي.
ويلفت التقرير إلى أن هدف تنظيم الدولة قد يكون إقامة دولة إسلامية مستقلة تحكمها الشريعة، مستدركا بأنه يدرك قيمة ارتكاب أعمال إرهابية شنيعة، مثل قطع الرؤوس في الساحات العامة والهجمات الانتحارية، في تحطيم معنويات العدو، كونها تجعله يكسب معركة الدعاية.
وتورد الصحيفة أن التحدي الآن لقيادات الغرب هو أن يتوفر لديها العزم ذاته، والإمكانيات التي تم استخدامها في هزيمة تنظيم القاعدة لهزيمة تنظيم الدولة. وتتضمن الحفاظ على أعلى المستويات من تجميع المعلومات الاستخباراتية وتحليلها، بالإضافة إلى القيام بعمليات قتل متطرفي التنظيم واعتقالهم، الذين يعتزمون القيام بعمليات كبيرة.
وتخلص "ديلي تلغراف" إلى أنه في ظل عدم وجود استراتيجية متماسكة لهزيمة تنظيم الدولة، فقد تتكرر الهجمات في بريطانيا، وتملأ الشوارع برائحة الموت والدمار.