شكك خبراء في مكافحة التطرف في فعالية الوحدة الجديدة، التي أنشأتها "
يوروبول" لمواجهة الدعاية لجماعات متطرفة مثل
تنظيم الدولة على وسائل التواصل الاجتماعي؛ وذلك لسعة الدعم وتعدد الوسائل التي يستخدمها المؤيدون، بحسب تقرير لإيليس أوغارا نشرته مجلة "نيوزويك" .
ويشير التقرير إلى أن "يوروبول" تقوم بإنشاء الوحدة الجديدة على مستوى
أوروبا، بهدف تتبع وإغلاق الحسابات البارزة المرتبطة بتنظيم الدولة، التي تنشر الدعاية التي تدفع بالناس إلى التطرف في الغرب، وتقنعهم بالسفر إلى سوريا.
وتبين أوغارا أن الوحدة ستبدأ عملها في الأول من شهر تموز/ يوليو، وتهدف إلى حجب حسابات المتطرفين خلال ساعتين من إنشائها في أي مكان في أوروبا. وستسعى الوحدة الجديدة، التي لم تعلن بعد عن عدد الضباط المنتسبين لها، إلى تتبع حسابات حوالي 46 ألف مروج لتنظيم الدولة، يقومون ببث حوالي مئة ألف رسالة في اليوم، عبر "تويتر" و"فيس بوك" و"يوتيوب".
وتذكر المجلة أن "يوروبول" تقدر أن هناك خمسة آلاف مقاتل أجنبي على الأقل تطرفوا وسافروا من أوروبا إلى المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في سوريا والعراق، منذ تمدد التنظيم في سوريا والعراق خلال الصيف الماضي، وآخرهم ثلاث نساء من برادفورد مع أطفالهن التسعة.
ويستدرك التقرير بأن الخبراء في عمليات الحث على التطرف عن طريق الإنترنت يقولون إنه مع أن أهداف المشروع الجديد جيدة، إلا أن السلطات قد تخاطر بإهمال أهم عوامل التجنيد للتنظيم، إن ركزت جهدها ووقتها على تتبع ومنع حسابات قصيرة الأمد على الإنترنت.
وتنقل الكاتبة عن تشارلي ونتر من مؤسسة "كويليام"، التي تحارب الفكر المتطرف، قوله إن فريق "يوروبول" الجديد "يهدف إلى شيء جيد"، ولكن هناك وسائل أخرى وميادين للتجنيد غير الإنترنت.
وأضاف ونتر للمجلة أنه بينما تتم عملية التطرف على الإنترنت "إلا أن عملية التجنيد لا تتم على مواقع التواصل المفتوحة، ولكنها تتم عبر تطبيقات مثل كيك، واتس آب، أو شخصيا".
ويقول ونتر إن حجز بعض الحسابات على الإنترنت هو رد فعل، والقضية الحقيقية "ليست ما يحصل على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنها أن الفكر لا يزال جذابا في المقام الأول".
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن الزميل في مركز دراسات التطرف نك كادربهاي، الذي يركز على أثر الإنترنت في التطرف والتجنيد لتنظيم الدولة، قوله إن مكافحة التطرف والتجنيد لا تستهدف الرؤوس الكبيرة، بقدر ما تستهدف إيقاف الدعاية لمؤيدي التنظيم على الإنترنت.
وقال مدير "يوروبول"، روب وينرايت، لـ "بي بي سي" إن الوحدة الجديدة ستستهدف "زعماء العصابات" على الإنترنت وتغلق حساباتهم.
وتلفت أوغارا إلى أن كادربهاي يشكك في هذا التكتيك، ويقول إن بإمكانهم أن يغلقوا الحساب تلو الآخر، ولكنهم "لن يتخلصوا من الضجة في الخلفية، والقادمة من مؤيدي تنظيم الدولة". مضيفا أن هناك مجالا وسيطا في الإنترنت، حيث يشجع أشخاص غير بارزين الآخرين بالانضمام بطريقتهم الخاصة "حيث أن مؤيدي تنظيم الدولة البارزين يتصرفون بحذر، وفي العادة لا يدعون أحدا إلى السفر بشكل مباشر".
وبحسب المجلة، فقد أشار ونتر وكادربهاي إلى أن عملية التطرف عن طريق الإنترنت هي جزء من المشكلة، ويوضح كادربهاي بأن الإنترنت يؤدي دورا مهما في نشر الدعاية لتنظيم الدولة بشكل ناجع، إلا أن معظم عمليات التجنيد الحقيقية لا تحدث على الإنترنت، وركزا على أن من يقومون بالتجنيد للتنظيم "يصلون إلى مرحلة معينة على الإنترنت".
ويفيد التقرير بأن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قال الأسبوع الماضي إن تنظيم الدولة يستخدم الإنترنت للتغرير بالشباب الغربيين لتبني قضيته، وأضاف: "قد يملك التنظيم نظرة من العصور الوسطى، ولكن تكتيكاته حديثة، حيث يستخدم الإنترنت أداة أساسية لنشر تصوره المشوه للعالم".
وتختم "نيوزويك" تقريرها بالإشارة إلى أن كلا من ونتر وكادربهاي اتفقا على أن الفريق الجديد الذي سيبدأ عمله في تموز/ يوليو سيساعد في إيقاف الدعاية على الإنترنت، ويمنع استمرار تمدد الشبكة، ولكنه "لن يغير الوضع بشكل دراماتيكي"، ولن يمنع من وقوع الناس في شباك التنظيم.