تكبدت
البورصة المصرية خسائر حادة وعنيفة منذ بداية العام الجاري، وكانت الخسائر أكثر حدة منذ بداية الربع الثاني، حيث تجاوزت خسائر الأسهم المدرجة خلال الربع الثاني من العام الجاري نحو 4 مليارات دولار.
ورصد "
عربي 21" ستة أسباب وراء هذا الانهيار الحاد في سوق المال المصري، والتي يأتي على رأسها قرار رئيس البورصة المصرية، محمد عمران، باستبدال الفقرة الأولى من المادة الثالثة الخاصة بالقواعد المنظمة، لإصدار وتحويل شهادات الإيداع الأجنبية؛ حيث أصبحت جميع تعاملات المصريين تتم عن طريق البورصة المصرية، سواء كانت بيع أو شراء أو تحويل (شهادات الإيداع )، وفي حالة بيع العميل المصري شهادات إيداع خارج مصر يتم تحويل قيمة المبيعات إلى أحد البنوك الخاضعة لرقابة وإشراف البنك المركزي المصري، وصرف قيمة المبيعات بالجنية وليس بالدولار، وتسبب هذا القرار في تراجع سهم إعمار الذي كان سيستخدم في نقل الأموال.
وقال المحلل المالي، نادي عزام، إن قرار البنك المركزي المصري بتحديد عملية الإيداع، والسحب بعشرة آلاف دولار خلقت مشاكل لمن يرغبون في تحويل أموالهم خارج مصر؛ حيث يقومون بتحويل المبالغ من الجنيه المصري إلى الدولار، الذي لم يعد موجودا، وبالتالي يواجهون أزمات حادة في هذه العملية.
أما السبب الثاني فيتمثل في شح السيولة بشكل عام، خاصة وأن اكتتاب سهم إعمار ساهم في تجميع السيولة من السوق التي كانت تعاني من نقص السيولة قبل عملية الطرح.
وتأتي أزمة اليونان لتكون السبب الثالث في انهيار البورصة المصرية، والتي أضافت ضغوطا كبيرة على الضغوط التي تعاني منها مؤشرات السوق.
أما السبب الرابع فيتمثل في الانخفاض المعروف لقيم وأحجام التداول في شهر رمضان المبارك من كل عام، لتفرغ غالبية المستثمرين والمتعاملين بالسوق بالعبادات.
ويتمثل السبب الخامس في طرح أسهم للاكتتاب العام في توقيت ذروة شح السيولة، وضعف حركة السوق العامة، أما غياب المحفزات فيأتي في المرتبة السادسة لأسباب تراجع البورصة المصرية، حيث تعاني السوق من غياب تام للمحفزات خلال الفترة الماضية.
وخلال الربع الثاني من العام الجاري وحتى نهاية جلسة تعاملات اليوم، خسر رأس المال السوقي لأسهم الشركات المدرجة نحو 30.9 مليار جنيه تساوي نحو 4 مليارات دولار تقريبا، بنسبة تراجع تتجاوز نحو 6.1% بعدما وصل بنهاية تعاملات اليوم إلى نحو 475.3 مليار جنيه، مقابل نحو 506.2 مليار جنيه في بداية الربع الثاني.
وعلى صعيد المؤشرات، فقد تراجع المؤشر الرئيسي "إيجي إكس 30" بنسبة 12.84% تعادل 1173 نقطة ليصل إلى مستوى 7691 نقطة، مقابل نحو 9134 نقطة.
وتراجع مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة "مؤشر إيجي إكس 70" بنحو 19.34% تعادل نحو 100 نقطة، ليصل إلى مستوى 417 نقطة، مقابل نحو 517 نقطة.
وامتدت الخسائر لتشمل المؤشر الأوسع نطاقا "إيجي إكس 100"، والذي تراجع بنسبة 16% تعادل 168 نقطة بعدما وصل إلى مستوى 877 نقطة، مقابل نحو 1045 نقطة.