تحدث قائد المنطقة العسكرية الأولى في وادي
حضرموت في جنوب
اليمن الجنرال عبد الرحمن
الحليلي، في مقابلة أجراها معه موقع "ميدل إيست آي"، عن الطريقة التي استطاع فيها الحفاظ على المناطق الواقعة تحت سيطرته، ومواجهة مقاتلي تنظيم
القاعدة في شبه الجزيرة العربية وإخراجهم من حضرموت.
وتحدث الحليلي في لندن من القصر الرئاسي في مدينة سيون، وقال: "المنطقة العسكرية الأولى تعد قوية ومتماسكة؛ لأنها ابتعدت عن المماحكات السياسية والحزبية، ولأن ولاءنا هو للوطن فقط".
وجاءت تصريحات الجنرال الحليلي لمراسل الموقع سعيد البطاطي، في الوقت الذي يشهد فيه اليمن مستوى من العنف لم يشهده منذ سنوات، فهو يواجه ضربات جوية تقودها السعودية، ويشهد معارك ميدانية بين المتمردين الحوثيين والقوى المعارضة لتوسعهم في داخل البلد. وكان الحوثيون، الذين يلقون دعما من القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، قد دفعوا بمقاتليهم نحو ميناء عدن، ما أجبر رئيس البلاد عبد ربه منصور
هادي للهروب إلى السعودية.
ويشير التقرير إلى أن ست مناطق عسكرية تشارك في الحرب الأهلية الدائرة اليوم في اليمن، سواء كانت مع الحوثيين، أو مع تلك الداعمة للرئيس المنفي، باستثناء منطقة الحليلي. وبعد هروب محافظ حضرموت بسبب تقدم مقاتلي تنظيم القاعدة في شهر نيسان/ إبريل، تحول الجنرال الحليلي لحاكم فعلي لأكبر وأثرى محافظة في اليمن.
وينقل الموقع عن صاحب محل كتب في سيون قوله: "نتمتع بالاستقرار رغم ما تشهده البلاد من عنف. والحليلي هو الحاكم عمليا، حيث لم يعد مسؤولو الحكومة يظهرون في مكاتبهم".
ويقول البطاطي إن أهمية المنطقة العسكرية التي يقودها الحليلي تنبع من طببيعة المنطقة الواسعة التي يحكمها وعدد الوحدات العسكرية التي يقودها. فالمنطقة العسكرية تمتد إلى الحدود مع عمان والحدود السعودية وحتى الحدود مع الربع الخالي. وتشمل المنطقة خمس كتائب قتالية يتبعها آلاف الجنود.
ويورد التقرير أن الحليلي يقول إنه يدعم وبشكل "كامل" الرئيس هادي، وإن قواته تتبع أوامره، ويضيف: "ندعم الشرعية"، في إشارة إلى الحكومة المدعومة دوليا، مبينا أنه على اتصال مستمر مع الرئيس المنفي وحكومته في الرياض.
ويلفت الموقع إلى أن الحليلي رفض تسجيل المقابلة، ووافق على الوقوف أمام الكاميرا بعد إلحاح شديد.
ويوضح الكاتب أن نقاد الحليلي يتهمونه بأنه "حوثي في الخفاء"، وأنه يرفض التعبير عن مواقفه حتى يتجنب الغارات السعودية. فقد شارك الجنرال البالغ من العمر 64 عاما في الإعلان الدستوري، وهو ما رأى فيه البعض موافقة من الجنرال على الانقلاب المدعوم إيرانيا. وبعد أسابيع من بدء الحملة السعودية على الحوثيين نقلت عنه الصحافة المحلية قوله إنه يدعم هادي.
ويقول الجنرال الحليلي إن زيارته للقصر الرئاسي أثناء الإعلان الدستوري "لم تكن مقصودة". ويضيف: "اتصل بي المسؤولون الكبار، وبينهم وزير الدفاع، وطلبوا حضوري إلى القصر الرئاسي دون إعطائي معلومات. ونفذت الأوامر ولم أكن أعرف ما يجري هناك"، بحسب الموقع.
ويستدرك الموقع بأنه رغم أن الحليلي لم يذكر الحوثيين في حديثه، إلا أنه أكد أنه لن يقاتل أي قوات مسلحة تصل إلى وادي حضرموت، وقال: "سنقاتل ضد أي مليشيا تحاول التأثير على استقرار وادي حضرموت". وتجنب الجنرال في حديثه التعبير عن موقفه من الغارات الجوية السعودية، وإن كان يدعمها ام لا. ويقول: "لست بحاجة للقول (إنني أدعم الغارات)؛ لأنني عبرت عن دعمي للرئيس الشرعي وحكومته".
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن سلفه الجنرال محمد الصوملي كان قد عزل من منصبه في تموز/ يوليو 2014، بعد الهجوم الذي شنه تنظيم القاعدة على مصرف ومقرات أمنية في سيون. وكان المقاتلون التابعون لتنظيم القاعدة يتجولون بحرية في بلدات أخرى، مثل قاطن، وشنوا منها هجمات دموية ضد مواقع أمنية، أدت إلى مقتل عدد كبير من الجنود.
ويذكر البطاطي أنه بغد ذلك قام الجنرال الحليلي بشن غارات على مخابئ تنظيم القاعدة، وسيطر على قاطن واستعاد مناطق أخرى من يد المليشيات. وتراجعت الهجمات الدموية في الأشهر الأخيرة وبشكل واضح. ويقول: "تراجعت نشاطات تنظيم القاعدة ليس في وادي حضرموت فقط، ولكن في العالم بشكل عام".
ويفيد الموقع بأنه منذ تموز/ يوليو 2014، نجا الجنرال من خمس محاولات اغتيال دبرها تنظيم القاعدة، ويعلق عليها بالقول:"جعلتني هذه الهجمات أكثر تصميما على إعادة الاستقرار والأمن".
ويشير التقرير إلى أنه في نيسان/ إبريل، انهارت المنطقة العسكرية الثانية القريبة من منطقة الحليلي في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، وسيطر مئات من أتباع تنظيم القاعدة على المدينة، وعلى كتيبتين عسكريتين. واستطاع مسلحو القاعدة السيطرة على معظم ساحل حضرموت الواسع.
وينوه الكاتب إلى تأكيد الجنرال الحليلي التقارير التي تحدثت عن وجود مقاتلين تابعين لتنظيم الدولة في وادي حضرموت، وبقول الجنرال: "هناك عدد قليل من المسلحين في المناطق الوعرة في وادي سر في حضرموت، وهم مختبئون في المناطق الوعرة لتجنب الغارات الأمنية".
ويبين الموقع أن مدير الأمن القومي السابق علي الحمادي قد أخبر صحيفة كويتية أن تنظيم الدولة موجود في وادي سر، حيث خاض معارك ضد تنظيم القاعدة. ويقول الجنرال الحليلي إن مواجهة تنظيم القاعدة للحوثيين أدت إلى تراجع تهديده، وخففت من الضغط الذي مثله على قوات الجيش والأمن اليمنية.
ويكشف التقرير عن أن وادي حضرموت هو المنطقة التي شنت فيها الولايات المتحدة سلسلة من الغارات القاتلة المثيرة للجدل باستخدام طائرات دون طيار "الدرون".
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى أن الحليلي رفض الحديث عن رأيه بغارات الدرون وقضائها على تهديد المسلحين. ولكنه أنكر التعاون مع الأمريكيين في قتال تنظيم القاعدة في اليمن. وقال إنه ليست لديه خطط لإرسال قواته إلى المكلا التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة.